التحالف الأربعيني… الشَّر كله؛ أميركا ومن حالفها
إن أميركا تلون سياستها تجاه العالم الإسلامي عامة والشرق الأوسط منه خاصة بلون الـدَّم، باستبدالها الأيدي الناعمة المسماة الحرية الشخصية وحرية الرأي والديمقراطية وحقوق الإنسان، فكشفت عن وجهها الحقيقي المتشح بالسواد بلون الـدَّم، وهذا أس الأساس عندها لتحقيق مصالحها منذ نشأتها، وحدث ولا حرج.
وهذا اللون القديم الجديد للمرحلة الحالية بعد تجنيدها لأكثر من أربعين دولة هو لإعطاء هذا اللون الدموي الشرعية الدولية لتطال يدها الملطخة بدماء المسلمين إلى عنجهيتها قوة للقانون الدولي بحجة مكافحة الإرهاب المتمثل بالعدو الجديد “تنظيم الدولة” بعد إعطاء وإغداق الأموال على عملائها في دول الجوار لإيجاد سياسة إعلامية تقنع تارة بالشيطنة الإعلامية وتارة بالمال الأحمر لإقناع شعوب المنطقة والعالم بمدى سوء الإسلام وخطورة نظامه، والتي حصرته بتنظيم “الدولة” شماعة لذلك…
إن الضربة هذه المرة ستكون قاسية جدا بسبب أخذ أميركا حشداً دولياً لها… لأنها لو كانت قصيرة المدى لما لجأت إلى الدول الأوروبية ومجلس الأمن لأخذ الشرعية بالضرب بيد من حديد مخالفة عادتها بقيام طائراتها بضرب أهدافها في أي بلد دون أخذ إذن مسبق لذلك من أحد كما حصل باليمن وأفغانستان والعراق.
إن طول أو قصر الاعتداء الأربعيني على بلاد الشام والعراق سيحدده تحقق الأهداف الأميركية سواء أكان بإرهاب قيادات الأحزاب الإسلامية المخلصة في سوريا ورضوخها لجنيف2 والتفاوض مع نظام بشار أو أي عميل آخر ينوب مكانه أم بإشغال التنظيمات الإسلامية الأخرى بحرب مع تنظيم الدولة ليقطف نظام بشار ثمارها ليكون في النهاية بعد استنزاف قوى الأطراف المتصارعة طرفاً قوياً لا بديل عنه في حكم سوريا… أما في العراق فإطلاق يد حيدر بالضرب بيدٍ من حديد تنظيمَ الدولة حفاظا على المصالح الأميركية المتمثلة بالتقسيم كما هو على أرض الواقع، ولكن ضرب أميركا مع حيدر سيكون موجعا أكثر في حال اعتداء أي طرف على مناطق الطرف الآخر سواء أكانوا أكراداً أم شيعة أم تنظيم الدولة، وسيكون موجعا أكثر في حال محاولة إيجاد أيِّ إلغاء لهذا التقسيم ومحاولة الوحدة، ولذلك جعلت بغداد مركز إدارة هذا الصراع بعد أن حولتها إلى أكبر القواعد الأميركية بالزج بالدبلوماسيين والجنود الأميركيين فيها للمحافظة على هذا الواقع.
أيها المسلمون…
على المدى القريب بعد هذا الحشد الدولي ليس من مخرج سياسي لهذه الأزمة إلا محاولة تقارب تنظيم الدولة مع إخوانه “باقي التنظيمات الإسلامية في سوريا خاصة وببلاد الشام عامة” لتفويت الفرصة على هذا التحالف أو إعطائه الشرعية بالضرب…
يا أصحاب الرأي والمشتغلون بالمجال الإعلامي… ادعوا لما فيه الخير للمسلمين بمحاولة تقريب وجهات النظر بين إخواننا في التنظيمات الإسلامية ومنها تنظيم الدولة لتتجنب المنطقة دخول نفق لا نعلم متى نرى النور بعده… فها هي حرب غزة ليست ببعيدة عنكم وقتل يهود الأطفال والنساء والأبرياء بدم بارد، ولم تتحرك أي من الجيوش المجاورة أو غير المجاورة، ولم ينبس عملاء العرب ببنت شفة وكان عدونا يهود “المعلوم من الدين بالضرورة” الذي لا يختلف اثنان بأنهم أعداء الله ورسوله والمسلمين، فكيف إذا كان المتصارعون فيما بينهم تنظيماتٍ إسلامية؟!
أيها المسلمون…
أميركا هي الشر كله فلا تصدِّقوها وتذكروا كذبها؛ في فيتنام وحجة دخولها بالحفاظ على كوريا الجنوبية، ولم تخرج إلا بعد سيطرتها على كل خيرات ذلك البلد ونهبها…، تذكروا أفغانستان وحجتها بأنها من افتعلت أحداث سبتمبر، وقتلها للمسلمين في ذلك البلد،… تذكروا العراق وقتلها لما يقرب من مليون ونصف من المسلمين بحجة كاذبة “أسلحة الدمار الشامل” وما زالت تسيطر عليه وتنهب ثرواته إلى الآن… فلا تصدقوها الآن بحجة محاربة الإرهاب، المتمثل اليوم في تنظيم الدولة كما كان سابقا في تنظيم القاعدة وهلم جراً، واعلموا أن تنظيم الدولة وإن كانت لديه أخطاء بإعلانه الخلافة أو محاربته لبعض التنظيمات الإسلامية على الأرض، إلا أنهم لا يزالون مسلمين، وتذكروا حرمة الدم المسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف – أبو محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير