الجزائريون يتساءلون: أين الرئيس؟
انطلقت منذ أسبوع في الجزائر حملة بعنوان “أين الرئيس”؟ من قبل ناشطي الفايسبوك والتويتر وصفحات (التواصل الاجتماعي) الجزائرية.
تأتي هذه الحملة بعد غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قصر المرادية وانعدام تام لنشاطه السياسي وعدم ظهوره في اللقاءات التقليدية والمناسبات الدينية كباقي الحكام العرب مثل صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك. هذا الغياب أثار حفيظة الشعب الجزائري والنخب السياسية ووسائل الإعلام، وتباينت ردود الفعل والمبررات؛ فمنهم من يقول أنه خارج البلاد للتداوي نتيجة تدهور حالته الصحية وإلا فما الذي يجعله لا يحتفل مع شعبه ولو جالسا على كرسيه المتحرك في صلاة العيد؟ وربما ازدادت صحته سوءا لدرجة أنه لا يستطيع الكلام إطلاقا أو أنه مات كما ورد في خبر نشره موقع التحرير الجزائري الإلكتروني اليوم 7 أكتوبر 2014 لدرجة أنه لم يرد على المكالمة الهاتفية لهولاند إثر اغتيال الرهينة الفرنسي وعبد المالك سلال هو من قام بهذه المهمة وهو من يتولى شؤون البلاد.
ومنهم من يقول أنه موجود وبصحة جيدة و”أنه يحكمنا بعقله وليس برجليه” على حد تعبير وزير التجارة عمارة بن يونس وكما استمات وزير النقل عمار غول في الدفاع عن صحة الرئيس، حيث صرح أنه موجود ويسير البلاد ويمارس مهامه مثله مثل أي رئيس دولة، لكن المعارضة الجزائرية بقيادة عبد الله جاب الله أمين عام حزب العدالة والتنمية ترى عكس ذلك ولا بد من تفعيل المادة 88 من الدستور التي تنص على تحول ديمقراطي للسلطة بعد شغور منصب الرئيس أكثر من 45 يوماً وعدم تفعيل هذه المادة سيحول الجزائر إلى كارثة كبرى لأن بوتفليقة يعمل ضد مصلحة البلاد بغيابه الطويل بالرغم من أن الجزائر تعيش على فوهة بركان بسبب الأوضاع المتردية في الساحل وفي ليبيا، خاصة بعد الظهور مؤخرا لتنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم الدولة بالتالي ستحل كارثة كبرى وسيوضع من فرض بوتفليقة بالقوة إلى مساءلة تاريخية كبرى.
هل سينجح الغرب في عملية إخراج لمسرحية يتم بموجبها إيجاد مبرر لغياب بوتفليقة أو تنصيب رئيسٍ جديدٍ للجزائر أو نائبٍ للرئيس لإسكات المعارضة كما نجح سابقا في سنة 2013 حين أحبطت محاولة انقلابية استنادا للمادة 88 من الدستور إثر غياب بوتفليقة عن السلطة بسبب مرضه في مستشفى فال دوغراس الفرنسي، أم أنه ستتعقد الأزمة وتثمر صراعات دامية بين المعارضة وجناح السلطة وجناح مؤسسة الاستعلامات؟ ربما تؤدي بالجزائر إلى المجهول…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس