خبر وتعليق السعودية تستضيف تدريب مقاتلين سوريين معارضين للنظام
الخبر:
بي بي سي العربية: اتفقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على تدريب مقاتلين سوريين معارضين للنظام ليشلكوا القوة على الأرض في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، على أن تستضيف السعودية قاعدة للتدريب.
لكن السؤال يبقى أية مجموعات ستختارها واشنطن لتلقي الدعم.
التعليق:
لنا عدة وقفات مع هذا الخبر، أولها أن كيان المملكة العربية السعودية يجاهر بالولاء والعمالة والتبعية للغرب الكافر، وأصبحت غرف عمليات إدارة المواجهة مع الأمة الإسلامية بالنيابة عن أمريكا والغرب الكافر تدار من جدة والرياض وأبو ظبي وعمان والقاهرة وبقية عواصم دول الضرار، ولم تعد تلك الدول تخفي عمالتها وسجودها بين يدي عدو الأمة أمريكا فلا هي تخشى الله ولا تستحي منه ولا من عباده، وقد صدق الصادق المصدوق حين قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
وأما الثانية، فإن خنوع هذه الدويلات لأمريكا بلغ حدا مقرفا، فلم تكتف أمريكا بتصريف شئون البلاد ونهب خيراتها ووضع نواطير يحكمونها بالنيابة عنها، فهذه أموال الأمة الإسلامية تنهبها أمريكا وتبني اقتصادها المتهالك على أكتاف أموال المسلمين من النفط المنهوب والغاز المسلوب، وتجارة الأسهم والسندات والمشاريع الاستعمارية، وما تشتريه دويلات الضرار هذه من أسلحة أمريكية بمليارات مليارات الدولارات، لم تكتف أمريكا بهذا كله، بل زادت عليه بأن تستعمل هؤلاء الحكام وجيوشهم، واستخباراتهم في ضرب الأمة الاسلامية، فهي تدرب من المقاتلين من يحمل المشاريع العلمانية، ويرفض المشاريع الإسلامية، وتدرب من تستطيع الاتكال عليه في عمالة تستبدل بها عمالة بشار الأسد، وتدرب من يضرب كل من يحمل المشروع الإسلامي بحجة الحرب على الإرهاب، وبهذا فإن دول الضرار هذه تصر على تكريس تبعية الأمة لأمريكا وتكريس نهب خيرات الأمة من قبل أعدائها، وتكريس الوقوف في وجه أي محاولة للنهوض بالأمة وانعتاقها من التبعية للغرب الكافر، فهذه الدول لا تريد للإسلام ولا للمسلمين خيرا فلا أقام الله لهم راية، ولا حقق الله لهم غاية، والله نسأل أن يهلكهم ويعجل بانعتاق الأمة من عملاء أمريكا ومن أمريكا فتنهض الأمة الإسلامية من كبوتها وتعود خير أمة أخرجت للناس.
وأما الثالثة فبئست تلك الدويلة السعودية التي تضع مقدراتها في خدمة مشاريع أعداء الأمة وتوالي من حاد الله ورسوله وأراد بالإسلام والمسلمين كل شر، بئست الدويلة تلك وبئس ملكها وبطانته ومن تعاون معه في منكره هذا، فلم يكتف كيان السعودية بخيانة الله ورسوله في حرب أفغانستان والعراق واتخاذ أرض نجد والحجاز منطلقا لقوات الغرب الكافر الغازية للأمة الإسلامية وإمدادها بالدعم اللوجستي والمادي وإقامة المعسكرات لعاهرات الجيش الأمريكي ولمرتزقته ممن أتى ليحارب الأمة الإسلامية في عقر دارها، لم تكتف بهذا الخزي بل أضافت إليه اليوم أن تدس في صفوف المجاهدين في الشام من يفسد عليهم جهادهم ومن يتجسس عليهم، بل وبالتعاون بين المخابرات السعودية والأردنية دست من يفجر مقار قيادات بعض تلك الألوية للتخلص من الأصوات المخلصة، والإبقاء على من يتماشى مع المشاريع الاستعمارية الأمريكية، فهي بهذا تعد نفسها لتكون رأس الحربة في الحرب على الإسلام والمسلمين، رأس الحربة المسموم الذي يطعن جسد الأمة الإسلامية بسم أمريكا ومشاريعها، فلا بارك الله بآل سعود وما جلبوه على الأمة من دمار وقتل واستعباد وتبديد أموال الأمة.
وأما الرابعة، فإن على المسلمين في أرض الحجاز ونجد أن يعملوا مع العاملين المخلصين للتخلص من هذا الكيان النجس، ويطهروا تلك البقعة المباركة من أرض الإسلام من سمومه ورجسه، ويقيموا مكانه كيانا يحفظ للأمة دينها ومعاشها وخيراتها، ويكون ردءاً للأمة الإسلامية لا حربا عليها.
وأما الأخيرة، فإن أمريكا لا تزال ترينا حقدا على ثورة الشام، ولا تزال ترينا أن هذه الثورة استعصت عليها، وأنها تريد أن تضيق على هذه الثورة أسباب الحياة، وتمنع اتصالها بالمسلمين لأنها تراها محفزة لهم، وتراها لا يخرج منها نتن علماني ولا خبث ديمقراطي، وإنما لا يخرج منها إلا الإسلام الخالص بإذن الله، وإن تكالبت عليها الأمم وحاولت الأمم فتنتها ودست فيها ما دسته، إلا أنها بحول الله لن تكون إلا خالصة لله كما بدأت.
إذن فأمريكا ترى الخلافة رأي العين، وهي تبحث الآن عن طرق تجفيف منابع اتصال الثورة الإسلامية المباركة بأمتها الإسلامية، وتريد أن تستعمل الأمة الإسلامية لحرب الثورة المباركة في الشام، بالنيابة عنها، ولكنها لا تدرك أنها ستنفق أموالها لتصد عن سبيل الله، ستنفقها ثم ستكون حسرة عليها، ولن تستطيع منع تكافل المسلمين وتضامنهم ولن تستطيع وقف مد عودة الخلافة وإن اجتهدت، فهذه الأمة ماضية رغم أنف أمريكا وعملاء أمريكا إلى ما فيه عزها في الدنيا والآخرة، خلافة راشدة على منهاج النبوة يعز فيها الإسلام وأهله ويذل فيها الشرك وأهله، خلافة تجلب للإنسانية العدل والكرامة والرفعة والعبودية الخالصة لله تعالى، والانعتاق من النظام الرأسمالي العفن، والانعتاق من الرويبضات الجاثمين على صدر هذه الأمة من حكام الضرار الذين يحكمون ستة وخمسين دويلة كلها دويلات ضرار.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك