الحديث الشريف باب غزوة الأحزاب وهي الخندق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في” باب غزوة الأحزاب وهي الخندق”.
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: جاءنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة”.
قوله صلى الله عليه وسلم: “لا عيش إلا عيش الآخرة” أي: لا عيش باق أو لا عيش مطلوب.
عندما تصبح الدنيا أكبر همنا فلا نحب ولا نكره إلا من أجلها، ولا نوالي ولا نعادي إلا من أجلها، ولا نهادن ولا نقاتل إلا من أجلها، عند ذلك يجب علينا أن نرفع شعار: اللّهم لا عيش إلا عيش الآخرة. كي تستفيق هذه النفس وتعود إلى ربها خالقها، فتعلم أنها ما خلقت إلا لعبادة الله وحده.
وما نراه اليوم من بعد عن دين الله ليدل على موت القلوب قبل العقول، ولماذا كل ذلك؟ لماذا يعمرون دنيا فانية ويخربون آخرة باقية؟ ألهذا خلقنا؟ لقد أصبحت الدنيا وعمارتها والعيش فيها وجمع الأموال والأولاد والأزواج والكسب الحرام هي الشغل الشاغل لنا، بل لقد أصبحت الدنيا أكبر همنا. ألم نسمع قول حبيبنا-صلى الله عليه وسلم – “ما لي وللدنيا؟ ما أنا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”.
إذن فلنرفع شعار “اللّهم لا عيش إلا عيش الآخرة”.
هذا توجيه لنا اليوم وفي كل زمان أنه مهما ادلهمت الخطوب وزادت المصائب والكروب فإننا لا بد أن نذكر الله دائما، بل ونذكر أننا ما خلقنا إلا من أجل هدف واحد يتلخص في قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”. فهذه دعوة للعمل الجاد المخلص أن نرهن حياتنا ومماتنا من أجل أعظم عمل على وجه الأرض ألا وهو إعادة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة والمسلمين التي تطبق فينا عدل الله.
فاللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم