Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق والدة جيمس فولي تلقي باللوم على الولايات المتحدة بشأن ذبح ابنها (مترجم)


الخبر:

أفادت قناة CNN في 13 سبتمبر/أيلول 2014 أن داياني فولي، والدة الصحفي المذبوح جيمس فولي، قالت في مقابلة معها: “أعتقد أن جهودنا التي بذلناها لإطلاق سراح جيم كانت مصدر إزعاج لحكومة الولايات المتحدة… لنقُل: لم تكن تبدو أنها في مصلحة الولايات المتحدة الإستراتيجية”. كما قالت لمراسل القناة أندرسون كوبر أن مسؤولين طلبوا من أفراد الأسرة “أن لا يذهبوا إلى وسائل الإعلام”. وأضافت كذلك أنهم أُخبِروا بأن “الولايات المتحدة لن تتبادل سجناء” أو تنفّذ “عملاً عسكرياً” لمحاولة إنقاذ ابنها.


التعليق:

إن حكومة الولايات المتحدة لم تر لها “مصلحة استراتيجية” في إنقاذ جيمس فولي، لأن الفيديو الذي يعرض ذبحه من قبل آسريه الذين صرحوا هم أنفسهم إنهم من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” يمكن أن يفيد مصالح الولايات المتحدة الإقليمية أكثر من إطلاق سراحه سالماً. وهذا هو السبب وراء تهديد أسرة جيمس فولي على نحو محموم شرّير من قبل مسؤولين حكوميين كبار عندما عمل أفرادها من أجل إخلاء سبيله وحاولوا جمع أموالٍ لدفع فدية له. ونقلت قناة ال CNN عن داياني فولي قولها “أنه قيل للأسرة مرات عدة أن جمع التبرعات لدفع الفدية “عمل غير قانوني وأننا يمكن أن نقدم إلى المحكمة ونُدان بسببه”.”

لقد أدى الفيديو الفظيع، الذي يظهر اللحظات الأخيرة من فترة الـ 19 شهراً التي قضاها ابنها في الأسر، فعلاً إلى إيجاد دعم دولي لقيام الولايات المتحدة بعمل في الشرق الأوسط، كما كان رمزاً خلق شحنة قوية وكبيرة من الدعم القومي تكفي لتدخلٍ يستغرق سنوات في المستقبل باسم مكافحة الهمجية. وكان أوباما قد قال قبل يوم واحد من إدلاء داياني فولي بأقوالها: “إنهم [تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”] يسترقّون ويغتصبون النساء ويجبرونهن على الزواج بالقوة. وهددوا أقلية دينية بالذبح الجماعي. وقتلوا صحفييْن أميركييْن بشكل همجي”.

وكان أحد الصحفييْن هو ابن داياني فولي، الذي قالت عنه أنه “تمت التضحية به” من قبل حكومة الولايات المتحدة. فإن كانت هذه الفعلة تضحية، فإنها كانت من أجل مصالح أكبر وأوسع نطاقاً. إلا أن هذه المصالح لا علاقة لها البتّة بمكافحة الهمجية، لأن هناك عدداً لا حصر له من الفيديوهات وشهادات شهود العيان وتقارير الخبراء التي توثق الجرائم وحالات التعذيب، بل وحتى استخدام الأسلحة الكيماوية، من قبل الأطراف الضالعة في الهرج والمرج (المجازر والمذابح والمحارق الجماعية) الدائر في سوريا، وفي العراق أيضاً، مما يفوق بكثير حجم ما ارتكبه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. وعلى الرغم من ذلك، لم تلقَ كل هذه الأعمال الهمجية رداً جادّاً.

وها قد حصلت الولايات المتحدة فعلاً على “شيك مفتوح”، لقاء فيديو ذبح جيمس فولي، سيوفر لها مبرراً للتدخل، ليس في سوريا والعراق وحدهما، بل وفي بلدان أخرى أيضاً. فهذا جون كيري على سبيل المثال قد صرح بأن مصر تقف في الخط الأول على جبهة محاربة الإرهاب، رابطاً بذلك بين قضية الإرهاب في صحراء سيناء المصرية وبين الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. إن المشوار القادم سيكون طويلاً ومليئاً بالمنعطفات والاعوجاجات، وما دامت الولايات المتحدة تمسك بزمام القيادة فيه، قد تكون الهمجية ذات طابع أقل فرديّةً، لكنها بالقطع ستكون أكثر وفرةً، أكثر من أي وقت مضى.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبين