Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله”.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية “يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي”، جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت اشتكى قال سعد: إنه لجاري وما علمت له بشكوى قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو من أهل الجنة.

لله درك يا ثابت بن قيس، تحتجب عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن في غاية الشوق لرؤيته ولمجالسته والحديث معه، ولماذا تحتجب؟ لأنك خشيت أن تكون ممن يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي فيحبط عملك. تعال وانظر وتأمل كم من المسلمين يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم.

تعال وانظر من يدعون أنهم رؤساء وقادة للحركات الإسلامية وهم يرفعون أصواتهم ويقولون لرسولهم دونما خجل: نحن لا نريد تطبيق الإسلام.

تعال وانظرهم وهم يرفعون أصواتهم ويقولون لرسولهم دونما خجل: ليس من حق الدولة أن تلزم الناس بالأحكام، فالله خلق الناس أحرارا، فمن شاء منهم أن يصلي فليصلي، ومن شاءت أن تلبس اللباس الشرعي فلتلبس، ومن شاء أن يعبد الله فليعبد، ولا يحق لحاكم أن يلزم الناس بالأحكام الشرعية فهي أحكام خاصة بالأفراد ولهم الحرية أن يلتزموا بها أو لا. هكذا وبكل صراحة أو قل بكل وقاحة.

تعال يا ثابت بن قيس وانظر حال أمة حبيبك محمد – صلى الله عليه وسلم – في القرن الحادي والعشرين، وهي ترد على نبيها بمحاربة من يعمل لإعادة الخلافة على نهجه، التي توحد الأمة وتعيد العزة.

تعال يا ثابت بن قيس وانظر حال أمة حبيبك محمد – صلى الله عليه وسلم – في القرن الحادي والعشرين، وهي ترد على نبيها وتجادل في سنته وطريقة وصوله للحكم بما أنزل الله. وكيف تأتي وقد متَّ وأنت تظنّ أنك ممن رفع صوته فوق صوت الرسول؟ يكفيك أنك ممن بشرهم الرسول بالجنة.

فاللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم