كتاب إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي ح2
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا إِروَاءُ الصَّادِي مِنْ نَمِيرِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ نَعِيشُ وَإِيَّاكُمْ فِي ظِلالِ آيَةِ الافتِتَاحِ التِي افتَتَحَ بِهَا العَالِمُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ كِتَابَ النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ فِي الإِسلامِ, وَهِيَ قَولُهُ تَعَالَى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). (القصص 77)
للهِ دَرُّ هَذَا العَالِمِ الجَلِيلِ كَمْ كَانَ مُوَفَّقاً في اختِيَارِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ لِتَكُونَ آيَةَ الافتِتَاحِ التِي افتَتَحَ بِهَا كِتَابَهُ كِتَابَ النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ فِي الإِسلامِ! وَلَعَلَ سَائِلٍ يَسأَلُ: مَا عَلاقَةُ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ بِالنَّظَامِ الاقتِصَادِيِّ؟
لِلإِجَابَةِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ: هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ هِيَ الآيَةُ السَّابِعَةُ وَالسَّبعُونَ مِنْ سُورَةِ القَصَصِ, وهِيَ خِطَابٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِوَصفِهِ نَبِيًا وَبِوَصفِهِ حَاكِمًا, وَمَعلُومٌ أَنَّ خِطَابَ اللهِ لِنَبِيِّهِ هُوَ خِطَابٌ لأُمَّتِهِ مُنذُ أنْ بَعَثَهُ اللهُ نَبِيًا إِلَى يَومِ الدِّينِ, فَهِيَ خِطَابٌ لِكُلِّ المُؤمِنينَ بِهِ عَلَى مَرِّ العُصُورِ وَالأَزمَانِ! هِيَ خِطَابٌ لِلمُؤمِنِينَ بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنْ أَلوَانِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَجِنسِيَّاتِهِمْ وَمُستَوَيَاتِهِمْ سَوَاءٌ أَكَانُوا حُكَّامًا أَم مَحْكُومِينَ.
وَبِنَاءً عَلَى هَذَا التَّأصِيلِ وَهَذَا الفَهْمِ يُمكِنُنَا أَنْ نَقُولَ: لَمَّا كَانَ الاقتِصَادُ يَعنِي تَدبِيرَ شُؤُونِ المَالِ, وَلَمَّا كَانَ المَالُ هُوَ كُلُّ مَا يُتَمَوَّلُ للانتفاع بِهِ, وَلَمَّا كَانَ المَالُ كُلُّهُ مَالُ اللهِ, هُوَ مُعطِيهِ وَوَاهِبُهُ, وَهُوَ وَحْدَهُ الخَالِقُ الرَّازِقُ, وَهُوَ وَحْدَهُ الحَاكِمُ وَالمُشَرِّعُ, يُبَيِّنُ أَسبَابَ تَمَلُّكِ المَالِ وَسُبُلَ إِنفَاقِهِ, فَقَدْ وَرَدَتْ فِي الآيَةِ الكَرِيمَةِ ثَلاثُ كَلِمَاتٍ تَشمَلُ اقتِصَادَ العَالَمِ بِأَسْرِهِ مُنذُ أنْ خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ إِلَى يَومِ الدِّينِ! فَمَا هِيَ هَذِهِ الكَلِمَاتُ الثَّلاثُ يَا تُرَى؟ إِنَّهَا قَولُ اللهِ المُنعِمِ المُتَفَضِّلِ: (فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ) فَهُوَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ الخَلْقِ, وَمَالِكُ المُلْكِ, وَوَاهِبُ الرِّزقِ, وَصَدَقَ اللهُ العَظِيمُ حَيثُ قَالَ: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعمَةٍ فَمِنَ اللهِ). (فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ) لَو حَاوَلْنَا تَفسِيرَهَا لاحتَجنَا إِلَى عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ المُجَلَّدَاتِ؛ لأَنَّ “مَا” كَمَا يَقُولُ
عُلَمَاءُ العَرَبِيَّة هِيَ اسمٌ مَوصُولٌ مِنْ أَلفَاظِ العُمُومِ, وَتَشمَلُ كُلَّ مَا سَخَّرَهُ اللهُ لِلإِنسَانِ, وَأنعَمَ بِهِ عَلَيهِ!
إنَّ خيرَ مَنْ طبَّق قولَهُ تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) بَعدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِيقُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ, فَقَدْ وَهَبَهُ اللهُ عَقلاً مُفَكِّراً, وَأَعطَاهُ جِسمًا عَلَى البَلاءِ صَابرًا, وَأسبَغَ عَليهِ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً, فَمَنَحَهُ الصِّحةَ وَالعَافِيةَ, وَآتاهُ اللهُ مِنَ الأَبنَاءِ وَالبَنَاتِ مَا تَقرُّ بِهِ عَينُهُ, فَقَد آتَاهُ مِنَ الأبنَاءِ عَبدَ اللهِ, ومِنَ البناتِ أَسمَاءَ, وَآتاهُ مِنْ تَجَارَتِهِ الكَثِيرَ مِنَ المَالِ نَقداً, وَآتاهُ مِنَ المَالِ أغنَاماً كَثِيرةً بَارَكَ لَهُ فِيهَا, وَكَانَ لهُ راعٍ لِلأَغنَامِ يَعمَلُ عِندَهُ اسمُهُ “عَامِرُ بنُ فُهَيرَةَ”, وَدَلِيلٌ قَصَّاصٌ لِلأَثَرِ, يَستَأجِرُهُ فِي أيِّ وَقْتٍ يَشَاءُ, اسمُه “عَبدُ اللهِ بنُ أُريقِط”.
إنَّ كُلَّ مَا ذَكَرناهُ مِمَّا وَهَبهُ اللهُ وأعطاهُ لأَبِي بَكرٍ, دَاخِلٌ فِي مَعنَى “مَا” وَيَندَرِجُ تَحْتَ قَولِهِ تَعَالَى: (فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ). فَمَاذَا فَعَلَ أبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ بِمَا آتَاهُ اللهُ تَعَالَى؟ لَقَدْ سَخَّرَهَا جَمِيعُهَا فِي خِدمَةِ الدَّعوَةِ الإِسلاميَّة, فِي وَقْتٍ مِنْ أَشَدِّ الأَوقَاتِ خَطَرًا عَلَيهَا, وَفِي ظَرفٍ مِنْ أَصْعَبِ الظُّرُوفِ, أَلا وَهُوَ يَومُ الهِجرَةِ مِنْ مَكَّةَ المُكَرمَّةِ إِلَى المَدِينَةِ المُنوَّرَةِ, عَاصِمَةِ الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ التِي أَرْسَى قَوَاعِدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم. فَمَاذَا فَعَلَ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ؟ لَقَدْ أَتَى بِمَالِهِ كُلِّهِ, وَوَضَعهُ أمَامَ رَسُولِ اللهِ, فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ: «مَاذَا أبقَيتَ لأهلِكَ يَا أبَا بَكر؟» فَقَالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: “أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَه!”. ممَّا جَعَلَ أَحَدَ شُعراءِ الكفَّار يُعرِّضُ بِهِ قَائِلاً:
أطَعنَا رَسُولَ اللهِ سِتِّينَ حُجَّـةً فَمَا لِرَسُولِ اللهِ مَا لأبي بَكْـرِ!
أيورثُها بكراً إذا مَا مَاتَ بعدَهُ تِلكَ لعَمري لَقاصِمَـةُ الظَّهرِ!
وَاشتَرَى رَاحِلَتَينِ: إِحْدَاهُمَا لِرَسُولِ اللهِ, وَالأُخرَى لَهُ؛ لِتُقِلاهُمَا أثناءَ الهِجْرَةِ فِي طَرِيقِهِمَا مِن مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ. وَكَلَّفَ ابنَهُ “عَبدَ اللهِ” أنْ يَنقُلَ الأَخبَارَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الغَارِ حَيثُ كَانَ يَختَبِئُ مَعَ رَسُولِ اللهِ. وَكَلَّفَ ابنَتَهُ “أسمَاءَ” أنْ تَجْلِبَ الطَّعَامَ إِلَى الغَارِ لَهُ وَلِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ استَأجَرَ الدَّلِيلَ “عبدَ اللهِ بنَ أُريقِط” لِيَدُلَّهُمَا عَلَى الطَّرِيقِ. وَكَلَّفَ رَاعِيَهُ “عَامِرَ بنَ فُهَيرَة” أنْ يَقُومَ بِطَمْسِ آثارِ الأقدَامِ لِيُضَلِّلَ المُشرِكِينَ الَّذِينَ يَبحَثُونَ عَنهُ.
وَكَانَ أبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَفتَدِى رَسُولَ اللهِ بِنَفسِهِ, فيُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلخَطَرِ بَدَلاً مِنهُ, لِذَلِكَ رَأينَاهُ يَدْخُلُ الغَارَ قَبلَ رَسُولِ اللهِ, حَتَّى إِذَا كَانَ هُنالِكَ خَطرٌ يَتَهَدَّدُ مَنْ يَدْخُلُهُ, وَاجَهَهُ أبُو بَكْرٍ بِنَفسِهِ فِدَاءً لِرَسُولِ اللهِ! وَكَانَ مِنْ شِدَّةِ خَوفِهِ عَليهِ يَمْشِي عَنْ يَمينِهِ تَارَةً, وَعَنْ يَسَارِه تَارَةً أُخرَى, وَيَمشِي أمَامَهُ تَارةً, وَخَلْفَهُ تَارَةً أخرى.
وَلمَّا سَأَلهُ رَسُولُ اللهِ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِذَا أنَا مِتُّ, فإنَّما أنا رَجُلٌ وَاحِدٌ, وَإِذَا مِتَّ أنتَ مَاتَتِ الأُمَّةُ كُلُّهَا! لَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ مَاقَدَّمَهُ أبُو بَكْرٍ, بَلِ اشتَرَى بِلالاً الحَبَشِيَّ رَضِيَ اللهُ عنهُ مِن سيِّدِه أميَّةَ بنِ خَلَفٍ, بِأَربَعِينَ إِوقِيَّةً مِنَ الذَّهَبِ, وَأعتَقَهُ لِوَجهِ اللهِ, حَتَّى قِيلَ: “إنَّ أبَا بَكْرٍ سيِّدُنا, وَأعتَقَ سيِّدَنا”.
أرأيتُمْ كَيفَ يُمثِّلُ أبو بَكْرٍ نَمُوذَجًا رَائِعًا مِنْ نَمَاذِجِ التَّضحِيَةِ وَالفِدَاءِ! وَكَيفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ, وَقَدْ تَتَلْمَذَ فِي مَدرَسَةِ النُّبوَّةِ عَلَى يَدِ النبيِّ المُعلِّمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ فَبِمِثْلِ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ تَنهَضُ الأمةُ الإِسلامِيَّةِ! وَبِمِثلِ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ تَتَسنَّمُ ذُرَى المَجْدِ, وتُصْبِحُ قَائِدَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ! وَبِمِثلِ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ تَحْيَا حَيَاةَ العِزَّةِ وَالكَرَامَةِ! وَبِمِثلِ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ تَنتَصِرُ عَلَى أعدَائِهَا! فَهَل عَقِمَتِ النِّساءُ أن يُنجِبنَ مِثلَ أبِي بَكْرٍ الصِّديق؟
الجَوَابُ كَلا وَألفُ كَلا, إنَّ هَذِهِ الأُمةُ الإِسلامِيَّةُ – وَللهِ الحَمْدُ وَالمنُّة – أمَّةٌ كَرِيمَةٌ مِعْطَاءَةٌ! وَهِيَ كَمَا وَصَفَهَا ربُّهَا وَخَالِقُهَا خَيرُ أمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, مَا دامَتْ تأمُرُ بِالمَعرُوفِ, وَتَنهَى عَنِ المُنكر! وَهِيَ كَالغَيثِ لا يُدرَى أَولُهُ خَيرٌ أم آخرُهُ! «الخَيرُ فِيَّ وَفِي أمَّتِي إِلَى يَومِ القِيَامَةِ». كَمَا أخْبَرَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيهِ. وَهَا هِيَ أمَّةُ الإِسلامِ فِي جَميعِ أقطَارِ العَالَمِ قَد بَدَأتْ تَستَفِيقُ مِنْ سُبَاتِهَا, وَتَصْحُو مِنْ غَفَوَتِهَا, وَتُدرِكُ غَايَتَها, وَتَنفُضُ عَنهَا غُبَارَ الذُلِّ وَالمَهَانَةِ, مُحَطِّمَةً حَاجِزَ الخَوفِ مِنَ الحُكَّامِ الظَلَمَةِ, وتَنتَفِضُ ثَائِرةً فِي وُجُوهِهِم, مُطالبةً إِيَّاهُمْ بِالرَّحِيل, وَمُضَحِّيةً بِدِمَائِهَا وَأروَاحِهَا رَخيصَةً فِي سَبِيلِ اللهِ! اللَّهُمَّ أَعِزَّنَا بِالإِسلامِ, وَأعِزَّ الإِسلامَ بِنَا يَا عَزِيز, اللَّهُمَّ وَاكتُبْ لأُمَّةِ الإِسلامِ مِيثَاقَ عزَّةٍ وَتَمكِين, وَوَثِّقْ لَهَا عَهْدَ نَصرٍ وَعِزٍّ وَتأيِيد, وَاحفْظ بِحِفْظِكَ, وَاكلأ بِعَينِكَ التِي لا تَغفَلُ وَلا تَنامُ, واكنُفْ بِكَنَفِكَ, وَاحفَظْ بِرُكنِكَ الذي لا يُرام, مَنْ أرَادُوا وَسَعَوا وَبَذَلُوا وَجَهِدُوا لاستِقْدَامِ أيَّامِ اللهِ وَأولِيَاءِ اللهِ وَجُندِ اللهِ غَالِبينَ مُنتَصِرِينَ!
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الَمولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
إعداد وتنسيق
الأستاذ محمد أحمد النادي