Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وزير الأوقاف يشكر المتحالفين مع أعداء الأمة ويدعو لفصل الدين عن السياسة

 

الخبر:

نقلت جريدة الجريدة على الشبكة العنكبوتية يوم الأحد 2014/09/28م، ما تقدم به وزير الأوقاف المصرى الدكتور محمد مختار جمعة، من شكر وتقدير لملك آل سعود، وما توجه بمنحه دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية من الأزهر، وتصريحه أن المنطقة العربية لم تعد تحتمل توظيف الدين للسياسة مرة أخرى، مستدركا: «لسنا في حاجة للحكم تحت عباءة دينية». ودعوته علماء الأمة الإسلامية لعدم خلط الدين بالسياسة، وقوله إن العلماء ينبغي أن يكون همهم الوحيد الإرشاد نحو الارتقاء بالأخلاق، وإشارته إلى أنه حينما يترك العلماء مهمتهم ويتطلعون للحكم، فإن ذلك يؤدي لمشكلات تفاقم أزمات.

 

 

التعليق:

بعيدا عن الشكر المقدم من وزير الأوقاف لملك آل سعود، ورغم أنه لا فضل له فيما يقام من توسعات ينفق عليها من مال الأمة، فعلام يكون التقدير والاحترام؟! هل يكون على التحالف مع أمريكا لقتل إخواننا في العراق والشام؟! وهل من يتحالف مع عدو الأمة يستحق أي احترام أو تقدير أو شكر؟! إن من يتحالف مع أعداء الأمة يا وزير الأوقاف يجب أن تنبذه الأمة، فأين أنت من عبادة بن الصامت الذى خلع وتبرأ من مواليه من يهود إرضاء لله ورسوله؟! وطاعة لقوله تعالى ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ…﴾. كان الأولى بك يا وزير الأوقاف أن تقف لله مع أهل الشام ضد قاتليهم، مطالبا بمطلبهم، داعيا الأمة بعمومها إلى الاصطفاف في صفهم، ومحرضا الجيوش على نصرتهم، لا أن تكون لقاتليهم داعما ومؤيدا.

بل والأعجب من ذلك مطالبة السيد الوزير عدم خلط الدين بالسياسة، وكأن الإسلام دينٌ كهنوتي لتنظيم العبادات الفردية فقط، وكأن رسول الله لم يكن حاكما ورجل دولة، ولم يربِّ رجال دولة، منهم من أصبحوا حكاما فيما بعد، أو أن الإسلام ليس دينا سياسيا ولم يفسر ما هي السياسة، متناسيا ثلاثة عشر قرنا من الزمان كان الإسلام حاكما مهيمنا في بلاد الإسلام، وكانت دولته هي الدولة الأولى في العالم بلا منازع.

أيها الوزير ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» والذي منه فهمنا معنى السياسة كونها رعاية لشئون الناس على أساس الإسلام، وهكذا فعل رسول الله والصحب الكرام، فأين أنت من نهجهم واتباعهم؟! فلم يكن رسول الله يوما جليس صومعة ولم يكن أصحابه في الدير رهبانا.

يا وزير الأوقاف لقد خاطب الله نبيه قائلا: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ وقائلا: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾. فهل كان رسول الله يوظف الدين في السياسة؟! أم ينفذ ما أمره الله به من حكم بالإسلام الكامل، دون النظر إلى أهواء البشر، ثم نراك تدعو العلماء إلى فصل الدين عن السياسة، في دعوة لا نعلم من أين أتيت بها ولا من سلفك فيها، بل في مخالفة صريحة للشرع، بل وتدعوهم إلى إرشاد الناس نحو الأخلاق وكأنها هي التي ترتقي بالأمم لا أفكارها، رغم أن الأخلاق إنما هي من السلوك، والأفكار هي التي تشكل السلوك وتسيره، ثم تدعي أن تطلع العلماء للحكم يسبب المشكلات والأزمات، وكأن الحكم محظور على العلماء موقوف على عملاء أمريكا والغرب الكافر! ألم يكن جديراً بك وهؤلاء العلماء أن تقفوا مطالبين بإقامة خلافة على منهاج النبوة؟! بل وأن تتقدموا أنتم لحكم الأمة أو أن تقدموا المخلصين القادرين على حكمها بالإسلام؟! هذا ما ينبغى أن تدعو إليه العلماء وغير العلماء يا وزير الأوقاف، واعلم أن الله سائلك عن علمك واتباعك لما أنزله على رسوله ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ فتجهز لسؤال الله يوم تلقاه، ولن يغني عنك ذو جاه أو سلطان، بل سيسارع إلى البراءة منك، ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ فلا تبع دينك بدنيا غيرك وسارع إلى ربك عسى أن تدرك لاحق أيامك.

يا وزير الأوقاف ويا علماء وأهل مصر الكنانة، إنه لا خلاص لنا مما نحن فيه ومما يحاك لنا من مؤامرات، إلا بخلافة على منهاج النبوة تحكم بالإسلام كاملا شاملا غير منقوص، فيرى الناس الإسلام واقعا عمليا مطبقا ويرون قدرته على إشباع حاجاتهم الأساسية إشباعا كليا صحيحا، وحل جميع مشكلاتهم الحياتية بحلول توافق الفطرة، فكونوا حاضني هذه الفكرة قبل غيركم، وأعلنوا عنها في كل موضع بشكل صريح واضح مطالبين أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة المخلصين في جيش الكنانة، بتسليم الحكم للمخلصين من أبناء الأمة القادرين على الحكم بالإسلام ليعلنوها خلافة على منهاج النبوة، تعيد للأمة عزتها ومكانتها، وتنالوا بها شرف الدنيا وكرامة الآخرة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى هاشم زايد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر