Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ﴿وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ (مترجم)

 

الخبر:

في بداية ديسمبر الحالي تناقلت وسائل الإعلام الروسية خبراً مفاده، عزم البرلمان الروسي مناقشة مشروع قانون يُجرم التعذيب والاعتداء على المعتقلين، واعتباره جريمة يعاقب عليها القانون. وقد تُغيَّر المواد المتعلقة بذلك إذا صوت البرلمان لصالح القانون. المصدر جريدة روسيا – رسيسكايا غازيتا -.

 

 

التعليق:

هذا الخبر يحمل في طياته أموراً منها:

أولاً: هذا المشروع سببه محاولة الدولة إحكام قبضتها على المجتمع، لأن عدم معاقبة موظفي الداخلية والمخابرات قد أضر بمصداقية هذه الأجهزة والدولة. إن التعذيب الجسدي والنفسي أمر ممنهج ومستشرٍ وسجية عند الأجهزة الأمنية الروسية فأصبحوا كالوحوش وتظهر من وقت لآخر على وسائل الإعلام. ومن هنا نقول لا يوجد أي اعتبار إنساني لهذا القانون.

ثانياً: إن الحاجة لسن قانون ثم العمل على تعديله بشكل مستمر ليس مقصوراً على هذا الأمر وهذا ظاهر من أعمال البرلمان، فهو يناقش القانون ثم يعدله أثناء نقاشه لأن أعضاءه يختلفون في نظرتهم للأمور وما يعتبر مصلحة وما يعتبر ضرراً، بالإضافة إلى أن النظرة إلى الخير والشر تختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر ومن زمن لآخر عند الناس، وهذا ينعكس سلباَ على القوانين والتشريعات ولن يوجد استقرار تشريعي مطلقاً، علاوةً على أن القانون لن يطبق على الجميع وسيوجد من سيشكو من ذلك.

ثالثاً: إن مسألة البحث عن قوانين توافق حياة الناس ستبقى مسألةً شاغلةً لهم، لأن المجتمع بحاجة إلى قوانين وتشريعات متناسقة مصدرها واحد، يحدد بثبات معنى الخير والشر وهذا لا يكون من عند البشر بعقولهم القاصرة والمحدودة، بل يجب أن يكون من عند رب البشر وخالقهم العالم لما يوافقهم ويصلح لهم، ولا يوجد أفضل من الإسلام حلاً لمشاكل الناس كافة قال تعالى: ﴿وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وستبقى البشرية في شقاءٍ وضنكٍ دائمين ما لم تُحكم شرع رب العالمين.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف