Take a fresh look at your lifestyle.

جائزة الإبداع لنساء الريف في السودان؛ السم في الدسم

 

اطّلع مساعد رئيس الجمهورية د. جلال يوسف الدقير خلال لقائه اليوم بالقصر الجمهوري وفد الاتحاد العام للمرأة السودانية برئاسة الأمين العام للاتحاد د. إقبال جعفر الحسين اطلع على أنشطة ومشروعات الاتحاد وترتيبات الاتحاد العام للمرأة السودانية لبدء فعاليات جائزة الإبداع لنساء الريف والتي تنطلق غداً ضمن احتفالات البلاد باليوم العالمي للمرأة الريفية.

وأكد د. الدقير تبني ودعم رئاسة الجمهورية للمرأة الريفية بقيام المشروع القومي لتنمية المرأة الريفية حتى تلبي المرأة الريفية كافة احتياجاتها، وتنفيذ مشروعات التكافل والإنتاج الأسري الصناعي والزراعي والخدمي لحماية الأسرة من الفقر عبر توفير وسائل لكسب العيش الشريف مؤكدا اهتمام الدولة بالمرأة.
وثمن دور الاتحاد وجهوده في تنمية المرأة اجتماعياً واقتصادياً في سائر مجالات الحياة العامة وتفجير طاقاتها بإتاحة الفرص المتكافئة في العمل والإنتاج. وقالت الدكتورة إقبال جعفر أنها أطلعت مساعد رئيس الجمهورية على سير الاستعدادات الجارية لقيام الورشة الإقليمية لكل الاتحادات والتنظيمات النسوية على مستوى القارة الأفريقية في الحادي والثلاثين من يناير القادم بالخرطوم بمناسبة مرور عشرين عاماً على منهاج بكين 1995 بهدف تكوين منظمة وكيان للمرأة الأفريقية. (الخرطوم 17-11-2014 سونا).

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها المؤرخ في 18 ديسمبر 2007م الخامس عشر من تشرين الثاني بوصفه يوماً عالمياً للمرأة الريفية وذلك تسليماً منها بما تضطلع به النساء الريفيات بمن فيهن نساء الشعوب الأصيلة من دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الريف.

وجاء على موقع الأمم المتحدة (اليوم العالمي للمرأة الريفية) إن تمكين النساء الريفيات ليس فقط أساسيا لتحقيق رفاه الأفراد والأسرة والمجتمعات الريفية لكن أيضا عاملاً رئيسيا لتحقيق الإنتاجية الاقتصادية الشاملة حيث تشكل النساء الريفيات جزءا كبيراً من قوة العمل الزراعي في جميع أنحاء العالم.

ومن المشاريع التي تتاح للمرأة الريفية بتمويل من بعض الوكالات، مشاريع زراعية ورعوية بالإضافة للمشاريع الصحية خاصة صحة الأمومة والطفولة والاستشارات الطبية في ما عرف بالصحة الجوارحية مع منظومة ندوات للتبصير بأهداف تنمية المرأة الريفية وهي تصب في سياق معاناة المرأة من مختلف صور التمييز النوعي وعدم المساواة في الوصول إلى مورد الأرض والائتمان والتعليم والصحة والدخل والخدمات الإرشادية وتلعب العادات والتقاليد والأعراف السائدة دورا محوريا في ترسيخ التمييز النوعي بين الجنسين، وتعد عملية التركيز على إرشاد المرأة الريفية إحدى الوسائل المهمة في تطوير المرأة وتمكينها من ممارسة دور فعال وحيوي في مجتمعها، من ضمن البرامج المهمة.

مما سبق ذكره يتضح بصورة جلية أن تنمية المرأة الريفية ما هي إلا تسويق لمفاهيم وأفكار الحضارة الغربية الرأسمالية التي فشلت في جلب السعاده للمرأة بل غرّتها بالأماني وتحقيق الذات فجعلتها مع الرجل في عداء مستحكم تبحث بكل ما أوتيت من قوة أن تسلبه حقوقه الطبيعية من حق النفقة عليها والعمل خارج المنزل لتقوم به هي متسلحة بأوهام (حقوق المرأة) فأرهقت نفسها وحمّلتها فوق طاقتها وساعدت في انقطاع النسل البشري، فهي غير متفرغة، هي تعمل ولا تستطيع الإنجاب، وكأننا نشاهد ذلك المسلسل الكرتوني الذي يحكي قصة لأسرة تتبنى مجموعة أبناء، وتعمل المرأة ليل نهار والأب يجلس لمشاهدة التلفاز ورعاية الأطفال، أإلى هذه الحال وصلنا مع حكومة الإنقاذ التي تدعي أنها ذات مشروع حضاري؟!

وإذا كان ثمة اهتمام بالمرأة كما يدعي مساعد الرئيس فليتركوا المرأة الريفية في حالها تنتج من أرضها مع زوجها وأبنائها دون تسويق لأفكار الغرب الكافر عدو الله ورسوله والمؤمنين، فالفرص المتكافئة التي ذكرها مساعد الرئيس هي عين المساواة التي يروج لها الغرب عبر أولئك الساسة الغرباء عن أمتهم العريقة في الفكر والحضارة، والتي منحت المرأة مكانة مرموقة فكانت أم المؤمنين التي ينهل من علمها العلماء، وكانت قاضية الحسبة، وكانت الطبيبة والمجاهدة! لذا لم يعرف في الفقه الإسلامي وكتبه يوما مساواة أو عدم مساواة، بل لكلٍّ حقوق وواجبات ربانية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

وأخيرا إن كان قيام الاتحادات الأفريقية التي ذكرتها السيدة إقبال في يناير القادم هو بمناسبة مرور عشرين عاماً على فضيحة بكين تلك الوثيقة التي لعنها كل عاقل كافر أو مسلم والتي هي تأصيل وامتداد لاتفاقية سيداو اللعينة، والتي عولمت القيم الغربية لأن الدول الغربية لم تكتف بضياع نسائها بين براثن الخروج للعمل ومخالطة ذئاب بشرية تستعملها سلعة رخيصة في الإعلانات بإظهار جسدها، أو ضياعهن بالممارسة الجنسية الحرة ـ الزنا ـ خارج نطاق الأسرة مع الزميل أو الصديق، أو ضياعهن وأبنائهن من خلال هجر المنزل، وتربية أبنائهن الذين يشبُّون على ما شبت عليه الأمهات والآباء، ولكنها عمدت إلى تدويل مثل تلك الثقافات وعولمتها على بقية شعوب العالم، حتى تصير مسخًا لا هوية لها إلا ما يرسمه لها الغرب الأمريكي بفرشاته القذرة التي ما فتئت ترسم بألوان باهتة حياة معتنقي مثل تلك الأفكار.

نحن مسلمات ولن تمر مثل هذه المؤامرات علينا ونحن بلا حراك، بل ستكون هذه بحول الله نهاية آخر قناع تتدثر به حكومة الإنقاذ التي صدعت رؤوسنا بتزكية المجتمع عن فراغ وهي تجلب ما يدنس المجتمع ويزيد انحطاطه وسنبذل الغالي والنفيس في صراع فكري وكفاح سياسي لفضح هذه المؤامرات وإبدالها بشرع الله، حياة اجتماعية في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حيث النساء شقائق الرجال؛ التقيات النقيات العفيفات. ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ [غافر: 41].

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار

 

 

2014_11_20_Art_Innovation_Award_for_rural_women_in_Sudan_AR.pdf