خبر وتعليق هل أصبحت جيوش المسلمين رصاصة في بنادق الغرب!
الخبر:
جاء في القدس العربي تحت عنوان: مسؤول أمريكي: السعودية والإمارات والأردن والبحرين تشارك في الغارات على سوريا
واشنطن- (رويترز): قال مسؤول أمريكي يوم الاثنين إن السعودية والإمارات والأردن والبحرين شاركوا في الغارات الجوية الأمريكية على سوريا.
ولم يكشف المسؤول عن الدور المحدد لكل دولة في العمليات العسكرية.
وأضاف المسؤول إن قطر لعبت دورا داعما للغارات الجوية.
التعليق:
لا يجب أن يكون النقاش اليوم عن مدى إسلامية تنظيم الدولة الإسلامية وانتماءاته وولائه، ولا عن حجمه الذي دفع الغرب لجمع أربعين دولة للحرب عليه، وإنما النقاش عن هؤلاء الأنذال حكام المسلمين الذين عزموا على المشاركة بكل ما أوتوا من قوة في الحرب على الإسلام والمسلمين، وعن أحبابنا الذين غرر بهم من أبناء المسلمين أهل القوة والمنعة من الجيوش وغيرهم.
هؤلاء الحكام لم يبدأوا خيانتهم وغدرهم اليوم، بل هم بدأوها منذ أول يوم أوصلوا فيه إلى الحكم، فعندما خرج الاستعمار العسكري من بلادنا عينهم تعيينا على رقاب المسلمين ليحموا مصالحه ويمنعوا عودة الإسلام من جديد، وتوارثوا هذا المنصب خائناً عن خائن ولم يحاول منهم أحد التحرر من هذه الخيانة والعودة إلى أحضان الأمة للدفاع عنها وعن مقدساتها وحرماتها، فهم عبيد الغرب بل أقل من ذلك لأن العبد يسعى إلى التحرر دائما.
منذ اليوم الأول الذي نادى فيه أوباما رئيس رأس الكفر أمريكا في الحرب على ما أسماه الإرهاب، هب حكام العرب لمساندته وإعلان ولائهم واستعدادهم لدعمه في المال والسلاح والجنود وبكل ما أوتوا من قوة، وفتح أراضيهم وأجوائهم وبحارهم لضرب أبناء المسلمين وإسالة دمائهم الزكية الطاهرة، بالسلاح الذي تم شراؤه من أموالهم ودفعوا ثمنه للغرب الذي عاد ليأخذه مجانا ليحارب به المسلمين،
لقد رأينا أبناء المسلمين نساءً وشيوخا في غزة الصمود تقصف ليلا ونهارا دون رحمة، ورأينا براميل الموت تسقط على أهلنا في سوريا العزة تمزق أجسادهم وتدمر البيوت والمساجد فوق رؤوسهم ورأينا أعداء الله في أفريقيا الوسطى تذبح المسلمين كالخراف وتتفنن في التمثيل بأجسادهم وأكل لحومهم، وما يفعله المجرمون البوذيون بأهلنا في بورما ليس عنا ببعيد، كل هذا يحصل على مرأى ومسمع من حكامنا دون أن يحركوا ساكنا أو حتى يعترضوا على ما يفعل، أما عندما سمعوا نداء سيدهم أوباما هرولوا إليه ملبين.
نحن نعلم علم اليقين بأن الغرب لم يأت لتحرير بلاد المسلمين ولا لإزالة الظلم والعدوان عنهم، لأن الغرب هو من تسبب في هذا الظلم والعدوان أصلا سواء في حروبه المباشرة أو بحمايته لهذه الأنظمة الدكتاتورية العدوانية، ولا أريد أن أعود بكم إلى الوراء كثيرا وإنما يكفي النظر فيما فعلوه في العراق وأفغانستان بعد أن وعدوهم بأن أراضيهم ستكون جنة الأرض مليئة بالعدل والسلام، وهذا ما يريدون أن يفعلوه الآن في سوريا والعراق وتكرار هذه المآسي والمذابح التي ما زال أبناء المسلمين يعانون منها إلى يومنا هذا.
أما أنتم يا أهل القوة والمنعة ويا جند الإسلام، يا أبناء صلاح الدين وخالد بن الوليد وعامر بن الجراح والقعقاع:
ألا تعلمون أنكم أنتم المسؤولون عن حماية المسلمين والذود عنهم؟!
ألا تعلمون أنكم عائدون إلى الله سبحانه وتعالى وسيسألكم عن سلاحكم وقوتكم أين وضعتموها؟!
أما حان لكم أن تعملوا على نصرة إخوانكم من المسلمين بعد أن وعيتم على ما فعله وسيفعله الغرب بالمسلمين؟
أما حان لكم أن تنفضوا غبار الذل والهوان عنكم وأن تعيدوا القوة إلى أمتكم؟
أما حان لكم أن تقلعوا هؤلاء الحكام الأنجاس من جذورهم وتنصبوا مكانهم خليفة للمسلمين يتقى به ويقاتل من ورائه؟
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عامر الهشلمون