Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تقييم الناحية الأمنية المبالغ فيه يرجّح غزوا غربيا آخر لبلاد المسلمين (مترجم)

الخبر:

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تحذيرا خطيرا، ذكر فيه أن بريطانيا تواجه أكبر تهديد ضدها، وقال: “ما نواجهه الآن في العراق مع الدولة الإسلامية هو أكبر تهديد لأمننا، ولم نواجه مثله من قبل”، وأضاف: “إن لم نتحرك لوقف هذه الحركة الهمجية الإرهابية الخطيرة، فإنها سوف تنمو حتى تتمكن من استهدافنا في شوارع بريطانيا”. وتزامن التحذير مع رفع مستوى التهديد في المملكة المتحدة إلى أقصى مستوى له، وهذا يعني احتمالا مرجحا لوقوع هجوم إرهابي.

كما ذهب كاميرون كذلك مع تقييمه لتهديد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى تحذير الزعماء الأوروبيين، فقال: “إننا سنواجه مع تصميم الحركة على التوسع إلى الأردن ولبنان وصولا إلى الحدود التركية دولةً إرهابية على شواطئ البحر المتوسط والمتاخمة لأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي”. ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذا ذعر حقيقي أم أن هناك دوافع خفية وراء تصريحات كاميرون؟

 

التعليق:

كاميرون ليس وحده في تقييمه لخطر حركة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ففي أمريكا مثلا، بعض المسئولين الحكوميين، فضلا عن نسبة متزايدة من الجمهور، ينظرون إلى الحركة بأنها مبعث تهديد حقيقي. فقد قالت ديان فينشتاين (السيناتور بالحزب الديمقراطي): “إن هذه المجموعة من الناس تشكل خطرا غير عادي”، وقال مايك روجرز (رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب): “إن الحركة تحبذ الضربات الغربية ضدها لتثبت أنها الجماعة الجهادية الرائدة في العالم”.

ووفقا لتقرير مركز “بيو” للأبحاث الذي صدر مؤخرا عن تصور الجمهور الأمريكي للحركة، فإن الأمريكيين يشعرون بأنهم مهددون من قبل جماعة جهادية غامضة. وجاء في التقرير: “بعد قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، فإن ثلثي الجمهور (67%) يعتبرون الحركة تهديدا كبيرا للولايات المتحدة”، وذكر التقرير أن 91% من حزب الشاي الجمهوريين، و65% من الديمقراطيين، و63% من المستقلين قد وصفوا الحركة بأنها “تهديد كبير”. وجاء في التقرير أيضا: “لقد تم طرح سؤال على نصف العينة المستطلع رأيها حول الحركة، وسؤال النصف الآخر عن التهديد الأوسع من الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل القاعدة، والتي سجلت قلقا مماثلا، حيث ظهر أن تلك الجماعات تشكل خطرا كبيرا لـ71% من أفراد العينة، وخطرا طفيفا لـ19% منهم، ولا تشكل تهديدا لـ6% منهم”.

ومع ذلك، فإن هناك عددا من محللي الاستخبارات يشككون في خطورة التهديد الذي تشكله الحركة، فقد قال ماثيو ج. أولسن (مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب في معهد بروكينغز): “إن خطر حركة الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس حقيقيا، فالحركة ليست كالقاعدة فيما قبل 11/9، حيث لا يوجد لديها خلايا عاملة في أوروبا وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة”. ولذلك فإن تقييم السيد أولسن للمنظمة على النقيض من تقييم أكثر المسئولين الأمريكيين الآخرين، فتقييم أولسن ينسجم جيداً مع وجهة نظر أوباما في حزيران 2014م، عندما اعترف بأن الحركة قد أصبحت أكثر قوة في “بعض الأماكن”، وقال حينها: “… ونحن أيضا أفضل بكثير في حماية أنفسنا”، وقد قلل من أهمية فكرة أن مكاسب الحركة في العراق تعني أن الولايات المتحدة في خطر أكبر.

إن ما يسخر من الرئيس الأمريكي والبريطاني حول الخطر الداهم الذي تشكله الحركة، هو أن الدولة الروسية الصاعدة، المجهزة تجهيزا جيدا بالأسلحة النووية، هي أكثر تصميما لاتخاذ موقف ضد تدخل الغرب المستمر في أوكرانيا، فلدى روسيا الدوافع والوسائل التي تمكنها حقا من إيذاء الغرب، في حين أن كل ما لدى حركة الدولة الإسلامية في العراق والشام هو طموحات فقط. وقد أشار فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إلى ترسانة روسيا النووية وحذر الغرب منها حين قال: “ليس من الحكمة العبث معنا في أوكرانيا”.

إنّ المناسبة الوحيدة التي تم استخدام مثل هذه اللغة العدوانية بشأنها من قبل بريطانيا وأمريكا كانت عندما أرادتا غزو أفغانستان والعراق، وها هو الآن يجري استخدام الخطاب نفسه لتبرير الغزو بقيادة أمريكا على بلد مسلم آخر، ويبدو أن سوريا وأجزاء من العراق ستكون الهدف هذه المرة.

وكالعادة، وبمساعدة الحكام العملاء الفاسدين للغرب في غزوه الصليبي للعالم الإسلامي، الذين لا يدخرون جهدا في توفير الدعم لأمريكا وبريطانيا من خلال توفير الذرائع اللازمة للتدخل، فقد قال الملك عبد الله (ملك المملكة العربية السعودية) عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: “إذا أُهملت، فإننا على يقين بأنها بعد شهر ستصل إلى أوروبا، وبعد شهر آخر إلى أمريكا، فالإرهاب لا يعرف الحدود، وخطره يمكن أن يؤثر على عدة بلدان خارج منطقة الشرق الأوسط”.

إنه إذا لم يوفر الحكام العملاء المجال الجوي، والممرات المائية، والقواعد الجوية، والاستخبارات، والمال، فإن الغرب لن يكون قادرا على غزو بلاد المسلمين، وحتى عندما غزا الغرب – بمساعدة وتحريض من الحكام العملاء – فقد لحقت به الهزيمة من أبناء الأمة الشجعان في العراق وأفغانستان.

إن المطلوب من العالم الإسلامي هو تحصين نفسه ضد فيروس التدخلات الأجنبية في بلاد المسلمين، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إعادة إقامة الخلافة الراشدة، فهي علاوة على أنها ستقطع يد أية قوة أجنبية تجرؤ على التدخل في شئون الأمة، فإنها ستستخدم الحنكة السياسية لجعل القوى الاستعمارية الكافرة تقاتل بعضها البعض مما يجعلها ضعيفة وغير فعالة ضد دولة الخلافة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم