Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق خطة أوباما ستارٌ لتكريس الاستعمار الأمريكي

 

الخبر:

بدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري جولته الشرق أوسطية لجمع التأييد لخطة ضرب «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا»، في وقت كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن خطة التحرك التي سيُعلنها الرئيس باراك أوباما ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ستكون على ثلاث مراحل، تتمثّل أصعب مراحلها باستهداف التنظيم في سورية نفسها، وهو أمر «لا مهرب منه» إذا كانت ستنجح الخطة التي تمتد لأكثر من ثلاث سنوات، أي بعدما يكون أوباما غادر البيت الأبيض.

 

التعليق:

خطة الرئيس أوباما التي ستمتد لأكثر من ثلاث سنوات تكشف عن أنها مجرد ستار دخاني تغطي أمريكا بها رؤيتها لكيفية إعادة تحكمها في المنطقة، بما في ذلك مرحلة ما بعد الأسد في سوريا.

فبعد أن عجزت عن قمع ثورة الشام، ها هي تتذرع بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ما يتطلب، بزعمها، إنشاء حلف عالمي تشارك فيه الدول الإقليمية في الأردن والسعودية ودول الخليج بل ومصر، كل حسب الدور المنوط به على رقعة الشطرنج الأمريكية.

طبعا لسنا بحاجة لتبيان حرمة الاستعانة بالكفار ضد المسلمين فهذا أمر أوضح من الشمس في رابعة النهار، ولكننا بحاجة لدعوة الأمة جميعا للأخذ على أيدي الحكام المجرمين الذين يحادّون الله ورسوله ولا يستحون من تنفيذ مخططات أمريكا رأس الكفر، ومن جرته معها من دول الناتو وتركيا في حلفها الدولي الموجه ضد الأمة الإسلامية وإن اتخذ من محاربة تنظيم الدولة ستارا ليخفي مآربه. ولا نريد هنا الدخول في ملابسات انسحاب ضباط المالكي من الموصل وتسليمهم السلاح والعتاد لتنظيم الدولة فلهذا مجال آخر.

فأمريكا تعمد تحت ستار هذه الحملة إلى رسم تجزئة جديدة للمنطقة، وتمهد لظهور كيان كردي كما نقلت الأنباء عن عزم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا تزويد الأكراد بالسلاح، في الظاهر لمواجهة تنظيم الدولة، ولكن في الواقع الميداني يصاحبه تطبيع مع تركيا لتقبل بالكيان الكردي الناشئ. ومن ذلك ما كشف عنه خالد عيسى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في فرنسا من اتصالات مع الساسة الغربيين بغية طمأنة تركيا أنّ الكيان الكردي لا يشكل تهديدا لها، مضيفا «هم يعلمون أن وحدات الحماية الشعبية هي أفضل قوة فعالة في مواجهة (الدولة الإسلامية). وهم يريدون الحصول على تطمينات أكثر للجانب التركي. فدول حلف شمال الأطلسي المتحالفة مع تركيا، لا بد من أن تطمئنها وتجعلها تفهم أن وجود الدولة الإسلامية خطر على تركيا وأن حزب الاتحاد الديموقراطي لا يتمنى السوء لأحد».

نعم مع انهيار نظام سايكس بيكو يجهد قادة الغرب (والشرق) لمنع عودة وحدة الأمة الإسلامية تحت ظل الخلافة على منهاج النبوة، ونحن إذ علينا أن نتسلح بالوعي على كيد الأعداء فعلينا أيضا أن نرصد خيانة الحكام ومن معهم الذين يمكّنون الغرب من تنفيذ مخططه الاستعماري. فبالأمس استخدمت بريطانيا الشريف حسين ومصطفى كمال بالإضافة إلى بعض المشايخ والعلماء والساسة الذين ارتضوا لأنفسهم السير معها لهدم دولة الخلافة، وها هي أمريكا اليوم تعمل على منع قيام دولة الخلافة مستخدمة الحكام ومن سار في ركابهم من الساسة والمثقفين وعلماء السوء.

فعلى الأمة أن تعرف صديقها من عدوها وأن تنبذ الخونة من بين صفوفها، وأن تحتضن العاملين الصادقين لإعلاء كلمة الله والفوز ببشرى رسول الله «…ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير