خلط الحابل بالنابل رد على مقال “التهديد من البر والبحر”
الموضوع: رد على مقال الدكتور مهند مبيضين المنشور في جريدة الدستور الأردنية يوم الثلاثاء بتاريخ 2014/09/23 بعنوان “التهديد من البر والبحر”.
الكاتب الدكتور مهند مبيضين المحترم: أما وقد خلطت الحابل بالنابل في مقالك المنشور بجريدة الدستور الأردنية بقولك “تهديدان كانا محل تصدي قوات الجيش وحرس الحدود، والقوات البحرية أول أمس، والغريب ليس أمر التهديد، بل لكونه تزامن في أن التهديد يمكن أن يكون مدروساً، أو معد له مسبقاً، وفي نفس اليوم أعلن عن اعتقال خلية داعشية في أحد مناطق الشمال، وكذلك الحال عن متشدد من حزب التحرير في أحد أحياء عمان.
إذن والحالة هذه فقد دخلنا في المواجهة مع قوى التطرف والتشدد، ولم يعد الحديث عن الأمان المفترض بحجة أننا أبعد عن أطراف الصراع”.
فإني أنبهك إلى ذلك ومشيرا إليه، كوني من شباب حزب التحرير ومنذ عقود، فإن دس السُم بالدَسم ليس من سمات إعلامي ودكتور وكاتب في جريدة عمرها تجاوز الخمسين عاما، وعليه فأقتبس “تهديدان كانا محل تصدي قوات الجيش وحرس الحدود، والقوات البحرية”، فكيف تم خلط الأوراق على غير نسق بين حزب التحرير السياسي والمعروف بعمله الفكري وعلى مدى سنين من الزمن تجاوزت الستة عقود، وعرفه القاصي والداني عالميا، وحوله دراسات تفيد أنه فكري وغير مسلح ولا يدعو لحمل السلاح بل إنه يؤصل لذلك بدليل شرعي ويعتبره طريقة له مستنبطة من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وَيُخلَط ويوضع بقائمة تنظيم مسلح وهو تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحبون أنتم معشر الإعلاميين أن تسموه “داعش” للتهويل والتخويف، وللعلم فإننا لم نعترف بما أعلن ولا بالكثير الكثير من أعماله وخصوصا القتل والتهجير ومقاتلة المسلمين، لا بل وحتى ما أشيع من تهجير للنصارى والأزديين في العراق وغيرهم في سوريا وأي عمل منه أو من غيره ويكون فيه تعدٍّ وقتل وعدم التزام بأحكام الإسلام.
الدكتور مبيضين؛ إن كان تشابه عليك اسم “الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة” التي يدعو حزب التحرير لها، ولا أظن أن مثلك يجهل مثل ذلك، لذا نراه مقصودا أن يقحم إقحاما اسم حزب التحرير الذي يعرف نفسه ويعلنه على الملأ وسطَّره في كتبه التي هي أشهر من أن تعرّف بأنه “حزب سياسي مبدؤه الإسلام” ويدعو لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة في بلاد المسلمين بالفكر والعمل السياسي وشتان بينه وبين العمل المسلح، ولا مجال لخلط العمل المسلح والمتفجرات بكتب ونشرات وأفكار حزب التحرير الذي عرفه العالم كله، فكان عليك وعلى كثير ممن هم مثلك أن يعلموا أنه شتان بين حزب التحرير وبين غيره من التنظيمات المسلحة، وقد ذكّرتني حيث كان أمثال والدي ووالدتي من كبار السن في شمال الأردن يخلطون في ثمانينات القرن الماضي بين حزب التحرير ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك بين الشيوعية والشيعة، فإن كان من يخلط كذلك أي كخلط السيارات للزيت بالماء فلا ضير من ذلك، ولا يضيرنا ذلك، لأن إعلام الشبكة العنكبوتية أنهى كثيراً من العمل الإعلامي الذي دأب على توجيه الرأي العام داخليا وخارجيا وخلط الأوراق بعضها ببعض.
السيد الدكتور مهند مبيضين، يطول الكلام والنقض والرد، ولأن المجال لا يتسع للإطالة فإن الحديث عن التطرف والإرهاب أصبح مكشوفا بل مفضوحا وبائناً كالشمس في رابعة النهار، ويكفي بيان ذلك، بأفعال أمريكا سيدة الإرهاب وتقتيل المسلمين وغيرهم، حيث سكتت على كيماوي بشار وبراميله المتفجرة زهاء أربع سنوات، وأتت معربدة بحلف ضد “الإرهاب” جمعت له قرابة السبعين دولة..!!، فهل ما زال للتدليس والدس والكذب وخلط الحابل بالنابل مكان في إعلامكم..؟، إعلام القرية الصغيرة والشبكة العنكبوتية أو كما أسميتها إعلام “القبيلة الفيس بوكية”، ألا ترى معي أنه الإرهاب الإعلامي عينه الذي تتصرف به حضرتك، فحتى هذه الوسيلة العالمية (الفيس بوك) تريد حرمان أبناء جلدتك منها، ليبقى الورق والفضاء الإعلامي لكم وحدكم عشيرة الإعلاميين التابعين لدول وسَاسة لفظتهم أمتهم وقالت كلمتها بهم في ربيعها العربي والذي أسميه الربيع الإسلامي، وإن شئت والزمن كفيل سيصبح هذا الربيع عالميا وكما وصفت أنها أحداث “مدروسة” ونتابعها وندرسها بوعي سياسي واقتصادي عالمي ومن وجهة نظر عقائدية إسلامية، فإن العالم الرأسمالي الديمقراطي السلطوي سيؤول إلى الماضي الذي يزكم الأنوف، وإن الأمة لن ترحم من عاون المتسلطين عليها والمتسلقين والذين يعاونون الظالم والدكتاتور على ظلمه.
وفي الختام فإن إرادة الأمة سائرة بخط تصاعدي تجاه عقيدتها ودينها الإسلام وتسعى لإقامة دولة الإسلام أي دولة الخلافة التي هي على منهاج النبوة، دولة ترحم الصغير والكبير وترعى شئون كل أفراد الرعية بلا طائفية ولا مذهبية ولا إقليمية ولا أي نتن من الموجود حاليا، وترعى بني البشر والحجر والشجر وحتى الحيوان، دولة عدل وسلم لا دولة تقتيل وتشريد، دولة يهاجر لها المسلم والكافر ليأمنوا فيها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات – ولاية الأردن