خبر وتعليق أمريكا تقتل المسلمين وتأمر مجلس الأمن وجامعة الدول العربية للتحالف ضدهم
الخبر:
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن كيري والعربي “بحثا ضرورة أن تتخذ الجامعة العربية وأعضاؤها موقفا قويا في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة الدولة الإسلامية.
ودعا أوباما خلال قمة الحلف الأطلسي (الناتو) الجمعة إلى تشكيل ائتلاف واسع من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا الأحد خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع إلى تبني قرار “واضح وحاسم لمواجهة شاملة عسكرية وسياسية” للإرهاب المتمثل خاصة في تنظيم “الدولة الإسلامية”، مطالبا بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
التعليق:
أيها المسلمون عُوا لسياسة أمريكا الجديدة، فقد عزَّ عليها دماء أبنائها في أفغانستان والعراق، حيث ذاقوا الأمرين على أيدي المجاهدين أبناء المسلمين، حتى جاء أوباما ووعد شعبه بسحب أبنائهم من أرض المعارك التي يقتلون بها، وكانت الخسارة المادية والاقتصادية بما يزيد على ثلاثة تريليونات دولار، وكان الجرحى والإعاقات والأمراض النفسية والانتحار بأعداد كبيرة، لدرجة اضطرت الإدارة الأمريكية ابتداءً لتخفيض أعداد الجنود المقاتلين، ومن ثَم أصبح المطلوب عند الرأي العام الأمريكي ضرورة سحب أبنائهم من بلاد المسلمين حفاظا عليهم، فكان ذلك أحد بنود البرنامج الانتخابي لأوباما وقد وفى لناخبيه بما وعدهم من الانسحاب والمحافظة على أرواح أبنائهم، إلا أن هذا لا يعني ترك بلاد المسلمين وشأنها، فإن مصالحهم البترولية والمعدنية وكل الثروات هي مطمع لأمريكا وخصوصا أصحاب رأس المال، وهنا نجدهم انتهجوا سياسة أخرى للحفاظ على مصالحهم، وطالبوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية باتخاذ قرارات تضع جماعات إسلامية على قائمة الإرهاب والعمل على مواجهتها، وذلك بعد أن غضت الطرف لزمن عن تمويلها بالسلاح والمال حتى أصبحت كل دول المنطقة الإسلامية تحت تهديد ما يسمى أعمال إرهابية، منها الحقيقي ومنها المصطنع على يدٍ مخابراتية بصيرة، وأصبحت كل الدول مهددة بالاجتياح من تنظيم “الدولة الإسلامية” وقد تم تضخيم الأمر إعلاميا حتى أصبح التنظيم بعبع المنطقة، وكأن لا جيوش في المنطقة، فتنظيم الدولة ابن الثلاث سنوات يجول ويصول بالمنطقة دون رقيب أو حسيب، وقد رأينا كيف اجتاح الموصل وأعلن ما يسمى “الخلافة الاسلامية” تجاوزا بل “لغوا” فكل العالم يعلم ما هي الخلافة الإسلامية وحقيقتها:
– خلافة رحمة وعدل.
– خلافة وعد بها رسولنا الكريم وكيف تكون.
– خلافة حياة ونهضة لا خلافة تقتيل وتدمير وتفجير.
– خلافة يهاجر لها المسلمون وغيرهم لا خلافة يفرون منها.
– خلافة على منهاج النبوة ترعى كل رعاياها مسلمهم وذميهم.
أيتها التنظيمات المسلمة المتقاتلة في الشام والعراق واليمن والصومال وكل بلد من بلاد المسلمين، لقد أغرت أمريكا بكم شياطينها وعملاءها واخترقت الكثير من تلك التنظيمات بعملاء مندسين وممولين، حتى جعلت بأسكم بينكم شديداً وأصبح التقاتل بينكم بدل أن تقاتلوا بشار وأمثاله وتقتلعوا أمريكا وعملاءها، فأصبحت العداوة والبغضاء والتقاتل سمة بين التنظيمات المسلمة ويكفر بعضُها بعضَها الآخر، هذه سياسة أمريكا في بلاد المسلمين، ثم إنها أجبرت حكام الدول العربية للتحالف معها ضمن حلف الناتو لمحاربة تنظيم الدولة واتخذت من الضربات الجوية وسيلة لقتل المسلمين سواء في العراق أو اليمن وأكبر همها الوصول لضربات جوية على الكتائب المخلصة في ثورة الشام “فضربت عصافير بحجر”، وذاك ليس بذكاء وفطنة منها بقدر ما هو اختراق مخابراتي وعدم إخلاص في العمل، وتوكل على الله تعالى بل إنه توجه للتمويل البترودولاري الخليجي، وذاك لعدم وعي سياسي وفكري، أفلا تعلمون أن دواء العي السؤال..!، ومن لا مفكر ولا سياسي ولا عالِم عنده يبصّره بما يدور حوله، يبحث عنه فهو من أوجب الواجبات.
فما بالكم أيها المسلمون وقد تقدم لكم من خبرتم وعيه السياسي وفكره ودستور دولة الخلافة الجاهز لديه منذ عشرات السنين، وهو يعمل بينكم منذ ستين سنة لإعادة الخلافة على منهاج النبوة، ولديه من المجتهدين والعلماء والسياسيين والمفكرين ورجال الدولة الأفذاذ العشرات بل المئات ومن كل شعوب العالم الإسلامي، وقد دعاكم في الشام للتوحد تحت راية رسولكم الكريم وتوحيد جهودكم للخلاص من بشار عميل أمريكا ومعه إيران وحزبها اللبناني، فأبيتم إلا التبعية وطلب التمويل من البترودولار ولم تطلبوا النصر والمدد من ربكم وحده الذي لا يقبل معه شريك، فكان أن تنازعتم وفشلتم وتقاتلتم وها أنتم طال عليكم الأمد وستندمون يوم لا يفيد الندم، وإن لم تعودوا عن التقاتل وحفظ دماء المسلمين سيكون الفشل مصيركم وعذاب الله تعالى عاقبتكم.
وهنا نذكركم أن أمريكا استغلت تقاتلكم وأغرتكم ببعض ولسنوات خَلت، وخصوصا في ثورة الشام المباركة حيث فشلت في تدجينها وبكل الوسائل السلمية ولم تستطع إيجاد بديل لبشار عميلها، لا لقلة عملاء بل لرفض المخلصين لخطط أمريكا وائتلافها، ومطالبتهم بتطبيق شرع ربنا ودون مواربة حتى توارى العملاء وائتلافهم، فما كان إلا أن سمحت وغضت الطرف عن اقتتال التنظيمات ببعضها وغذت بعضها “على عين بصيرة” لتأكلوا بعضكم بعضا وتتقاتلوا وتفشل ريحكم، وها هي أمريكا تجتمع بحلف الناتو وبعض دول المنطقة مثل الأردن والإمارات وتشترط على دول المنطقة قاطبة وتجبر جامعتهم “جامعة الدول العربية” توجهًا لمحاربة المسلمين باسم محاربة الإرهاب والتطرف وتقتيل أبناء المسلمين، وهذا ينسحب على العراق والشام واليمن والصومال وكل بلاد المسلمين التي تتوق للانعتاق من سيطرة واستغلال أمريكا ودول الغرب وعملائهم، وها هي قرارات حلف الناتو تطلب من حكام العرب اتخاذ قرارٍ بالانضمام للحلف لمحاربة تنظيم الدولة وكل الجماعات الإسلامية، وكأنها تريدها قرارات استراتيجية بعيدة الأمد تبيح لهم مقاتلة كل مخلص سواء في الأمد المنظور أو البعيد، وهنا يكمن خطر تلك القرارات الدولية أيها المسلمون، فانتبهوا واحذروا واتقوا الله تعالى بتقاتلكم فإنه يعطي أمريكا الذرائع لقتالكم والبقاء في المنطقة واستغلال خيرات المسلمين وإذلالهم وإبعادهم عن دينهم، فاعلموا أن المسبب لأمر هو مثل فاعله فلا تكونوا مثل أمريكا تقتلون المسلمين بأيديكم وأيدي الكافرين، وما ذاك إلا لعدم الوعي السياسي والشطط في التفكير والتكفير، فارحموا المسلمين وارحموا أنفسكم، فإنكم تعملون بالسياسة دون علم ودراية، فدماء المسلمين ستكون برقابكم، حتى لو قتلوا بأيدي اعدائكم الأمريكان أو عملائهم، وفي الختام نرجو الله تعالى رب العرش العظيم أن يردنا إلى ديننا ردا جميلا، وأن يجعلنا سبل هداية وتوحيد للمسلمين لا سبل تضليل وتفريق فاتقوا الله تعالى وأوبوا لرشدكم أيها المسلمون المتقاتلون وخصوصا على أرض بلاد الشام والعراق.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات (أبو محمد) – ولاية الأردن