Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق قَطَر تسقط ورقة التوت

الخبر:

أعلنت قيادات في جماعة «الإخوان المسلمين» و«تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي أن قطر طلبت منها مغادرة أراضيها. ونشرت شخصيات مؤيدة لجماعة «الإخوان» أسماء 7 قيادات طالبتها الدوحة بالمغادرة، أبرزهم الأمين العام للجماعة محمود حسين والقيادي في حزبها «الحرية والعدالة» وزير التعاون الدولي السابق عمرو دراج، ووجدي غنيم الداعية الإسلامي الذي طالما هاجم نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. [عن جريدة الحياة السياسية]


التعليق:

كانت مسألة وقت حتى تقوم حكومة قطر بهذه الخطوة، فقد كانت محاولة اللعب على الحبلين من حكومة طالما تظاهرت بدعم الإسلاميين ولكن على طريقتها الخاصة الراعية لمصالح أسيادها قبل أي اعتبار إنساني.

مثل حكومة قطر كغيرها من الحكومات العميلة المرتبطة بشخصياتها وكيانها بالغرب المستعمر، تعمل خادمة لمصالحه وراعية لها على حساب أبناء الأمة وحقوقهم.

لقد آن الأوان لكل أبناء الأمة الإسلامية، قيادات وأفرادا، دعاة وطلاب علم، آن لهم أن يدركوا حقيقة هذه الحكومات، وأنها في الدرجة الأولى لا تمثل الإسلام وليست منه لأنها لا تحكم بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. لقد بان عوار هذه الدول صغيرة وكبيرة، وانكشف تواطؤها مع الأعداء بشكل صريح فاضح.

ففي قطر توجد قاعدة العديد الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، منه انطلقت الطائرات لدك بغداد وقتل المسلمين هناك، وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة. فهل غاب هذا الأمر عن أولئك الذين يثنون على قطر حكومة وأميرا.

وفي تركيا، التي سيتوجهون لها، توجد قاعدة أنجلريك العظيمة، التي تعتبر محطة استراتيجية في حرب الأمريكان ضد العراق وأفغانستان وفي دعم الأنظمة العميلة في المنطقة، ونقطة انطلاق للقوات الأمريكية وتزويد بالوقود والذخيرة للطائرات والقاذفات المتوجهة لضرب المسلمين.

قال الدكتور عمرو دراج في بيان: «نثمن دور دولة قطر في دعم الشعب المصري في ثورته ضد الانقلاب، ونتفهم جيداً الظروف التي تتعرض لها المنطقة». وأضاف دراج: «نرفع الحرج عن دولة قطر، التي ما وجدنا فيها إلا كل تقدير وترحاب». وقال الداعية وجدي غنيم في فيديو بثه عبر موقع «يوتيوب»: «قررت أن أنقل دعوتي خارج قطر الحبيبة حتى لا أسبب أي ضيق أو حرج أو مشاكل لإخواني الأعزاء في قطر جزاهم الله عنا وعن المسلمين كل خير لما يقدمونه من خـير للإسلام والمسلمين حاكماً وحكومة وشعباً»، مضيفاً: «أسأل الله أن يجعل هذا البلد آمناً مستقراً، وحتى لا أحرجهم ولا أسبب لهم أي حرج قررت أن أنقل دعوتي خارج قطر وأرض الله واسعة».

عجبت كيف يُمدح العملاء هؤلاء، وعلى أي أساس يُنعتون بهذه الأوصاف، فإن لم يقل العلماء والدعاة كلمة الحق في وجه أمير قطر ورئيس تركيا وملك الأردن وغيرهم من الرويبضات، إن لم يقلها هؤلاء فمن يقولها؟

وإنْ همَّ الناس أن يقولوها وقاموا ليأخذوا على أيدي هؤلاء الحكام الظلمة فإنهم سيجدون في هذا المديح مخرجا لهم، وإطالة في عمر ظلمهم، واستمرارا في خدمتهم للكفار.

قد يقول قائل: أين يذهبون إذن؟ نؤكد على ما قاله الداعية الشيخ وجدي غنيم، أرض الله واسعة.. وهي ليست ملك أمير قطر ليخرجنا منها، وليست ملك أردوغان ليسمح لنا بالبقاء فيها بشروط أو بدون شروط.

وقد يقول قائل: لقد آوونا حين خذلنا الناس، أفلا نشكرهم؟ نجيب هنا بما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه “لست بالخب، ولا الخب يخدعني”.

ثم عن أي حرج يتحدثون؟ أما كان بمقدورهم أن يطالبوهم بواجبهم الشرعي؟ لئن لم يكن، فما لزوم المديح؟

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ». (رواه الحاكم في المستدرك)

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس