الجولة الإخبارية 2014-10-31م
العناوين:
• آلان غرينسبان، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، يدعو للعودة إلى معيار الذهب
• آخر فلول القوات الأميركية والبريطانية تغادر الأراضي الأفغانية جواً
• تقرير: 12% فقط من الأشخاص الذين قتلوا بغارات الطائرات الأميركية من دون طيار في باكستان تم التعرف عليهم كمجاهدين
التفاصيل:
آلان غرينسبان، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، يدعو للعودة إلى معيار الذهب:
يبدو وكأن العالم كان ينقصه خبراء اقتصاديون جدد يُبشرون بقرب نهاية الكون فينصحون المستثمرين بالاستثمار في الذهب تحوّطاً لوقوع كارثة مالية. إلا أنه وحتى وقت ليس ببعيد، لم يكن في وسع أحد من هؤلاء الادعاء بأنه رئيس سابق لبنك الاحتياطي الفدرالي. ومع ذلك، تحدث آلان غرينسبان، الرئيس الأسطوري لبنك الاحتياطي الفدرالي، الذي كان مراقبو الأسواق يترقبون كل كلمة ينطق بها في الماضي بكل عناية وتلهف، تحدث يوم الأربعاء الماضي، في الوقت الذي كانت فيه لجنة السوق الحرة لدى البنك تعدّ العدة للإعلان عن انتهاء برنامج شراء السندات الذي يعرف ببرنامج التخفيف الكمّي والذي استمر مدة عام كامل، فوقف أمام مجلس العلاقات الخارجية ونصح المستمعين أنه في ظل الظروف الحالية يمكن أن يكون الذهب استثماراً جيداً. وقد أفاد مراسل صحيفة وول ستريت جورنال مايكل س. ديربي بأن “السيد غرينسبان قال أن الذهب موضع جيد توضع فيه الأموال هذه الأيام نظراً لقيمته كعملة خارج إطار السياسات التي تطبقها الحكومات”.
إن غرينسبان تحدث داعياً لاعتماد الذهب في عدد من المواضع في الآونة الأخيرة. غير أنه عندما ظهر أمام مجلس العلاقات الخارجية يوم الأربعاء لم يقف عند هذا الحد فحسب. إذ كان بنك الاحتياطي الفدرالي على وشك إصدار إعلان مهم بشأن انتهاء برنامج التخفيف الكمّي، الذي قام البنك بموجبه بشراء سندات تصل قيمتها تريليونات الدولارات في إطار محاولته لإبقاء معدلات الفائدة منخفضة وتحفيز الاستثمار. فقد وجه غرينسبان صفعة قوية لذلك البرنامج حينما أبدى بعض الملاحظات المفاجئة المدهشة. حيث قال الرئيس السابق لبنك الاحتياطي بين 1987 و 2006 إن برنامج التخفيف الكمّي فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية. وذلك أن برنامج شراء السندات “لم يحقق الغرض منه” كوسيلة لزيادة الطلب من قبل المستهلكين، بالرغم من أنه نجح في زيادة أسعار السندات. ولقد كان قرار غرينسبان بكشف تحليله على الملأ لمدى فاعلية برنامج التخفيف الكمّي، في اليوم الذي كان فيه زملاؤه سابقاً يستعدون لإعلان انتهاء البرنامج، لافتاً؛ إن لم يكن لشيء، فعلى الأقل لأنه كان إبان ترؤسه للبنك مشهوراً برغبته القوية في عدم إعطاء وسائل الإعلام المالي إلا القليل، أو لا شيء البتّة، مما كان يمكن تحليله بشأن عملية صنع القرارات لدى البنك المركزي. [صحيفة The Fiscal Time].
إن التخفيف الكمّي من خلال طبع المزيد من الدولارات بغية حل مشاكل العالم الاقتصادية في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008 ما كان له أن ينجح أبداً، وهذه حقيقة لا مكان للجدال فيها. وها هو السيد غرينسبان، أحد أشد الدعاة للتخفيف الكمّي صلابة يطلع علينا الآن ليروّج ويشجع الاستثمار في الذهب كحاجز صدّ أمام انهيارٍ اقتصادي. ولن تمضي مدة طويلة قبل أن يصبح غرينسبان وغيره من روّاد الدعوة للعودة إلى معيار الذهب من جديد.
—————
آخر فلول القوات الأميركية والبريطانية تغادر الأراضي الأفغانية جواً:
قام أسطول من الطائرات والطائرات المروحية يوم الاثنين بترحيل آخر فلول القوات الأميركية والبريطانية جواً من قاعدة رئيسية في جنوب أفغانستان، وذلك بعد يوم واحد من إغلاق التحالف الدولي لهذا المرفق العملاق وتسليمه للجيش الأفغاني. وكانت عملية سحب العسكر وإغلاق القاعدة في مقاطعة هلمند إحدى أكبر العمليات التي جرت في إطار طي صفحة المهمة القتالية الدولية في أفغانستان، بعد 13 عاماً من الإطاحة بنظام حركة طالبان الإسلامية الراديكالية. وقد مرت عملية انسحاب يوم الاثنين بسلام باعتبارها جزءًا من انسحاب مخطط له، إلا أنه كان هناك شعور بأن الأمر مألوف بين بعض الجنود. لكن ضابط الاتصالات في مشاة البحرية النقيب آنتوني نغويين، ابن 33 عاماً وهو أميركي من أصل فيتنامي من مدينة هيوستن في تكساس قال: “كان هذا الانسحاب أمراً فوق واقعي [سوريالياً]. إننا لسنا لاجئين أو أي شيء من هذا القبيل، لكنه يذكّرني بمشاهد حرب فيتنام، مشاهد ناس يركضون صوب المروحيات… تماماً مثل هذا الاندفاع الجنوني نحو الطائرة”. ويشار إلى أن سحب العساكر الأميركيين والبريطانيين المتبقين هؤلاء من القاعدة المشتركة المسماة معسكر ليثرنيك ومعسكر بوستيون قد جرت على مدى 24 ساعة بواسطة رحلات طائرات مكوكية شبه متواصلة بين هلمند ومطار قندهار الذي يعدّ عقدة المواصلات الجوية في جنوبي أفغانستان.
وقد كانت قوة مشاة البحرية للتدخل السريع في أفغانستان هي آخر وحدة مشاة بحرية في البلاد، بينما كانت القوات البريطانية في هلمند هي آخر وحدات عسكرية بريطانية مقاتلة في أفغانستان. وبحلول كانون الثاني/يناير 2015 لن يبقى في البلاد سوى 12500 عسكري، 9800 منهم أميركيون، لتدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية التي تم بناؤها من الصفر تقريباً خلال السنوات الأخيرة. أما الرقيب أول كينيث أوزوود، من مدينة أومني في ويست فرجينيا، الذي كان أحد الأعضاء القليلين من السرب الجوي الذي شارك في عمليات سحب القوات من العراق وفي النقل الجوي من هلمند معاً، فقد قال: “إن الأمر مختلف كثيراً هذه المرة. … عندما قمنا بإغلاق المعسكر في العراق، ووصلنا إلى وُجهتنا خارجه، أخبرونا بأنه لم تُطلق علينا رصاصة واحدة غضباً على مدى سنوات. ولكن ما إن جئنا إلى هنا حتى بدأوا، وما زالوا، يطلقون النار علينا. يبدو أن المسألة هنا لم تنتهِ. وكل ما نفعله هنا لا يعدو كونه تسليم الأمر إلى ناسٍ آخرين ليقوموا بالقتال.” [صوت أميركا].
ها هي القوات الصليبية تغادر أفغانستان ذليلة مهزومة، شاهدةً على نفسها بأنها بعد قضاء 13 عاماً من التقتيل والتدمير فيه لم تحقق شيئاً. كما لم يلقَ البريطانيون والأميركيون من أهل أفغانستان إلا البغض والكره العميق. ولن يلبث الـ 12500 جندي الذين بقوا في أفغانستان طويلاً حتى يخرجوا جارّين وراءهم ذيول الخيبة.
—————
تقرير: 12% فقط من الأشخاص الذين قتلوا بغارات الطائرات الأميركية من دون طيار في باكستان تم التعرف عليهم كمجاهدين:
وجد بحث أجراه مكتب الصحافة الاستقصائية، وهو منظمة إخبارية مستقلة تتخذ من جامعة City في لندن مقراً لها، أن ما لا يزيد على 12% فقط من ضحايا غارات الطائرات الأميركية من دون طيار في باكستان أمكن التعرف عليهم على أنهم مجاهدون. كما وجد الباحثون حسب تقرير أصدرته المنظمة أن أقل من 4% ممن قُتلوا تم التعرف عليهم على أنهم أعضاء في منظمة القاعدة. وقال التقرير أنه من بين الـ 2379 ضحية من الضحايا الذين تم اكتشافهم جراء غارات الطائرات من دون طيار بين حزيران/يونيو 2004 وتشرين الأول/أكتوبر 2014، تم التعرف على 704 ضحايا فقط. قيل عن 295 منهم أنهم ينتمون إلى شيء يشبه جماعة مسلحة. ويزعم التقرير أنه كانت “هناك أدلّة إثبات ضئيلة” يمكن الاعتماد عليها لإثبات أن هؤلاء الأشخاص مسجَّلون “كمجاهدين”. وكان أكثر من ثلث هؤلاء غير مصنفين على أنهم ذوو رُتب [عالية] في منظماتهم الجهادية، ولم يكن نحو 30% من هؤلاء الأشخاص على علاقة من أي نوع بجماعة محددة.
كما لم يكن في الإمكان التعرف إلا على 84 من الأشخاص المصنفين مجاهدين على أنهم أعضاء في منظمة القاعدة، وهو ما يعادل أقل من 4% من المجموع الكلي لعدد القتلى. وتبدو النتائج التي توصل إليها المكتب مناقضة لتصريحات وزير الخارجية جون كيري الذي ادعى السنة الماضية أن غارات الطائرات الأميركية من دون طيار استهدفت “أشخاصاً إرهابيين من أخطر مستوى” فحسب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير قد تم إعداده كجزء من خطة “التعرف على أسماء الموتى”، وهو مشروع يرمي إلى تحديد أسماء الأشخاص الذين قتلتهم الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في باكستان وتجميع بعض المعلومات التفصيلية عنهم. يذكر أنه بشن غارة حديثة في تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام وصل العدد الإجمالي لضربات الطائرات من دون طيار 400 غارة، وذلك منذ أول غارة تم الكشف عنها في 2004. [صحيفة نيوزويك]
ما هذا إلا دليل لا لبس فيه على أن أميركا تخوض حرباً ضد الإسلام والأمة الإسلامية كلها دون استثناء. وها هي القوات والجيوش الأميركية لا تفرّق بين مقاتلين أو مدنيين؛ وتعمل بلا حسيب أو رقيب، بينما هي تقدّم المواعظ الكاذبة عن قيم الحرية واحترام حقوق الإنسان. وقل مثل ذلك عن حروبها الآلية العمياء في بلاد المسلمين الأخرى كالصومال واليمن والعراق وأفغانستان وغيرها. وقد حان الوقت لتنهض الأمة الإسلامية وتضع حداً لهذه الهجمات بخلع حكامها الطغاة الذين يعينون أميركا ويدعمونها في هجمتها الصليبية الشريرة. ولن يتحقق للأمة ذلك إلا بإعادة إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاض هذه الأنظمة التي تقف إلى جانب أميركا وحلفائها.