خبر وتعليق مصر لن تنعم بالاستقرار إلاّ في ظل الخلافة
الخبر:
نشر موقع “العربية نت” خبرا جاء فيه: “أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، أن بلاده قطعت شوطاً كبيراً في مواجهة الإرهاب إلا أنه ما زال هناك الكثير الذي يتوجب فعله للقضاء عليه، مشيراً إلى أن هذه الأمة تحتاج وقتاً قبل أن تنعم البلاد بالاستقرار. وقال السيسي، في خطاب متلفز، إن الشعب المصري يواجه معركة وجود، مشدداً على أنه “يجب أن ننتصر في معركتنا ويجب أن تعود مصر لمكانتها”.”
التعليق:
الحرب على الإرهاب هو الشعار الكاذب الذي اتخذته أمريكا لتبرر حربها على الإسلام والمسلمين في كل مكان، وتحت غطائه الواهي قتلت عشرات بل مئات الآلاف من المسلمين دون أن يرف لها جفن، وهو نفسه الذي يستغله حكام المسلمين لمحاربة الحركات الإسلامية والقضاء عليها، ويتخذونه شماعة يعلقون عليها تقصيرهم، بل تخاذلهم في رعاية شئون الناس، وأن ما يصيب هؤلاء المساكين من فقر وجهل وجوع وتشتت، وما ألم بهم من ويلات ودمٍ وخراب، ومن غياب للأمن والأمان، وضياع للاستقرار، كل ذلك ما هو إلا بسبب الإرهاب وانشغال الأنظمة بمحاربة الإرهاب، هذا ما كان مبارك لعقود يرفع لواءه، ويردد طوال فترة حكمه دعوة العالم لعقد مؤتمر دولي للحرب على “الإرهاب”، ثم جاء السيسي وبقيت مصر ترزح تحت الوصاية الأمريكية كما كانت منذ ثورة عبد الناصر، جاء السيسي وظل التنسيق الأمني مع يهود على قدم وساق، فأمن يهود هدف استراتيجي له، أما أمن مصر وأهلها فلا قيمة له عنده ولا اعتبار، كيف لا وقد بدأ عهده وما زال بحالة البطش غير مسبوقة بز بها الجلاوزة الذين سبقوه في حكم مصر، فالاعتقالات على قدم وساق، وأحكام الإعدام بالجملة دون تروٍّ ودون أدلة، أحكام قاسية ما سبقهم بها أحد من العالمين، وحرب فاشلة يشنها أزلامه على ملصق “هل صليت على النبي اليوم” الذي يبدو أنه أصابهم بالذعر والهلع، وإغلاق للمساجد والزوايا، ومنع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر، وتهكم شديد على الكثير من أحكام الإسلام على قنوات فضائية أطلق السيسي ألسنتها لتنال من تاريخ الأمة وحضارتها، وغيرها الكثير من أمور فاق بها الطاغوت الجديد من سبقه من طواغيت.
ثم يأتي السيسي بعد كل هذا ليتحدث عن الاستقرار، موحيا للناس، بل مصرحا أن استقرارهم لن يتأتى إلا بالقضاء على الجماعات الإسلامية، متغافلا عن حركة التاريخ، ومتناسيا أن أهل مصر ما عاد ينطلي عليهم تضليل حكامهم وكذبهم، وأنه إن استطاع بمكره ومسكنته المصطنعة أن يخدعهم برهة من الوقت فسرعان ما سيدركون ذلك، وحينها لن يمنعه منهم أحد، ولن يكون مصيره أقل من مصير مبارك.
أخيرا إن أمن مصر وأمانها واستقرارها، لن يكون إلا في ظل الخلافة الإسلامية، التي يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، ولا تبقي السماء من خيرها إلا أنزلته، ولا تبقي الأرض من خيرها إلا أخرجته.
هذا ما يجب أن يدركه أهل كنانة الله في أرضه، وما يجب أن يعملوا له، واضعين أيديهم في أيدي شباب حزب التحرير سعيا لتحقيق هذا الهدف العظيم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك