خبر وتعليق مجلس الأمن الدولي مجلس ضرار وعلى شعوب العالم رفض وجوده أصلا
الخبر:
التقى رئيس تونس السيد محمد المنصف المرزوقي صباح يوم الجمعة بقصر قرطاج بسفراء البرازيل وألمانيا والهند واليابان المعتمدين في تونس والذين قدموا لرئيس الجمهورية شرحا لموقف بلدانهم حول مشروع إصلاح مجلس الأمن. مطالبين بدعم تونس لهذا المشروع.
وأكّد رئيس تونس خلال هذا اللقاء مساندة الدولة لمشروع إصلاح منظومة الأمم المتحدة ودمقرطة مجلس الأمن مشددا في الآن ذاته على ضرورة أن يسهم مسار الإصلاح لاحقا في تمكين المجموعات الإقليمية الأخرى لا سيّما المجموعة العربية والأفريقية من تمثيلية في مجلس الأمن.
التعليق:
للتذكير فإن مجلس الأمن هو من أهم أجهزة الأمم المتحدة ويتكون من خمسة أعضاء دائمين وهم: روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وهم أصحاب القرار الفعليين كما بيدهم حق نقض القرارات “الفيتو”، أضف إليهم ستة أعضاء غير دائمين لا ناقة لهم ولا جمل، مجرد وجود صوري عساهم يضفون مصداقية على القرارات التي تتخذ.
أمّا على مستوى السياسة الدولية فإن مجلس الأمن يلعب دورا مهما في تمرير المخططات الماكرة ووسيلة من الوسائل التي تعتمد عليها خاصة أمريكا للاستعمار والتدخل في أي شأن وإن كان داخلياً للدول باسم حفظ السلام وتحقيق الأمن. وما تدخل مجلس الأمن في أفغانستان والعراق ومساهمته في تقسيم السودان وتدخله في شؤون الدول الأفريقية لزرع الحروب الأهلية إلا خير برهان على الدور الحقير الموكول له.
وهكذا فإن مجلس الأمن الدولي تكوّن لنهب ثروات شعوب العالم باسم الحرية وتحرير الشعوب من الاستعمار، مع أن الدول الخمس الأعضاء الدائمين هم المستعمرون المحتلون، ومع أنهم ما تركوا بلداً بخيره، فهم السبَّاقون إلى كل إجرام وتدمير حتى لو أدى ذلك إلى الإبادة الجماعية، حروبهم كانت وما زالت في منتهى القذارة حتى فيما بينهم، لا أخلاق لهم ولا رسالة ولا هدف لحروبهم إلا الاستيلاء والاحتلال ونهب الثروات وسلبها.
إن كل من يحاول إصلاح هذا المجلس وغيره من هياكل الأمم المتحدة هو صاحب رؤية ضيقة في السياسة الدولية ولم يدرك إلى الآن أن كلاّ من القانون الدولي والمنظمات الدولية تأسست من أجل خدمة الدول الكبرى وخاصة أمريكا باعتبارها الدولة الأولى في العالم، ولها دور قذر فهي وكأنها شرطي العالم تخدم جهة خاصة.
ولهذا نقول، إنه لا يصح أن توجد قوة فوق المجموعات البشرية تكون سلطة كسلطة المجموعة الواحدة، وبعبارة أخرى لا يصح أن يصبح المجتمع الدولي مجموعة تقوم عليها سلطة، لها صلاحية رعاية الشؤون، أي لا يصح أن توجد دولة عالمية تحكم عدة دول، ولا يصح أن يسمح بوجود دولة عالمية، لها سلطة على عدة مجموعات بشرية، بل يجب أن تظل المجموعات البشرية مجموعات لها كيانها، ولها سيادتها، ولها إرادتها. ولذلك على شعوب العالم الوقوف ضد هكذا مجلس والعمل على إزالته وعلى الدول التي تبحث عن التحرر من الدول الكبرى المتحكمة في العالم أن يخرجوا من هكذا منظمات ويرفضوا تسلط هذه الهياكل الدولية على دولهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة الماجري – تونس