Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق شعب أفغانستان المجاهد يجب ألا يكون وقودًا للصراع بين القوى الاستعمارية (مترجم)

الخبر:

حذر عطا محمد نور، حاكم بلخ وزعيم الميليشيا السابق الذي هدد باحتجاجات واسعة في أعقاب إعادة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في حزيران/يونيو، حذر في يوم الأربعاء من “انتفاضة مدنية” إذا كان إعادة فرز أصوات الاقتراع المستمر يثبت أنها منحازة وأن مرشحه، عبد الله عبد الله، لا يُعلن أنه الفائز.

فقد قال في مقابلة له: “إذا كان إعادة فرز الأصوات هو من جانب واحد أو كان احتيالًا، فنحن لن نسكت ونقبل بالنتائج”. وأضاف: “نحن لا نريد أزمة، لكننا سندافع عن حقوق شعبنا. ستكون هناك انتفاضة مدنية كبيرة… سوف نحتل المباني والمؤسسات الحكومية… سنقوم بمقاطعة العملية، ونحن لن نعترف بالحكومة المقبلة لأنه لن يكون لها شرعية”. [المصدر: http://www.tolonews.com/en]

 

التعليق:

لقد جاءت الأزمات نتيجة لانتخابات 2014 المخزية، والتحالف القوي بين فريق عبد الله عبد الله حاكم بلخ والرئيس التنفيذي لمجلس شورى الجماعات الإسلامية، ودعوة عطا محمد نور أنصاره للاستعداد لثورات خضراء وبرتقالية.

من ناحية أخرى، فقد صرح المتحدث باسم فريق أشرف غاني، فيض الله زكي، بقوله: “إنها ليست مهمة صعبة وربما يمكن لأي شخص أن يفعل هذا، ولكن السياسي الجدي يجب أن يعتقد أن هذه الثورة الخضراء يجب ألا تتحول إلى اللون الأسود وأن البرتقالي يجب ألا يصبح أحمر ودموياً”.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد حذر أيضًا “المجلس الاستشاري للحزب الإسلامي”، وهي مجموعة صغيرة انفصلت عن الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار، عبد الله وجماعته أنهم إذا رفضوا قبول نتائج الانتخابات بعد إشراك المجتمع الدولي ومراجعة الأصوات، فإنهم لن يقفوا صامتين.

ونحن نعتبر أن هذه التصريحات هي نتيجة مخزية أخرى لانتخابات 2014 الديمقراطية، لأنه على الرغم من الأموال الضخمة والحملات الدعائية التي دعمت الانتخابات إلا أنها كانت مخيبة للآمال، وبالكاد شارك ثلاثة ملايين شخص في التصويت. وبالنظر إلى واقع المجتمع الأفغاني، فإنه حتى هؤلاء الناخبون لم يصوتوا للديمقراطية ولكنهم صوتوا على أسس انتماءاتهم القبلية واللغوية. وأما الأصوات الأخرى، فقد تم تزويرها ووضعها في صناديق الاقتراع لتجنب العار، بمساعدة الحكومة ولجنة الانتخابات وممثلي المرشحين. وقد أدت هذه الأصوات المزورة إلى هذا التوتر كله بين الحملتين، وقد أدان ذلك بشدة كل من المراقبين الأوروبيين وعبد الله.

وقد أدت عملية الانتخابات هذه وكذلك التزوير في الانتخابات إلى ظهور الصراع والخلاف بين بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة. وذلك لأن بريطانيا وأوروبا، اللتين تدعمان وتستعملان عبد الله، قد خلقتا عقبات شديدة لأشرف غاني ومواقفه المؤيدة للولايات المتحدة. إن تراجع مجموعة عبد الله، والتدخل المباشر لأوباما من خلال المكالمات الهاتفية، وزيارات أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ووزير الخارجية جون كيري، وتدخل النائب جون كاري، وكذلك الاهتمام الشديد والضغط الذي تمارسه الأمم المتحدة، كل ذلك قد أجبر كلا المرشحين على قبول إعادة الفرز وإعادة فحص الأصوات وإقامة حكومة ائتلاف وطني. ويقال إنه في آب/أغسطس سيتم حل قضايا الانتخابات والتصويت وغيرها، وسيتم تسليم المسؤولية للرئيس الجديد.

إن العدد الكبير للأصوات غير المتحسبة، وعدم التوافق على عملية التدقيق والمراجعة، وكذلك التفسيرات المختلفة لتصريحات جون كيري، قد أدى ذلك كله إلى إيجاد حالة من الفوضى، وهو ما ساعد روسيا على الاستفادة من الأوضاع. وبالتالي، إن لم تقم أمريكا بإشراك اللاعبين الآخرين في أفغانستان، فإنه من الواضح أن أفغانستان ستتحول إلى ساحة حرب بين هذه القوى، وقد تتحول الأمور فيها إلى حرب أهلية.

فنحن في حزب التحرير، وفي ضوء السياسة في الإسلام، ندعو شعب أفغانستان المجاهد ونقول له: إنكم في الحقيقة قد صفعتم الكفر وأعوانه برفضكم للديمقراطية وبرفضكم المشاركة في الانتخابات الديمقراطية، وبالمثل، ارفضوا كافة مؤامراتهم ومخططاتهم الاستعمارية التي من خلالها سيدفعون المسلمين الأفغان لقتال بعضهم البعض بحجج وذرائع مختلفة. إن رفض الديمقراطية العلمانية والمؤامرات الغربية هو نصف العمل، والنصف الآخر هو العمل لإقامة دولة الخلافة التي يمكنها إحداث التغيير الحقيقي والتي سوف تضم البلاد الإسلامية وهو ما سيحرر بلاد المسلمين، ودولة الخلافة هي من سيتصدى لاحتلال الكفار عن طريق تحرير الأمة من استعمارهم ونفوذهم. إن دولة الخلافة هي وحدها القادرة على إيجاد التطور والرخاء والطمأنينة التي يتوق لها كل المسلمين. وهي وحدها التي ستقضي على معاول الهدم والتشرذم التي أوجدوها في الأمة من مثل القومية والوطنية والديمقراطية والرأسمالية وغيرها. وهي التي ستوحد المسلمين فعليًا في كيان واحد حقيقي تحت ظل نظام الخلافة الإسلامي.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابل – ولاية أفغانستان