Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق خطاب أوباما واستراتيجية محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية

الخبر:

– i24news: يلقي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الأربعاء، خطاباً يحاول من خلاله حشد تأييد الرأي العام الأميركي لدعم خططه لمحاصرة وتقويض تنظيم “داعش”.

– الوقائع الإخبارية: بدء اجتماع “جدة” الإقليمي بحضور الأردن

بدأ اجتماع تستضيفه المملكة العربية السعودية، ظهر اليوم الخميس، في مدينة جدة، بمشاركة أمريكا و11 دولة عربية من بينها الأردن، إضافة إلى تركيا.

ويبحث المجتمعون سبل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية ‘داعش’، وتوسيع التحالف الدولي للتصدي للتنظيم الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية ويضم حتى الآن 10 دول أوروبية.

وتسعى أمريكا لإقناع الدول العربية ذات الأغلبية السنية بالانضمام للتحالف ودعمه


التعليق:

منذ وجد مصطلح الإرهاب عالميا والمقصود به عند الغرب وعملائهم الإسلام، وعندما حصلت أحداث 11/ أيلول ترسخ أن الحرب على الإرهاب تعني الحرب على الإسلام، وبقي الأمر كذلك ويزداد منسوبه وينخفض حسب الأحداث السياسية ومفهوم الربح والخسارة (القتل) عند أمريكا، وعندما قرر أوباما حينها الترشح للانتخابات وعد ناخبيه بسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان والعراق، وبالفعل نفذ الوعد إلا أن الأحداث لم تسعفه، فكانت الولاية الثانية متزامنة تقريبا والربيع العربي التي حاولت الأمة الإسلامية به الصحوة من كبوتها بل من سباتها العميق، وبالفعل اندهش العالم مما يحصل في العالم الإسلامي، وما إن حصلت ثورة الشام المباركة واحتضانها راية العقاب ومشروع الأمة وإعادة الخلافة حتى جُنًّ جنون الغرب وعملائهم وارتبكت المنطقة وتم خلط الأوراق ولم يستطيعوا إيجاد بديل لبشار ولا إنهاء الثورة.

وبقي الأمر بين مدٍ وجزر وخلط أوراق وصراع ومناكفات سياسية حتى تم إعلان “خلافة الموصل” أو ما سمي بالدولة الإسلامية على قسم من أرض العراق والشام، وأوجدت ظروف وملابسات لا يتسع المجال للحديث عنها، وعندما تجذرت فكرة الخلافة على منهاج النبوة واحتضان الثوار المخلصين لها وأصبح لها رأي عام، لم تجد أمريكا بُداً من إعلان استراتيجية أوباما لضرب ثورة الشام المباركة وإيجاد بديل لبشار على غرار بديل المالكي بحيث يكون مقبولاً عند أهل الشام والمنطقة وتهيئ له من القوة والأسباب ما يحميه، فكانت أخطاء تنظيم “الدولة الإسلامية” وما شاع عنه من تقتيل وتهجير واعتداء على الناس والممتلكات، تلك الحجة والشماعة التي علقت أمريكا عليها قرارها الاستراتيجي بين عشية وضحاها لضرب تنظيم الدولة وبالفعل ابتدأ الأمر ولقي قبولا واستحسانا، وطلب الائتلاف السوري من أمريكا ضرب التنظيم في سوريا مثلما فعلت بالعراق، وبالفعل اتخذ أوباما قرارا بذلك وحشد له رأيا عاما داخليا وخارجيا، وأغرى إحدى عشرة دولة عربية وبلداً إسلامياً واجتمعوا بجدة (السعودية) للبدء باتخاذ قرارات توازي قرارات واستراتيجية أوباما لمقاومة تنظيم الدولة حاليا وأعطوه فترة قد تمتد إلى ثلاث سنين وتزيد، وهنا نرى أن بيت القصيد يكمن والمطلوب رأس ثورة الشام ومخلصوها وقتل مشروع الخلافة أي مشروع الأمة الذي ترى أمريكا ومراكز دراساتها أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى، ولذا نرى أن تضخيم قوة وحجم تنظيم الدولة إلى هذا الحد من إيجاد تحالف دولي من أكثر من أربعين دولة، والطلب من مجلس الأمن والجامعة العربية اتخاذ قرارات تخدم استراتيجية أوباما في مقاتلة مشروع الأمة الإسلامية والتي عبَّر عنه قادة الغرب قبل الربيع العربي بالإمبراطورية الإسلامية من المحيط إلى الخليج وحتى قبل وجود ذاك التنظيم الحدث، ومن يرى الدول العربية وخصوصا السعودية والأردن يشاركون وبقوة في ذاك التحالف ليدلل على عمق الاستراتيجية الأمريكية والغربية لمحاربة مشروع الأمة وخلافتها على منهاج النبوة، وأن ذاك التحالف لا يعقل أن يستدعيه تنظيم عمره لا يزيد عن سنوات وقوته محدودة ومناصروه كذلك، وناهيك أن إعلانه للخلافة لم يلق من الأمة الإسلامية وعلمائها المخلصين من القبول ما يوجد رأيا عاما له ومناصرته، بل على العكس من ذلك فإنه لاقى صدودا سواء في العراق أو في الشام، بل وكل العالم الإسلامي، وكذلك من أبرز الأحزاب الإسلامية الذي نذر نفسه لمشروع الأمة وخلافتها، ألا وهو حزب التحرير الذي اعتبرها خلافة “لغواً” وأن بيعتها لم تستوف الشروط الشرعية ولم يبايعها أو يعيرها اهتماماً كبيراً، رغم نصحه لها بأن تصحح ما وقعت به من أخطاء وتتوب إلى الله تعالى عما فعلت سابقا من مقاتلة لفصائل إسلامية لمجرد الاختلاف بالرأي.

وهنا ننهي بالقول أن القرارات الاستراتيجية التي اتخذها أوباما مؤخرا ومجلس الأمن والجامعة العربية ومؤتمر جدة تعني ما يلي:

– تحجيم تنظيم الدولة على أرض العراق والشام والمحافظة عليه وبقائه تحت السيطرة.

– عدم إنهاء تنظيم الدولة على شاكلة ما حصل مع طالبان أفغانستان.

– ضرب التنظيم بالشام وإيذاؤه ليتسنى ضرب بقية التنظيمات الإسلامية المخلصة وإنهاؤها.

– إضعاف بشار ونظامه وإيجاد بديل مناسب ويرضى عنه الناس ورفض التعامل معه وتحجيم دور إيران بالشام وكذلك حزب إيران.

– إبقاء التحالف الاستراتيجي قائما ومتحفزا لضرب أي تحرك مخلص للأمة ينوي إعادة دولة الخلافة على منهاج النبوة.

وإنا نرجو الله تعالى أن يرد كيد أمريكا وعملائها إلى نحرها، وأن يكون وعي الأمة ومخلصوها مقتلاً لكل من يتآمر على الأمة الإسلامية.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات (أبو محمد) – ولاية الأردن