خبر وتعليق بيان رابطة علماء المسلمين حول الأحداث الراهنة
الخبر:
صدر في موقع رابطة علماء المسلمين الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر2014م الموافق 7 ذي القعدة 1435هـ بيان تحت عنوان (بيان رابطة علماء المسلمين حول الأحداث الراهنة) جاء فيه في المقدمة تعريف بواقع الرابطة (فإن رابطة علماء المسلمين مرجعية شرعية أسست لإحياء وظيفة العلماء في الأمة والعمل على جمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، والاهتمام بقضاياهم ومشكلاتهم، وتقديم الحلول وفق منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، ومن واجباتها حماية الأمة من التغريب والمناهج المنحرفة)، وقال البيان إن الرابطة تريد أن تبين الموقف الشرعي إزاء القضايا الراهنة، ومن هذه الوقائع الكبرى كما أسماها البيان قضية غزة واليمن وسوريا وغيرها. وهنأ البيان المسلمين على النصر والثبات أمام العدو، وأطلقت الرابطة ما أسمته حملة كبرى لإعمار غزة وطالبت ما أسمتها جميع الدول الإسلامية للمساهمة في رفع الحصار وإعادة إعمار غزة، ثم تناول البيان ما أسماه المشروع الصفوي الرافضي في اليمن، ودعا أهل اليمن للوقوف أمام المشروع الحوثي الهادف إلى تمزيق الأمة على حد وصف البيان.
التعليق:
بدايةً إن جمع كلمة الأمة لا تتم إلا بإيجاد كيان واحد لهم يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وتكون وظيفة ذلك الكيان تطبيق شرع الله في الداخل وحماية الرعية والحفاظ على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وحفظ بيضتهم أمام عدوهم، وحمل الإسلام بالدعوة والجهاد إلى الخارج. وهذه المسألة معلومة من الدين بالضرورة ولا تخفى على عوام المسلمين ناهيك عن علمائهم، فقد شدد الإسلام في النكير على من يريد أن يفرق الأمة أو أن ينال من وحدة كيانها، قال عليه الصلاة والسلام «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» صحيح مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام «من جاءكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» صحيح مسلم.
وكان ينبغي لرابطة علماء المسلمين التأكيد على أن جمع كلمة المسلمين لا تتم ولن تتم إلا بتوحيدهم تحت خليفة واحد يرعى شئونهم.
أما ما تناولته الرابطة عن مساندة غزة، فإن الحكم الشرعي الواجب على المسلمين تجاهها هو تحريك الجيوش في البلاد الإسلامية لتحريرها بل وتحرير كل فلسطين ولا يوجد حل شرعي آخر للقضية الفلسطينية.
أما قضية الحوثي فالمشروع الذي يتبناه هو مشروع خارجي من أعداء الأمة وليس له علاقة بالفكر الشيعي إلا كونه يختبئ وراءه، وإنما الخطر الحقيقي على الأمة هو من كل القيادات الخائنة في اليمن سواء أكانت حوثية أو غيرها ممن تبنوا ما أسموه مخرجات مؤتمر الحوار التي تفضي إلى دولة مدنية ديمقراطية وتقسيم فدرالي لليمن برعاية ما يسمونها الأمم المتحدة.
وكان واجباً على رابطة علماء المسلمين أن تبين خطر هذه المشاريع الغربية على اليمن وعلى سائر بلاد المسلمين التي مر على ذكرها بيان العلماء دون أن يعطي حلولا شرعية لها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب / اليمن