الجولة الإخبارية 2014-11-3
العناوين:
• ظهور خلافات جديدة في الإدارة الأمريكية بشأن سياستها في سوريا
• الرئيس التركي يطلب من التحالف الأمريكي ضرب إدلب وحماة وحمص
• أمريكا تعلن أنها تقف وراء النظام المصري في إقامة منطقة عازلة
التفاصيل:
ظهور خلافات جديدة في الإدارة الأمريكية بشأن سياستها في سوريا:
نشرت العربية في 2014/10/31 أخبارا عن وجود خلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض حول سوريا. فذكرت أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل انتقد بشدة السياسة الأمريكية في سوريا في مذكرة رسمية بعثها الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي سوزان رايس بحسب ما كشف مسؤول عسكري لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وبحسب المذكرة فإن السياسة الأمريكية تجاه سوريا تواجه الانهيار بسبب التضارب في المواقف الأمريكية تجاه نظام بشار أسد. حيث تركز إدارة أوباما على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وتخطط لتسليح وتدريب مجموعة من خمسة آلاف مقاتل من السوريين المعتدلين وفي الوقت نفسه تلتزم الصمت حيال الهجمات التي يشنها نظام الأسد على المجموعات المسلحة المعتدلة. وذكرت أن بعض أعضاء الكونغرس إلى جانب محللين ومتقاعدين عسكريين ونشطاء في المعارضة السورية يصبون سيلا من الانتقادات لسياسات الرئيس أوباما تجاه سوريا متهمين هذه الإدارة بأنها تدعم نظام الأسد من خلال الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وحده دون النظام مع عدم وجود أي مؤشرات على أي استهداف للنظام وقواته. وذكرت أن الباحث في الشؤون الدولية أنتوني كوردسمان والذي يقدم النصح والمشورة للبنتاغون بين الحين والآخر وصف السياسة الأمريكية في سوريا بأنها “تمثل فوضى استراتيجية” في مؤشر على ضبابية الموقف الأمريكي وعدم وضوحه.
والجدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بعدما أبعدت عن منصبها وجهت انتقادات لسياسة بلادها الخاطئة تجاه سوريا. وهي قد سارت في هذه السياسة الخاطئة طوال وجودها في منصبها ونفذت تعليمات الإدارة، وكذلك السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد بعد إبعاده عن منصبه انتقد سياسة بلاده تجاه سوريا، ولكنه هو الآخر سار في السياسة نفسها وهو في منصبه ونفذ تعليمات إدارته. فيظهر أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بفشل في سياساتهم وهم موافقون عليها وسائرون عليها لأن سياستهم قد تحطمت أمام صخرة الثورة السورية الصلبة التي لم تلن تجاههم، فينتقدون سياسة بلادهم بعد إبعادهم. ولكن هذه المرة فإن وزير الدفاع وهو ما زال في منصبه ينتقد هذه السياسة مما يدل على مدى الشعور بالإحباط الذي يصيب هذه الإدارة لعدم قدرتها على إنجاح مشروعها. وقد بات الجميع ينتقد سياسة أمريكا في سوريا، فهي تسكت عن جرائم النظام وقد بلغت عنان السماء وتركز على تنظيمات معينة تحارب النظام في دلالة واضحة على حمايتها لهذا النظام حتى تقضي على التنظيمات الإسلامية المخلصة وتأتي بالمرتزقة الذين تطلق عليهم اسم السوريين المعتدلين ليوافقوها على مشروعها في تثبيت النظام العلماني ومن ثم إيجاد بديل لعميلها بشار أسد.
وقد ذكرت الأنباء أن نظام الأسد كثف من هجماته على أهل سوريا في هذه الفترة التي بدأت أمريكا فيها بشن غاراتها على التنظيمات الإسلامية. وقد نفذ خلال العشرة أيام الأخيرة 769 هجوما على الأقل بينها براميل متفجرة في الكثير من المناطق في سوريا فقتل 221 شخصا على الأقل ثلثهم من الأطفال وجرح المئات. بينما قتلت قوات التحالف الصليبي خلال هذه الفترة حوالي 350 من المسلحين المنتمين للحركات الإسلامية.
وبذلك فُتحت على أهل سوريا جبهتان؛ جبهة النظام الإجرامي ومعه حلفاؤه من إيران وحزبها في لبنان، وجبهة التحالف الصليبي بقيادة أمريكا مباشرة حتى يهزموا الثورة ويجهضوا مشروعها الإسلامي ويحافظوا على النظام العلماني وتبعيته لأمريكا.
————–
الرئيس التركي يطلب من التحالف الأمريكي ضرب إدلب وحماة وحمص:
نقلت وكالة رويترز في 2014/10/31 تصريحات الرئيس التركي أردوغان في باريس بعد محادثاته مع الرئيس الفرنسي أولاند قوله: “لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص وبينما تخضع 40% من الأراضي العراقية لسيطرة الدولة الإسلامية. فلماذا لم يتحرك التحالف الدولي في مناطق أخرى”. وقد صرح قبل ذلك في أنقرة قائلا: “إن الولايات المتحدة أخطأت بإسقاط إمدادات عسكرية جوا على المقاتلين الأكراد لأن بعض هذه الأسلحة استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.
فأردوغان يظهر كأنه يعترض على سياسة التحالف الصليبي المساند له، ولكنه في الحقيقة لا يعترض عليه، بل يطلب توسيع ضربات هذا التحالف لتشمل مدناً سورية أخرى. وهو لا يعترض على تقديم الأسلحة لعملاء أمريكا في كوباني ولكنه يريد ألا تصل إلى أيدي المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، فاعترض على إلقائها جوا مما جعل بعضها يقع في أيدي تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق في عين العرب. وبذلك يظهر أردوغان مدى ارتباطه بالسياسة الأمريكية فإنه لا يعترض على جوهرها وإنما يعترض على بعض الأساليب أو الشكليات أثناء تنفيذ هذه السياسة. حيث اعترض في وقت سابق على إرسال عناصر الحزب الكردستاني عبر تركيا إلى عين العرب للمحاربة بجانب عناصر هذا الحزب العميل لأمريكا ولكنه وافق على عبور عناصر باسم البشمركة إلى هناك. ولم يعترض على الضربات الأمريكية على أهل سوريا الذين يتصدون للنظام ولكنه طلب أن تشمل هذه الضربات مواقع للنظام حتى لا تنفضح السياسة الأمريكية وتظهر على أنها داعمة للنظام وأنها تتصدى مباشرة لأهل سوريا الثائرين وحتى لا يقع هو في حرج أمام الناس بسبب سيره في هذه السياسة الأمريكية التي تهدف إلى المحافظة على النظام السوري وهو يدعي وقوفه بجانب الشعب السوري. وهو يدعم عملاء أمريكا من عناصر الائتلاف السوري وما يطلق عليهم اسم المعتدلين القابعين في فنادق تركيا. وهكذا هي سياسة أردوغان تراه لا يعترض على جوهر السياسة الأمريكية وهو سائر فيها ولكنه يظهر اعتراضه على بعض الشكليات والأساليب أثناء تنفيذها، وذلك لخداع الناس المؤيدين له ليظهر كأنه معارض للسياسة الأمريكية وأنه يقف مع الشعب السوري الذي خذله أكثر من ثلاث سنوات وهو يقول لن نسمح بتنفيذ حماة ثانية فارتكب هذا النظام الإجرامي أضعاف أضعاف حماة وما زالت مجازره مستمرة بالإضافة إلى مجازر حلفائه الأمريكان المباشرة.
————–
أمريكا تعلن أنها تقف وراء النظام المصري في إقامة منطقة عازلة:
نقلت وكالة فرانس برس في 2014/10/31 تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي تأييد بلادها مصر إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة فقالت: “بالطبع نحن نعتقد أن مصر محقة في اتخاذ خطوات لضمان أمنها، ونفهم التهديد الذي يواجهونه من سيناء” وأضافت “نحن نواصل تشجيعهم كذلك على أن يأخذوا في الاعتبار أولئك الذين سيتم ترحيلهم نتيجة ذلك”. وقالت: “إنهم يعملون على وضع الخطة ونحن نواصل تأييد جهودهم لاتخاذ خطوات للدفاع عن حدودهم”.
وكان النظام المصري قد أعلن في 2014/10/29 البدء بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة بإخلاء مئات المنازل في مدينة رفح في شمال سيناء وستكون هذه المنطقة العازلة بطول 10 كيلو مترات وعرض 500 متر وستقام على مرحلتين وسيتم إجلاء 1100 أسرة تقيم في 800 منزل. وذكرت الوكالة أن أمريكا تعتبر مصر حليفا رئيسيا في القتال ضد الإسلاميين المتطرفين في المنطقة.
فهنا تعلن أمريكا بكل وضوح عن أنها تقف وراء النظام المصري وهي تدعمه في حربه على الجماعات التي تريد أن تجاهد لتحرير فلسطين من براثن يهود، أي تدعمه في حماية كيان يهود تحت ذريعة حماية حدود مصر التي أعلن فيها النظام التزامه بالمعاهدات الخيانية التي وقعها مع كيان يهود برعاية أمريكية على عهد أنور السادات عام 1979. ويظهر أن إقامة هذه المنطقة العازلة هي خطة أمريكية يهودية ينفذها النظام المصري، حيث يظهر أن سياسة تدمير الأنفاق التي نفذها النظام بجانب العدو اليهودي في حربه الأخيرة على غزة ليست كافية لعزل غزة والتشديد في حصرها وخنق أهلها ومنع التواصل بين أهلها وأهل سيناء الذين يرفضون الصلح مع يهود كغيرهم من أهل مصر.