إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي
مقدمة في النظام الاقتصادي (ح3)
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا إِروَاءُ الصَّادِي مِنْ نَمِيرِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّالِثَةِ نَستَعرِضُ وَإِيَّاكُمْ خِلالَهَا مَا جَاءَ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي لِلعَالِمِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:
جَاءَ فِي المُقَدِّمَةِ مَا نَصُّهُ: إِنَّ الأَفكَارَ فِي أَيَّةِ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ هِيَ أَعظَمُ ثَروَةٍ تَنَالُهَا الأُمَّةُ فِي حَيَاتِهَا إِنْ كَانَتْ أُمَّةً نَاشِئَةً، وَأَعظَمُ هِبَةٍ يَتَسَلَّمُهَا الجِيلُ مِنْ سَلَفِهِ إِذَا كَانَتِ الأُمَّةُ عَرِيقَةً فِي الفِكْرِ المُستَنِيرِ. أَمَّا الثَّروَةُ المَادِيَّةُ، وَالاكتِشَافَاتُ العِلْمِيَّة، وَالمُختَرَعَاتُ الصِّنَاعِيَّةُ، وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ، فَإِنَّ مَكَانَهَا دُونَ الأَفكَارِ بِكَثِيرٍ، بَلْ إِنَّهُ يَتَوَقَّفُ الوُصُولُ إِلَيهَا وَالاحتِفَاظُ بِهَا عَلَى الأَفكَارِ. فَإِذَا دُمِّرَتْ ثَروَةُ الأُمَّةِ المَادِّيَةِ فَسُرعَانَ مَا يُعَادُ تَجدِيدُهَا، مَا دَامَتِ الأُمَّةُ مُحتَفِظَةً بِثَروَتِهَا الفِكرِيَّةِ. أَمَّا إِذَا تَدَاعَتِ الثَّروَةُ الفِكرِيَّةُ، وَظَلَّتِ الأُمَّةُ مُحتَفِظَةً بِثَروَتِهَا المَادِيَّةِ فَسُرعَانَ مَا تَتَضَاءَلُ هَذِهِ الثَّروَةُ، وَتَرتَدُّ الأُمَّةُ إِلَى حَالَةِ الفَقْرِ. كَمَا أَنَّ مُعظَمَ الحَقَائِقِ العِلْمِيَّةِ التِي اكتَشَفَتْهَا الأُمَّةُ يُمكِنُ أَنْ تَهتَدِيَ إِلَيهَا مَرَّةً أُخرَى إِذَا فَقَدَتْهَا دُونَ أَنْ تَفقِدَ طَرِيقَةَ تَفكِيرِهَا. أَمَّا إِذَا فَقَدَتْ طَرِيقَةَ التَّفكِيرِ المُنتِجَةِ فَسُرعَانَ مَا تَرتَدُّ إِلَى الوَرَاءِ، وَتَفقِدَ مَا لَدَيهَا مِنْ مُكتَشَفَاتٍ وَمُختَرَعَاتٍ, وَمِنْ هُنَا كَانَ لا بُدَّ مِنَ الحِرْصِ عَلَى الأَفكَارِ أَوَّلاً.
وَعَلَى أَسَاسِ هَذِهِ الأَفكَارِ، وَحَسَبَ طَرِيقَةِ التَّفكِيرِ المُنتِجَةِ تُكْسَبُ الثَّروَةُ المَادِّيةُ، وَيُسعَى لِلوُصُولِ إِلَى المُكتَشَفَاتِ العِلْمِيَّةِ وَالاختِرَاعَاتِ الصَّنَاعِيَّةِ وَمَا شَاكَلَهَا. وَالمُرَادُ بِالأَفكَارِ هُوَ وُجُودُ عَمَلِيَّةِ التَّفكِيرِ عِندَ الأُمَّةِ فِي وَقَائِعِ حَيَاتِهَا، بِأَنْ يَستَعمِلَ أَفرَادُهَا فِي جُملَتِهِمْ مَا لَدَيهِمْ مِنْ مَعلُومَاتٍ عِندَ الإِحْسَاسِ بِالوَقَائِعِ لِلحُكْمِ عَلَى هَذِهِ الوَقَائِعِ. أَيْ أَنْ تَكُونَ لَدَيهِمْ أَفكَارٌ يُبدِعُونَ بِاستِعْمَالِهَا فِي الحَيَاةِ فَيَنتُجَ عِندَهُمْ مِنْ تِكرَارِ استِعْمَالِهَا بِنَجَاحٍ طَرَيقَةُ تَفكِيرٍ مُنتِجَةٌ. لَقَدْ مَرَّتِ الأُمَّةُ الإِسلامِيَّةُ بَفَتْرَاتِ ضَعُفَتْ فِيهَا طَرِيقَةُ التَّفكِيرِ المُنتِجَةُ لَدَيهَا، حَتَّى كَادَتْ تَفقِدَهَا، لَكِنَّهَا، بِحَمْدِ اللهِ، قَدْ تَجَاوَزَتْ كَثِيراً مِنْ ذَلِكَ الوَاقِعِ، خِلالَ السَّنَوَاتِ المَاضِيَةِ، عَلَى أَثَرِ ظُهُورِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ فِيهَا لاستِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلامِيَّةِ بِإِقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ، حَيثُ أَصبَحَ تَوَجُّهُ المُسلِمِينَ نَحْوَ إِسلامِهِمْ، وَنَحوَ الثِّقَةِ بِأَفكَارِ الإِسلامِ وَأَحكَامِهِ، أَمْرًا وَاضِحًا، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الأَفكَارَ الرَّأسِمَالِيَّةَ وَالاشتِرَاكِيَّةَ التِي كَانَ لَهَا رَوَاجٌ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ، قَدْ ظَهَرَ عَوَارُهَا، وَبَانَ فَسَادُهَا، إِلا أَنَّ الأُمَّةَ الإِسلامِيَّةَ لا زَالَتْ تُعَانِي مِنْ تَسَلُّطِ الكُفَّارِ وَعُمَلائِهِمْ عَلَيهَا، وَهُمْ يَعْمَلُونَ بِكُلِّ الوَسَائِلِ الخَبِيثَةِ وَالأَسَالِيبِ التَّضلِيلِيَّةِ لِتَزيِينِ أَفكَارِهِمُ الفَاسِدَةِ وَنَشرِهَا فِي بِلادِ المُسلِمِينَ، وَبِخَاصَّةٍ مَا يَتَعَلَّقُ مِنهَا بِالمُعَالَجَاتِ الاقتِصَادِيَّةِ.
وَمِنْ هُنَا كَانَ لِزَامًا عَلَى حَامِلِ الدَّعوَةِ لِلإِسلامِ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلأُسُسِ التِي تَقُومُ عَلَيهَا الأَحكَامُ وَالمُعَالَجَاتُ الرَّأسِمَالِيَّةُ، فَيُبَيِّنَ زَيفَهَا وَيُقَوِّضُهَا، وَأَنْ يَعمَدَ إِلَى وَقَائِعِ الحَيَاةِ المُتَجَدِّدَةِ المُتَعَدِّدَةِ فَيُبَيِّنَ عِلاجَ الإِسلامِ لَهَا، بِاعتِبَارِهَا أَحكَامًا شَرعِيَّةً تَكْتَسِبُ وُجُوبَ الأَخذِ بِهَا، مِنْ حَيثُ كَونُهَا أَحكَامًا شَرعِيَّةً مُستَنبَطَةً مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، أَو مِمَّا أَرَشَدَ إِلَيهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ أَدِلَّةٍ، لا مِنْ حَيثُ صَلاحِيَّتُهَا لِلعَصْرِ أَو عَدَمُ صَلاحِيَّتِهَا، أَيْ يُبَيِّنُ وُجُوبَ أَخذِهَا عَقَائِدِيًّا لا مَصْلَحِيًّا. فَيعْمَدَ فِي إِعطَاءِ الحُكْمِ إِلَى بَيَانِ دَلِيلِهِ الشَّرعِيِّ الذِي استُنبِطَ مِنهُ، أَو إِلَى تَعلِيلِهِ بِالعِلَّةِ الشَّرعِيَّةِ، التِي وَرَدَ بِهَا، أَو بِمِثْلِهَا النَّصُّ الشَّرعِيُّ.
وَإِنَّ مِنْ أَعظَمِ مَا فُتِنَ بِهِ المُسلِمُونَ، وَأَشَدِّ مَا يُعَانُونَهُ مِنْ بَلاءٍ فِي وَاقِعِ حَيَاتِهِمْ، الأَفكَارَ المُتَعَلِّقَةَ بِالحُكْمِ، وَالأَفكَارَ المُتَعَلِّقَةَ بِالاقتِصَادِ. فَهِيَ مِنْ أَكثَرِ الأَفكَارِ التِي وَجَدَتْ قَبُولَ تَرحِيبٍ لَدَى المُسلِمِينَ، وَمِنْ أَكثَرِ الأَفكَارِ التِي يُحَاوِلُ الغَربُ تَطبِيقَهَا عَمَلِيًّا، وَيَسهَرُ عَلَى تَطبِيقِهَا فِي دَأْبٍ مُتَوَاصِلٍ.
وَإِذَا كَانَتِ الأُمَّةُ الإِسلامِيَّةُ تُحْكَمُ عَلَى صُورَةِ النِّظَامِ الدِّيمُقرَاطِيِّ شَكْليًا، عَنْ تَعَمُّدٍ مِنَ الكَافِرِ المُستَعِمِرِ، لِيَتَمَكَّنَ مِنْ حِمَايَةِ استِعمَارِهِ وَنِظَامِهِ، فَإِنَّهَا تُحْكَمُ بِالنِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ الرَّأسِمَالِيِّ عَمَلِيًّا فِي جَمِيعِ نَوَاحِي الحَيَاةِ الاقتِصَادِيَّةِ. وَلِذَلِكَ كَانَتْ أَفكَارُ الإِسلامِ عَنِ الاقتِصَادِ مِنْ أَكثَرِ الأَفكَارِ التِي تُوجِدُ التَّأثِيرَ فِي وَاقِعِ الحَيَاةِ الاقتِصَادِيَّةِ فِي العَالَمِ الإِسلامِيِّ، مِنْ حَيثُ إِنَّهَا سَتَقلِبُهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَسَتَكُونُ مِنْ أَكثَرِ الأَفكَارِ مُحَارَبَةً مِنْ قِبَلِ الكَافِرِ المُستَعْمِرِ، وَمِنْ قِبَلِ عُمَلائِهِ وَالمَفتُونِينَ بِالغَرْبِ مِنَ الظَّلامِيِّينَ وَالمَضبُوعِينَ وَالحُكَّامِ. وَلِذَلِكَ كَانَ لا بُدَّ مِنْ إِعطَاءِ صُورَةٍ وَاضِحَةٍ عَنِ الاقتِصَادِ فِي النِّظَامِ الرَّأسِمَالِيِّ، تَنتَظِمُ الأَفكَارَ الأَسَاسِيَّةَ التِي يَقُومُ عَلَيهَا الاقتِصَادُ السِّيَاسِيُّ عِندَ الغَرْبِ، حِتَّى يَلْمَسَ عُشَّاقُ النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ الغَربِيِّ فَسَادَ هَذَا النِّظَامَ، وَتَنَاقُضَهُ مَعَ الإِسلامِ، ثُمَّ يَرَوا أَفكَارَ الإِسلامِ الاقتِصَادِيَّةَ، وَهِيَ تُعَالِجُ مَشَاكِلَ الحَيَاةِ الاقتِصَادِيَّةِ، المُعَالَجَةَ الصَّحِيحَةَ وَتَجعَلَهَا طِرَازًا خَاصًّا مِنَ العَيشِ، يَتَنَاقَضُ مَعَ الحَيَاةِ الرَّأسِمَالِيَّةِ فِي الأُسُسِ وَالتَّفَاصِيلِ. انْتَهَى الاقتِبَاسُ مِنَ الكِتَابِ.
وَقَبلَ أَنْ نُوَدِّعَكُمْ أَحبَّتنا الكِرَامَ نُذَكِّرُكُمْ بِأَبرَزِ الأَفكَارِ التِي تَنَاوَلهَا مَوضُوعُنَا لِهَذَا اليَومِ:
1. الأَفكَارُ أعظَمُ ثَروَةٍ تَنَالُهَا الأُمَّةُ فِي حَيَاتِهَا إِنْ كَانَتْ أُمَّةً نَاشِئَةً.
2. الأَفكَارُ أَعظَمُ هِبَةٍ يَتَسَلَّمُهَا الجِيلُ مِنْ سَلَفِهِ إِذَا كَانَتِ الأُمَّةُ عَرِيقَةً فِي الفِكْرِ المُستَنِيرِ.
3. الثَّروَةُ المَادِّيةُ وَالاكتِشَافَاتُ العِلمِيَّةُ وَالمُختَرَعَاتُ الصِّنَاعِيَّةُ مَكَانَتُهَا دُونَ الأَفكَارِ بِكَثِيرٍ.
4. الوُصُولُ إِلَى الاكتِشَافَاتِ وَالمُختَرَعَاتِ وَالاحتِفَاظُ بِهَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الأَفكَارِ.
5. إِذَا دُمِّرَتْ ثَروَةُ الأُمَّةِ المَادِيَّةُ فَسُرعَانَ مَا يُعَادُ تَجدِيدُهَا مَا دَامَتْ الأُمَّةُ مُحتَفِظَةً بِثَروَتِهَا الفِكْرِيَّةِ.
6. المُرَادُ بِالأفكَارِ هُوَ وُجُودُ عَمَلِيَّةِ التَّفكِيرِ عِندَ الأُمَّةِ فِي وَقَائِعِ حَيَاتِهَا.
7. عَلَى أَسَاسِ الأَفكَارِ وَحَسَبَ طَرِيقَةِ التَّفكِيرِ المُنتِجَةِ يَحصُلُ الأَمرَانِ الآتِيَانِ:
أولاً: تُكسَبُ الثَّروَةُ المَادِيَّةُ.
ثانياً: يُسعَى لِلوُصُولِ إِلَى المُكتَشَفَاتِ العِلمِيَّةِ وَالاختِرَاعَاتِ الصِّناعِيَّةِ.
9. مَرَّتِ الأُمَّةُ الإِسلامِيَّةُ بِفَتْرَاتٍ ضَعُفَتْ فِيهَا طَرِيقَةُ التَّفكِيرِ المُنتِجَةُ لَدَيهَا حَتَّى كَادَتْ تَفقِدُهَا.
10. أَصبَحَ تَوَجُّهُ المُسلِمِينَ نَحْوَ إِسلامِهِمْ وَنَحْوَ الثِّقَةِ بِأَفكَارِ الإِسلامِ وَأحكَامِهِ أمراً وَاضِحاً.
11. كَانَ لِلأَفكَارِ الرَّأسمالِيَّةِ وَالاشتِرَاكيَّةِ رَوَاجٌ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ وَقَد ظَهَرَ عَوَارُهَا وَبَانَ فَسَادُهَا.
12. لا زَالَتِ الأُمَّةُ الإِسلامِيَّةُ تُعَانِي مِنْ تَسَلُّطِ الكُفَّارِ وَعُمَلائِهِمْ عَلَيهَا.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الَمولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
إعداد وتنسيق
الأستاذ محمد أحمد النادي