خبر وتعليق التحالف الدولي لدولة قادمة وليست قائمة
الخبر:
لقد تعددت الأخبار عن تحالف دولي يضم أكثر من أربعين دولة لمقاتلة تنظيم الدولة وقالت الأخبار: إن استراتيجية التحالف تمتد لسنوات طويلة.
التعليق:
لقد عاش الغرب فترة طويلة من الراحة منذ أن أبعد المسلمين عن دينهم، حيث قضى على دولة الخلافة، بل واحتل بلاد المسلمين احتلالاً عسكريًا وماديًا، نظَّم من خلال احتلاله لبلاد المسلمين شؤون المسلمين بمفاهيم الرأسمالية العفنة الفاسدة، خاصة في ظل غربة الأمة عن دينها وأحكام ربها، وبالذات فيما يتعلق بالحكم والاقتصاد. ولما رأى الغرب الكافر قوة الرأي العام للإسلام، وللخلافة بالذات، وأنها أصبحت عند الأمة مطلبًا للجماهير، فقام الغرب الكافر بعد أن أدرك خطورة قيام الخلافة في أي قطر من الأقطار، أو منطقة من المناطق، خاصةً وأن وراء الفكرة حزباً مبدئياً، يواصل الليل والنهار وهو يعمل لها، بعد أن أدرك هذا الحزب فكرته، وأبصر طريقته، أقول: قام الغرب بعدة أمور لمحاولة القضاء على فكرة الخلافة أو تأخير قيامها:
1. من خلال كُتَّاب ومفكرين، لا أقول علمانيين، بل هم من حركات إسلامية، أصبحت تنادي بفكرة مدنية الدولة.
2. من خلال مسلسلات تاريخية تشوه صورة الخلافة على أنها فتن وقلاقل ونزاعات، وقتل للمعارضين، ومكائد ليهود، ومغانم، كل ذلك لإحداث صورة ذهنية مشوهة عن الخلافة والخليفة، بحسب تصوير المسلسلات لها، وتعرض هذه المسلسلات في أقوى الفضائيات، وفي أعلى بل وفي ذروة أوقات المشاهدة.
3. من خلال قيام إمارات وممارسات باسم الإسلام تشوه صورة الخلافة.
4. من خلال تحالف دولي يعطي انطباعًا لدى الأمة أن الخلافة تعني التحالف الدولي ضدكم؛ لذا ابتعدوا عن فكرة قيامها، وارتضوا بالواقع الموجود، وخاصة بعد أن مكَّن الغرب الكافر بعض أصحاب اللحى من الوصول إلى الحكم بأشخاصهم، ولم يصل الإسلام، بل أجازوا لأنفسهم الحكم بالطاغوت والكفر بحجج واهية.
وأخيراً لا يدرك الغرب الكافر حقيقة الأمة الإسلامية التي تعرضت لضربات قاتلة، لكنها لم تمت بل بقيت حية، لا بل قل: وتعمل للعودة لما كانت عليه دولة راشدة تقود العالم أجمع!! لا يدرك الغرب الكافر أن الأمة الإسلامية لا تقهر في المعارك المادية، فهي أمة الجهاد والاستشهاد، وأن الجهاد في سبيل الله هو أغلى أمانيها. لكنه يدرك أن الخلافة لم تقم حتى الساعة، ويدرك أيضاً أنها لو قامت حقيقة لحمل ما يمكنه حمله هاربًا إلى أراضي ما بعد البحار طلبا للسلامة، ولكن أنى له ذلك وهي دولة مبدئية تحمل الخير للإنسانية؟ إننا ندرك أن التحالف الدولي الممتد لسنوات هو لمنع إقامة خلافة حقيقية وليست لغوا أو ادعاء؛ لذا أراد البقاء في المنطقة بحجة الإرهاب، ولكن أرضنا ورمالنا يا أوباما لا تحمل خبثًا، فلن يستقر لكم قرار! ولن تثبت لكم أقدام!! وارجع للتاريخ أين ذهب أجدادك ومن سبقوك؛ لتعلم ما أنت مُقدمٌ عليه!! ﴿وَسيَعلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ حسن حمدان (أبو البراء) – ولاية الأردن