Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مفتي السعودية يسوغ لمليكه جريمة المشاركة في حلف أوباما الصليبي

الخبر:

نشر موقع”العربية نت” يوم الأحد، 07 سبتمبر/أيلول 2014 خبرا جاء فيه: “قال المفتي العالم للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، إن قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” هو واجب، وأضاف آل الشيخ: “هذه الفئة خاطئة ليست على صواب، فإذا قاتلت المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لينصرف شرهم وضررهم عن الدين والناس، فهم شر وبلاء، منذ خروجهم وهم في قتل، وقتلهم فيه تمثيل وبشاعة تقشعر منها النفوس، وتشويه للمسلمين بأفعالهم الخطيرة السيئة.”


التعليق:

شن كيان يهود حربا شرسة جبانة على غزة استمرت لأكثر من خمسين يوما، أرسل خلالها عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات، طالت البشر والحجر والشجر، سبقها مجزرة ارتكبها الكيان في الخليل، وأخرى في القدس، فضلا على أن يهود يحتلون فلسطين منذ أكثر من ستة عقود خلت، ورغم ذلك لم نسمع من مفتي السعودية فتيا توجب على المسلمين قتال يهود، لتحرير فلسطين، أو حتى حماية أهل قطاع غزة والذود عنهم!

أمريكا تحتل أفغانستان منذ حوالي أربعة عشر عاما، وتحتل العراق منذ أحد عشر عاما، قتلت خلالها مئات الآلاف من المسلمين في أفغانستان والعراق، وعاثت فيهما فسادا، ونشرت الموت والفقر، والخراب والدمار، ولم نسمع من مفتي السعودية فتيا توجب قتال أمريكا وتحرير أفغانستان والعراق!

منذ قرابة أربع سنوات ما يزال بشار البعثي الكافر المجرم، يرتكب أبشع المجازر ضد المسلمين في سوريا، راح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، وتهجر الملايين من أرضهم وبيوتهم، ورغم ذلك لم نسمع من مفتي السعودية فتيا توجب نصرة المسلمين في سوريا، بل على العكس من ذلك فقد أفتى بحرمة الجهاد في سوريا!

مجازر يقترفها عُبَّاد الصليب ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى تتقزز منها الأنفس السوية، وتقشعر لها أبدان العقلاء، ومذابح يرتكبها البوذيون عَبَدَةُ الحجر، في بورما يندى لها الجبين، والهنود عبدة البقر يحتلون كشمير المسلمة، ويرتكبون ضد المسلمين في طول الهند وعرضها المجازر والمذابح، والطائرات الأمريكية بدون طيار تلقي بحممها على المسلمين في باكستان واليمن فتقتلهم جملة وفرادا، والصينيون ينكلون بالمسلمين في تركستان الشرقية، ويضيقون عليهم حتى منعوهم من تأدية شعيرة الصيام في رمضان، وأينما وليت وجهك شطر بلاد المسلمين أو البلاد التي فيها مسلمون فثمة القتل والسجن والتضييق، ومع ذلك لم نسمع من مفتي السعودية فتيا توجب نصرة المسلمين في تلك البلاد!!

إن كان الاقتتال الدائر بين تنظيم الدولة والتنظيمات الأخرى في سوريا منكرا يجب أن ننكره، وإن كان كثير من أعمال القتل والذبح التي يقوم بها تنظيم الدولة في المناطق التي يسيطر عليها منكرا يجب أن ننكره، فإن صمت مفتي السعودية وغيره من العلماء وتقاعسهم، بل وتخاذلهم عن إصدار فتاوى تحث الجيوش، وتوجب نصرة المسلمين فيما ذكرناه من غيضِ فيضِ معاناتهم، فهو منكر أكبر وجرم أعظم يجب علينا أن ننكره.

الأدهى والأمر أن هذه الفتيا لم يصدرها مفتي السعودية حقنا لدماء المسلمين، ولا ذودا عن أعراضهم، ولم يبتغ فيها وجه الله سبحانه وتعالى، وإنما جاءت تسويغا وترويجا للجريمة النكراء التي ارتكبها ولي نعمته ملك السعودية، باشتراكه في حلف أوباما الصليبي الذي ادعى أنه لمحاربة تنظيم الدولة والإرهاب، بينما الحقيقة أن “حلف أوباما ليس لمكافحة الإرهاب بل للهيمنة على المنطقة لهدفين اثنين: ضمان نهب ذهب المنطقة الأسود، وتيسير تدفقه إلى مخازن أمريكا، والثاني أن تحول بين البلاد الإسلامية وبين عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة”.

وأخيرا أقول لمفتي السعودية، ولغيره من علماء السلاطين ما قاله الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾، لعلهم يرعوون، وينيبون ويرجعون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك