Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تغزو العراق من جديد لوقف انهيار مشروعها

الخبر:

وكالات الأنباء: تتابُعُ الأخبار والمؤتمراتِ والتصريحاتِ عَمَّا سُميَ (بالتحالف الدولي الواسع) للقضاء على “سرطان الدولة الإسلامية، وعدم السماح له بالامتداد إلى دول أخرى” كما صرَّح بذلك جون كيري يوم الجمعة 2014/8/29مؤكداً: “أن ما نحتاج إليه للتصدّي للرؤية العدمية وبرنامج الإبادة هذا هو تحالف واسع يستخدم الوسائل السياسية والإنسانية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية لدعم التحرك العسكري”.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي: “إن أكثر من أربعين دولة ستشارك بشكل أو بآخر في هذا التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

 

التعليق:

إن دولةً مارقةً كأمريكا تُعَدُّ بحقٍّ زعيمةَ الإرهاب العالميّ بما أشعلت من حروب، وآذت من شعوب، وافتعلت من أزمات.. لا يُتصَور أن ترِقَّ عاطفتها، أو يتحرك ضميرُها لنجدة شعب ما أو أقليةٍ تعرَّضت للظلم والاضطهاد..! فها هي فلسطينُ شيَّعت قبل أيام مئاتِ الشهداء وآلافَ الجرحى، ودُمِّرت فيها بنى تحتية تمسُّ حياة الناس بجُرم عصابات يهود، فلم تحرِّك أمريكا ساكنا لنجدتهم، وهذا شعبُ سوريا يكابد الأهوال، وكذا الحال في العراق وأفغانستان وكشمير، ومن قبلُ في فيتنام واليابان وغيرهما. كما أنَّ “تنظيم الدولة الإسلامية” موجود في العراق منذ سنوات، وقد تسبب في خراب محافظات بأكملها، وتهجير أهلها دون أدنى اهتمام من أمريكا..!

إذاً ما الجديد الذي حمل أمريكا على إرسال عرَّابها “كيري” شرقاً وغرباً ليَجمعَ الحشود ويُجيّشَ الجُيوش لقتال ذلك التنظيم والقضاء عليه؟

الجديدُ أن “تنظيم الدولة الإسلامية” بعدما سيطر على قرابة (40) في المائة من أرض العراق، فضلاً عن أراضٍ أخرى في الجانب السوري، وقد انضم إليه ثوار العشائر وصاروا يزحفون باتجاه بغداد العاصمة حتى باتوا على مسافات قريبة جداً منها.. نقول بعد هذا شعرت أمريكا بالخوف على مشروعها أن يفشل بعد كل ما قدمته، وصارت تحث الخطا لإقناع الدول بعظيم خطر “التنظيم” على المجتمعات الغربية كعادتها في اختلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق وجرِّها للقتال معها أو نيابة عنها.

وإذا علمنا أن النظام السياسي في العراق – بعد الاحتلال – أقيم على المحاصصة الطائفية والعِرقِية.. وقـُسِّمَ الشعبُ إلى سُّنة وشِيعة وأكراد.. وهو أمرٌ مرفوض شرعاً، لكن لننظر في حال كل فريق:

• فأما الأكراد: فقد اعتبر دستور أمريكا ديارَهم إقليما شِبهَ مستقلٍ، لا ينبغي المَساسُ به، وهو حجر الزاوية لاتخاذه نموذجاً لنظام الأقلمة، والكل يشاهد حرص المحتل على حمايته وكيف أنه سارَعَ لنجدتِهِ وصدَّ عنه خطر “تنظيم الدولة” وصارت المعونات الدولية العسكرية واللوجستية تأتيه من كل حدب وصوب.

• أما الشيعة: وأعني بهم الطغمة الحاكمة وأحزابها ومليشياتها، وليس عامة جماهيرهم.. فقد سُلِمُوا مقاليد العراق بكل ما فيه مقابل أن يكونوا أداة أمريكا، وبرعاية إيران (الإسلامية) لإزعاج السُّنة، وحرمانهم من أي منصب ذي بال، والمبالغة في مطاردتهم وتهجيرهم وقتلهم وحرق ديارهم وبساتينهم وهدم مساجدهم… لحملهم على قبول فكرة تقسيم البلاد أو ما تبقى بينهما. وهذا الأمرُ لا ينكِرُه إلا من فقد النظر الثاقب والرأي السديد.

• وأما السُّنة: وأعني بهم عامة جماهيرهم – لا الحاكمين منهم – ولما يتمتعون به من ولاء لبلادهم وحماسهم تجاه قضايا أمتهم وكرههم المحتل الكافر وشروعهم باديَ الرأي بحمل السلاح ورفع لواء المقاومة ضده… فقد باءوا بإهمال الأمريكان لهم ولقضاياهم.

إذاً فقد اتضح المقصود من هذه الحملة الدولية ألا وهم رؤوس السُّنة ومحافظاتهم لإعلانهم الثورة على فساد الأوضاع وتحولها من سيِّئ إلى أسوأ، ولتنوع ولاءاتهم بعيدا عن مصالح أمريكا، فلا بد من استخدام “تنظيم الدولة” ذريعة لتدمير البنى التحتية لديارهم بحُجَّة محاربة الإرهاب باستخدام طريقة الأرض المحروقة لقتل الثورة في مهدها، كما هو الشأن في سوريا.

وأما ضرب “التنظيم” في سوريا فليس هو الأساس في حملة أمريكا، ولم تلجأ إليه إلا اضطراراً لتشابه الظروف في البلدين، ولتعالي صرخات المعارضة السورية، ولئلا تتهم أمريكا بازدواجية المعايير.. ويتضح ذلك في شروط تسليح المعارضة.

وهكذا يستمرُ تحكُم الكفار بمصائر المسلمين، وتنفـَّذ عليهم المشاريعُ الخبيثة حتى يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ بالنصر المبين فتقومَ بحقٍّ دولة الخلافة الراشدة كما أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويكونَ أميرُها الإمامُ الربانيُّ جُنـَّةً وملاذاً لكل رعاياه من مسلمين وغيرهم، فيشعروا بالطُمأنينة والعزة والكرامة.


﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق