Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الدول الغربية تخشى من الظهور بمظهر المعادي للإسلام!!

 

الخبر:

ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ يومين كلمة في الأمم المتحدة قال فيها: (وقلنا مجددًا إن الولايات المتحدة ليست ولن تكون أبدًا في حالة حرب مع الإسلام…)، وقال: (إن تنظيم الدولة لا يمثل الإسلام بل هو يسيء إلى الإسلام). ومنذ يومين قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: (إن مصطلح “الدولة الإسلامية”، الذي تطلقه الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” هو اسم غير صحيح، ففي البداية هم ليسوا دولة وثانيًا هم لا يمثلون الإسلام).

 

التعليق:

واضح من كلام أوباما وفابيوس وغيرهما من قادة الدول الغربية حرصهم على أن لا يظهروا كأعداء للإسلام والمسلمين، بل وإنهم ينفون عن الإسلام تهمة الإرهاب التي لطالما ربطوها به لتخويف شعوبهم من الإسلام ولتبرير حملاتهم العسكرية المتكررة ضد المسلمين وبلادهم.

إن قادة الدول الغربية ومفكريهم قد أدركوا أكثر من كثير من المسلمين التحوّل الحاصل في الأمة الإسلامية تجاه الإسلام بوصفه مبدأً لشؤون الحياة، وأدركوا أن العيش في ظل أنظمة الإسلام في دولة خلافة على منهاج النبوة صار له تأييد قوي في أوساط المسلمين، وهذا بالنسبة لهم يُعتبر خطرًا داهمًا ينبغي الوقوف في وجهه قبل أن توجد القوة اللازمة لتحويل ذلك التأييد إلى حقيقة واقعة، فيكون ذلك كارثة على نفوذ الدول الغربية ومصالحها في بلاد المسلمين. ولذلك فهم يحاولون خداع المسلمين بأن الحرب ليست ضد الإسلام وإنما هي ضد من يشوّه صورة الإسلام، وهذا بحد ذاته إشارة مهمة إلى إدراك الغرب لحجم التحول الحاصل بين المسلمين تجاه الإسلام.
إن الغرب يدرك أنه ينتقل من فشل إلى فشل في خططه المتعلقة بمنع إقامة الخلافة. فالدول الغربية التي قامت بهدم دولة الخلافة وضعت حينها الخطط السياسية والبرامج التعليمية والثقافية في بلاد المسلمين على أساس فكرة فصل الدين عن الحياة، لإبعاد فكرة الخلافة وفكرة أن الإسلام نظام حياة عن الأذهان، لتَحُول دون عودة الخلافة من جديد. وعملت على جعل المسلمين يقدّسون أفكار الغرب ومفاهيمه عن الحياة.. وبالرغم من سيطرة الدول الغربية على البلاد الإسلامية، إلا أن خطة الغرب تلك قد فشلت فشلًا ظاهرًا، فها هي الخلافة على منهاج النبوة صارت مطلبًا عامًا عند المسلمين، بل صار الحديث عنها ومنذ سنوات ملءَ السمع والبصر.. وزيادة على ذلك فإنّ مفاهيم الغرب عن الحياة آخذة بالانحسار بين المسلمين، فصار طبيعيًا الحديث عن أفكار الغرب بوصفها أفكار كفر وأنها تناقض الإسلام، وقادة الغرب يدركون هذا التحول، وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن يقول في كلمته التي أشرت إليها أعلاه: (فنحن لن نكف عن تأكيد المبادئ التي تتناغم مع مُثُلنا.. أو مؤازرة المبادئ المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. إننا سنرفض الفكرة القائلة بأن هذه المبادئ ليست سوى صادرات غربية لا تتوافق مع الإسلام أو العالم العربي..)، وللعلم فإن هذا التحول في أوساط المسلمين لا ينحصر في البلاد الإسلامية، بل تعداه إلى الدول الغربية وهو ما جعل على سبيل المثال الرئيس الفرنسي ساركوزي يقول: (لا نريد إسلامًا في فرنسا بل نريد إسلامًا فرنسيًا).

وبعد فشل الغرب في منع انتشار فكرة الخلافة، قامت مراكز الأبحاث في الغرب بتقديم نموذج غربي ألبسوه لبوس الإسلام، وسموه الإسلام المعتدل ليتم اتباعه من قبل الدول الغربية في العالم الإسلامي لمواجهة فكرة الخلافة، فأوصلت أمريكا الحركات الإسلامية المعتدلة إلى سدة الحكم في العديد من البلدان.. ولكن حجم التحوّل السريع في الأمة نحو فكرة الخلافة على منهاج النبوة جعل الغرب يدرك أن رهانه على تلك الحركات هو رهان فاشل، فعاد إلى أسلوبه القديم وهو الاعتماد على العسكر لإخماد الأصوات المطالبة بالتغيير الجذري.

وآخر ما قرر الغرب اتباعه للحيلولة دون إقامة الخلافة على منهاج النبوة هو تشويه فكرة الخلافة نفسها والتخويف منها من خلال تشجيع تنظيم الدولة على إعلان الخلافة، وتسهيل سيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق. ويهدف الغرب من وراء ذلك إلى ثني المسلمين عن المطالبة بالخلافة بوصفها “قاطعة رؤوس” ولا تسمح لغير المسلمين بالعيش في ظلها، بل إنها تقتل المسلمين الذين يحملون آراء مخالفة للقائمين عليها. كما ويهدف الغرب إلى اتخاذ محاربة الإرهاب المتمثل بتلك “الدولة” ذريعة للتدخل في المنطقة لضرب كل توجه يتعارض مع سياساته وليحول دون عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من جديد، وليقسّم البلاد تقسيمًا جديدًا..

أيها المسلمون:

إن عليكم أن تدركوا أن حملة الدول الغربية الحالية وإن كان ظاهرها الهجوم، إلا أنها في حقيقتها دفاع عن نفوذ تلك الدول الآيل للسقوط في بلادنا بعد التحول الحاصل في الأمة الإسلامية، فلا يغرنّكم جمعهم، فإنه أوهى من بيت العنكبوت.. كما وعليكم أن تدركوا أن ما يُنْزِل بنفوذ الدول الغربية في بلادنا وجيوشهم وأساطيلهم الضربة الساحقة، هو أن تنخرطوا في مشروع إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن تقوموا بمواجهة حكامكم على ما اقترفوه من خيانة بحقكم مواجهة صريحة، منكرين عليهم وقوفهم مع الأعداء، وساعين لتغييرهم من خلال قواكم الحقيقية الكامنة في الجيوش وغيرها من أهل القوة، مخاطبين أبناءكم في الجيوش خطابًا صريحًا لا لبس فيه: كلامكم علينا حرام ما دمتم حماة للحكام العملاء، كلامكم علينا حرام ما دمتم أداة في تنفيذ سياسات الكفار في بلادنا، كلامكم علينا حرام وأنتم ساكتون بل ومشاركون في ذبح إخوانكم المسلمين، كلامكم علينا حرام حتى تزيلوا عروش الطواغيت وتعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة التي بها يُطبق الإسلام تطبيقًا كاملًا في واقع الحياة، وبها نحرر بلادنا من نفوذ الكفار المستعمرين، وبها نحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مصطفى