Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حول زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي للجزائر


الخبر:

أوردت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة خبر زيارة رئيس الأركان الفرنسي بيار دوليفي إلى الجزائر ولقائه بنائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح.


التعليق:

تأتي هذه الزيارة مباشرة بعد زيارة قائد القوات الأمريكية أفريكوم الفريق ديفيد رادريغيز إلى تونس ثم إلى الجزائر تحت عنوان التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب والتي تمهد لتدخل عسكري أمريكي فرنسي يقره مجلس الأمن والذي يشير إلى ضرورة التصدي بكل الوسائل للإرهابيين الذين يعرقلون مرحلة الانتقال الديمقراطي استنادا للفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.

أحبطت هذه العملية العسكرية سابقا بعد تعديل بوتفليقة للمادة 25 و173 من الدستور والتي تمنع تدخل الجيش الجزائري خارج الحدود.

وتأتي زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي بعد التصريح الذي أدلى به جون ايف لودريان وزير الدفاع الفرنسي والذي قال فيه “إن باريس تنسق مع الجزائر من أجل انتشار عسكري على الحدود الليبية”.

لقد بات جليا للعيان الإصرار الأمريكي على التدخل عسكريا في ليبيا البوابة الوحيدة حاليا لمنطقة شمال أفريقيا مستغلة في ذلك الغباء الفرنسي وأزمتها في مالي وحرصها على الحفاظ على مصالحها في منطقة شمال أفريقيا.

فبالرغم من توتر العلاقة بين فرنسا والجزائر في فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية حينما تهكمت على حكومة سلال وكرسي بوتفليقة المتحرك واتهامها للشعب الجزائري بالإرهاب إلا أنها تعمل جاهدة لإقناع الجزائر بتدخل عسكري في ليبيا مستغلة في ذلك ولاء بعض رموز السلطة لها كمدير الديوان الرئاسي أحمد أويحيى ومؤسسة الاستعلامات بقيادة الجنرال توفيق. في حين أن الجزائر تعمل جاهدة على حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية حيث سيتم اجتماع للفرقاء السياسيين الليبيين في الجزائر الأسبوع المقبل وستساعدهم للوصول إلى حل دبلوماسي يرضي جميع الأطراف لأن الأزمة في ليبيا معقدة والصراع القائم بين القبائل وفصائل مسلحة مختلفة في الآراء والغايات، فليبيا مستنقع يصعب الخروج منه وأميركا وفرنسا يدركان ذلك جيدا ويعملان على الزج بالجزائر وتونس ومصر في هذا المستنقع لينأيا بنفسيهما جانبا.

تبقى كل الاحتمالات واردة إما بقاء الجزائر على رأيها الرافض لتدخل عسكري خارج الحدود أو احتمال إقناعها بذلك استنادا لمواد الدستور الجزائري الذي لا يجيز التدخل العسكري الخارجي إلا في حالة واحدة وهي إنشاء قيادة للأمم المتحدة أو قيادة عربية موحدة في إطار الاتفاقية العربية للدفاع المشترك…

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس