خبر وتعليق تفريط بالأمور بدل رعاية الشؤون في بلاد عقبة بن نافع
الخبر:
العربية: أعلنت السلطات المغربية عن ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي من المغرب إلى 32 قتيلاً، فيما لا يزال 9 أشخاص في عداد المفقودين. وانتشلت فرق الإنقاذ الجثث التي جرفتها سيول وادي “تلمعدرت” حوالي 14 كيلومترا شمال مدينة كلميم، وسيول وادي “تمسورت” حوالي 7 كيلومترات عن مدينة بويزكارن في الجنوب الشرقي للمغرب. فيما تم إنقاذ 9 أشخاص من الموت غرقا، بعد فيضانات غير مسبوقة منذ عقود في المنطقة، على إثر أمطار استثنائية هطلت منذ يوم الخميس الماضي مع توقعات باستمرار هطول الأمطار. وتواصل فرق تتكون من تقنيين من وزارتي الداخلية والتجهيز والنقل، بمساعدة من الجيش والدرك، عمليات إعادة تشغيل الطرق البرية المقطوعة وإجلاء السكان في القرى المنكوبة بالفيضانات، فيما قال شهود عيان لمراسل العربية عبر اتصالات هاتفية إن “هذه الأمطار غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي”. وتستمر عزلة مدن كورزازات وطاطا في إقليم الجنوب الشرقي، جراء انقطاع الطرق بعدما فاضت عليها مياه الوديان وتم تدمير جزء منها نتيجة قوة اندفاع المياه.
التعليق:
المغرب – بلاد عقبة بن نافع – والتي هي الآن بلد السياح! المغرب بلد السياحة التي تجلب للبلاد ثروة مالية تغرق لسوء الرعاية، سبحان الله كيف تتجرأ السلطات المغربية على إعلان هذا الخبر! ألم تسمع السلطات المغربية حديث الرسول عليه الصلاة والسلام «والإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته»؟! فالرعاية المنوطة برقبة الحكام تستوجب منع أي خطر يحيق بالرعية. فلو كانت الحكومة المغربية تقوم فعلا بالرعاية لاهتمت بالبنية التحتية ولعملت دراسة شاملة قبل فصل الشتاء للمصارف التي تصرف هذه المياه، للحيلولة دون حدوث تلك الفيضانات، والتي أدت بالإضافة إلى الخسائر المادية إلى قتل 32 إنساناً.. أرواح تزهق بسبب سوء الرعاية! والأنكى من ذلك أن الطرق البرية قد انقطعت والسكان يتم إجلاؤهم من أماكن سكناهم بدلا من المسارعة إلى تعمير الطرق وإعداد خطط لمنع وتصريف الفيضانات التي تحصل في البلاد. أين سيتم إجلاؤهم؟! وتحت أي ظروف سيعيشون!
فيا حكومة المغرب ألا يوجد حشد من المهندسين والمختصين للعمل على الإسراع في البناء وعلاج ما حصل؟! فلو نظرنا نظرة يسيرة إلى التاريخ العمراني في المغرب لوجدنا أنه من السهل معالجة الأمر لو اهتمت الحكومة بذلك، ولكن الحكومة لم تشرع إلا بإعداد طواقم الإنقاذ وهذا وحده غير كافٍ، فالأمر جلل ويستحق أكثر من ذلك، كيف لا والخبر يقول أنه من المتوقع هطول كميات أكثر من الأمطار والثلوج أيضاً، ولكن في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول كما قال رسولنا الكريم «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه». اللهم اشقق على حكام المغرب كما شقوا على رعيتهم؛ فمال أهل المغرب أولى أن يوضع لعلاج البنية التحية للبلاد بدلاً من أن يهدر في البذخ والإنفاق على العائلة المالكة مثلما حصل قبل أيام في الاحتفال بحفل زفاف شقيق الملك الأمير رشيد، ذلك الاحتفال الذي استمر عدة أيام وكلف مبالغ طائلة من ميزانية الدولة، حتى إن فنادق المدينة قد امتلأت بالحضور مما استدعى إلى حجز فنادق في مدن مجاورة للعاصمة الرباط. المال الذي أنفق في بناء الحدائق والاهتمام بها فقط لجلب السياح، مثل حديقة التجارب النباتية في الرباط وحدائق المنارة في مراكش وحدائق قصر الباهية في مراكش، ورياض العشاق تطوان، والقائمة تطول في إهدار مال الأمة. الأولى أن يوضع هذا المال لرعاية أهل المغرب وضمان حاجياتهم الأساسية على الأقل. وبعد هذا إن بقي مال ينفقه حكام المغرب في الكماليات لأهل بلدهم، ولكن ليس قبل توفير الأساسيات والرعاية الحقيقية لهم. رحمك الله يا عمر بن الخطاب ورضي عنك، فقد قلت حين طلبوا كسوة الكعبة: (بطون المسلمين أولى).. ونحن نقول أرواح المسلمين أولى بمال يوضع بمكانه في رعايتهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماريا القبطية