Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إلى متى تبقى بلاد المسلمين ساحة صراع للدول الكافرة المستعمرة؟

 

الخبر:

نشر موقع”بي بي سي العربية” يوم الأحد 21/09/2014م خبرا قال فيه: “دخل القتال بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين في العاصمة اليمنية يومه الرابع، على الرغم من إعلان الأمم المتحدة عن التوصل لاتفاق لإنهاء القتال بين الطرفين يتوقع توقيعه الأحد.

وأفاد سكان في العاصمة اليمنية بأن أصوات القصف ظلت تسمع طوال ليل السبت في منطقة قريبة من مقر قيادة معسكر الفرقة المدرعة الأولى للجيش اليمني وبالقرب من جامعة الإيمان الإسلامية.”

 

التعليق:

أولا: إن الاقتتال والتصارع بين المسلمين بعضهم بعضا هو حرام شرعاً؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا﴾، ومن قتل مسلما عمدا فجزاؤه جهنم وبئس المصير، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ والحاصل أن القتال بين المسلمين بعضهم بعضا، ومنه ما يدور اليوم بين أهل اليمن فإن القاتل والمقتول في النار كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار قيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟، قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه» متفق عليه.

ثانيا: إن الاقتتال الدائر في اليمن بين النظام والحوثيين، لا ناقة لأهل اليمن فيه ولا جمل، فهو صراع دولي على اليمن أرضا وشعبا، بين بريطانيا ممثلة بنظام رجلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبين أمريكا ممثلة بالحوثيين الذين تدعمهم إيران عميلة أمريكا، علم ذلك الحوثيون أم لم يعلموا، وبالتالي فهو صراع واقتتال يخدم أهداف الكفار الاستعمارية.

ثالثا: إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه أمس بين النظام وبين الحوثيين، هو اتفاق هش ولن يصمد طويلا؛ ما دام الصراع الدولي بين بريطانيا وأمريكا على اليمن قائما، وما دام الفريقان (النظام اليمني والحوثيون) أدوات لهذا الصراع الاستعماري البغيض.

رابعا: إن أي اتفاق بين النظام اليمني وبين الحوثيين مهما كان نوعه، لن ينهي الاقتتال بينهما، ولن ينهي الصراع الاستعماري بين بريطانيا وأمريكا على اليمن، كما أنه لن ينهي مشاكل اليمن وأهله، وأنه لن ينهي ذلك كله إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهلا أدرك أهل الحكمة ذلك، وعملوا لإقامتها، ليخلصوا أنفسهم وبلدهم من سيطرة الاستعمار وأطماعه، وليعود اليمن سعيدا كما وصفه صلى الله عليه وآله وسلم.

خامسا: وأخيرا أختم بما ختم به العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير في جواب سؤال “المستجدات السياسية على الساحة اليمنية” بتاريخ 2014/08/02م حيث قال سدد الله خطاه: “فإلى متى تبقى بلاد المسلمين ساحة صراع للدول الكافرة المستعمرة؟ إلى متى يستمر الصراع بين بريطانيا وأمريكا على النفوذ في اليمن؟ إلى متى يتصارعان بينهما بأدوات محلية وإقليمية من بيننا: السعودية والقبائل وحزب صالح ثم هادي من جانب، وإيران والحوثيين والحراك الجنوبي من جانب آخر؟ إلى متى يبقى أهل الإيمان والحكمة يرقبون الصراع الجاري كأن البلاد ليست بلادهم؟ ألا يتحركون بحق وينتفضون بصدق؟ ألا يعملون مع العاملين لإقامة دولة الإسلام، الخلافة الراشدة، ومن ثم يحق الحق ويزهق الباطل، وتنزوي تلك الدول الكافرة المستعمرة إلى عقر دارها إن بقي لها حينئذ عقر دار…؟ إلى متى؟ إلى متى؟”

﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك