Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تحدي الثلج ليس سبيل الخلاص لأهل الشام


الخبر:

على غرار حملة “دلو الماء المثلج” التي انتشرت حول العالم، وشارك فيها العديد من المشاهير لجمع التبرعات لمرضى التصلب العضلي، أطلق نشطاء سوريون مبادرة دلو الماء المثلج على طريقتهم وجمعوا أكثر من ستين ألف دولار لشراء حقائب دراسية والقرطاسية للأطفال السوريين في الأردن ولبنان. وشارك في الحملة ممثلون وإعلاميون وصحفيون والكثير من الشباب السوريين والأطفال، وانتشرت لهم مقاطع فيديو وهم يسكبون على أنفسهم المياه الباردة. (المصدر: الجزيرة نت)


التعليق:

تعاظمت المشاكل التي يعانيها أهل الشام من تقتيل وتجويع وتشريد وتدمير للمنازل والمساجد والمدارس وفقدان التعليم والصحة والأمن والأمان، وكثرت معها الحلول المقدمة من قبل النشطاء والمنظمات والتنظيمات باختلاف مبادئهم ومصالحهم لمعالجة تلك المشاكل. وواضح تماما أن معظم تلك الحلول هي حلول ترقيعية غير حقيقية لا تعالج مشاكل أهل سوريا أو تحسن من وضعهم المأساوي سواء في الداخل أم الخارج ناهيك من أن تنتصر لهم وتعيدهم إلى أرضهم ومنازلهم ومدارسهم. ومن تلك الحلول مبادرة دلو الثلج لجمع التبرعات من أجل تعليم أطفال سوريا، ففوق أنها لا ترقى إلى حجم المعاناة التي يعانيها أهل الشام وحجم المؤامرة الدولية التي يقودها الغرب وعلى رأسهم أمريكا ضد ثورة الشام الطاهرة الأبية للقضاء عليها، فإنها أي المبادرة هي نموذج واضح لما أصاب بعض المسلمين من تقليد أعمى لمعالجات الغرب الرأسمالي ومنهجهم في التفكير. وهي تعبر عن التضليل الفكري والإعلامي الكبير الذي يمارس ضدهم لإجهاض كل مشروع جاد يقودهم إلى الحل الحقيقي لمشاكلهم المستمد من عقيدتهم بفكرته وطريقة تنفيذه.

إن المشكلة الحقيقية التي ابتلي بها أهل الشام هي وجود حاكم مستبد جائر يحكم شعبه بنظام علماني فاسد ظالم وتآمر دولي على ثورتهم للالتفاف عليها وإجهاضها. وإن غض الطرف عن هذه المشكلة والاهتمام بمعالجة المشاكل الثانوية الناجمة عنها، دون التركيز على الحل الحقيقي، وهو خلع الطاغية وإقامة حكم الله في الشام والتحرير الكامل من التبعية للغرب، هو ابتعاد عن طريق الخلاص وصرف للشعب عن الهدف الذي من أجله خرج وثار. فليركز المسلمون جهودهم على إسقاط الطواغيت وأنظمة حكمهم الجائرة وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستنصر أهل سوريا وترفع الظلم عن المظلومين فيعودوا لمنازلهم ومدارسهم في ظل عيش كريم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم المعتصم