خبر وتعليق استضافة البابا في تركيا بوابلٍ من الإطراء دليل واضح على نفاق أردوغان (مترجم)
الخبر:
وصلت طائرة “آل – إيطاليا” الخاصة تحمل البابا، الزعيم الروحي للعالم الكاثوليكي، والوفد المرافق له على الساعة 12:50 صباحًا إلى مطار أنقرة إيسينبوجا. وقد وصل البابا فرانسيس إلى القصر الرئاسي، والتقاه الرئيس رجب طيب أردوغان عند الباب، حيث عقدا اجتماعهما في القصر. وفي كلمته التي انتقد فيها الغرب فيما يتعلق بسوريا وفلسطين، قال أردوغان: “عقدنا اجتماعًا مثمرًا جدًا، لا يكاد يكون هناك أي اختلاف في وجهات النظر حول أي قضية. وجهة نظرنا حول الإرهاب ومكافحته هي نفسها، ووجهة نظرنا حول العنف وسيادة المال هي نفسها. أنا أعتبر زيارة ضيفنا الكريم إلى تركيا أمرا مهما جداً، وأعتقد أنها خطوة مهمة جدًا للمساهمة في زيادة آمال السلام في منطقتنا وفي العالم أجمع. وأعتقد أن الرسائل التي ستعطى من تركيا اليوم، سوف تصل ليس فقط إلى تركيا والفاتيكان، بل إلى العالم الإسلامي كله والعالم المسيحي كله، وسوف تجد صدى من شأنه أن يزيد احتمالات السلام. إن هذه الصورة التي تتشكل اليوم في أنقرة، لا شك أنها صورة أمل بالنسبة للعالم”. http://wap.ntvmsnbc.com/Haber/Goster/25552965
التعليق:
إن تقديم وسائل الإعلام الغربية والأمريكية والمجتمع الدولي تركيا على أنها متعاونة مع الجهاديين والجماعات السلفية في ما يتعلق بالوضع في سوريا والعراق، لعب دورًا هامًا في دعوة البابا إلى تركيا. بالإضافة إلى ذلك، تقديم الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو على أنهما أدارا ظهريهما للاتحاد الأوروبي والدول الغربية، كان أمرًا محفّزا أيضا لهذه الزيارة. ولهذه الأسباب أرادت تركيا كسر هذه الصورة وإظهار أنها ما زالت تحافظ على علاقتها بالغرب، وأنها لا زالت على الخط معه في ما يخص حوار الأديان وقضايا تحالف الحضارات، وأعلنت أن هذه الجماعات الجهادية هي مجموعات إرهابية تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة والغرب. وباختصار، تركيا تقريبًا خططت ونفذت هذه الزيارة من أجل التقّرب والتودّد إلى الغرب.
ومع ذلك، الحمد لله أن هذه الزيارة قد كشفت نفاق الرئيس أردوغان بطريقة واضحة وجلية. وقبل يومين فقط من زيارة البابا قال أردوغان في اجتماع له الملاحظات التالية: “إن الأجنبي يحب النفط والذهب والماس في العالم الإسلامي ويحب اليد العاملة الرخيصة والصراعات والحروب والخلافات بيننا. صدقوني، إنهم لا يحبوننا، إنهم يحبون رؤية أطفالنا يموتون، إلى متى سوف نتحمّل هذا الأمر؟”. فقط بعد يومين استقبل أردوغان البابا بوابلٍ من الثناء وهو خليفة ذلك الرجل الذي قاد الحملات الصليبية على الأراضي الإسلامية وأوغل في دماء المسلمين، مضفيًا عليه قداسة تامة.
إنّ حجم الخيانة في تصريحاته بعد الاجتماع مع البابا والتي أكد فيها على توافق الأفكار حول مكافحة الإرهاب والعديد من المواقف الأخرى، لا يمكن استيعابه. إن أردوغان نفسه الذي اشتكى من الغرب ومن استعماره وهو ينظر في عيون الناس أيامًا قليلة سابقة، يتحدث الآن بكلّ عبارات الثناء عن البابا. وقد أكّد بكل صراحة على عدم وجود أيّ اختلاف بينه وبين البابا في أي قضية. منذ متى وقادة العالم الإسلامي يسعون إلى دعم الجماعات الجهادية وهم الذين يعتبرونهم “إرهابيين”؟ بل ومجرد طلب حلّ للمشاكل على الأرض في سوريا والعراق وغيرها دليلٌ على عدم كفاءتهم وقصر نظرهم. إنّ استقبال من نعته قبل يومين بالعدو استقبال الصديق الحميم لهو آية من آيات النفاق.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار