Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق براءة الفرعون الأسبق هي الشعرة التي ستقصم ظهر أمريكا في مصر


الخبر:

 

قضت محكمة جنايات القاهرة صباح السبت 2014/11/29 ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من جميع التهم المنسوبة إليه.


التعليق:

1- لم يفاجئ حكم البراءة لفرعون مصر الأسبق أحداً من أرباب السياسة الواعين على الأوضاع المحلية والدولية، والّتي أظهرت توحد مساراتها أنّ الشيء من معدنه لا يستغرب. كما لم تفاجئ غيرهم من المقربين من الإدارة الأمريكية الّذين هم بعضٌ من أدواتها، ولا حتى الفرعون ذاته الذي أُسقط عن الحكم حتف أنفه؛ وهو سمسار أمريكا الكبير في المنطقة، وخادمها طوال ثلاثين عاماً، وقد أدى مهمته بإخلاصٍ وسلمها كاملةً إلى خلفه…، ولذلك رفض مغادرة البلاد عقب ثورة يناير؛ ثقةً منه بأسياده الأمريكان، وخلفائه العسكريين والسياسيين، وبالقضاء الذي سيسه للخدمة معه.

2- ولكنَّ الذين فوجئوا بالبراءة الآثمة؛ هم قطاعات الشعب العريضة الذين مارس عليهم حكامهم أذناب الغرب الكافر قرابة قرن من الزمان، جميع أصناف التضليل الفكريِّ والتغييب السياسي…، حتى أحالوا حياتهم جحيماً لا يطاق! وبذلك تمكَّن حكامهم بعد الثورة من مخاتلتهم وسرقة ثورتهم، واستطاعوا المحافظة على النظام الغربيِّ بكل مكوناته، بل وازدادوا اليوم عتواً، بتبرئة الفرعون الأسبق وجميع رموزه الفاسدة .. حتى بات بعض سياسييهم، يتخيل منذ لحظة الإعلان الأولى عودة الفرعون للحياة السياسية مرة ثانية!!.

3- ولذلك لم يكن غريباً على القضاء العلمانيِّ، الّذى يعمل في مصر بالقوانين الوضعيّة والدساتير الغربيّة الجائرة منذ الاحتلال الغربيِّ؛ أن يمارس طبيعياً الظلم في أقضيته، فيبرئ الظالم ويجرم البريء. وأن يكون القاضي منهم على المسلمين حكماً وخصماً، ولأعدائهم حكماً وعوناً، يجري أحكامه على هوى حكامه؛ فيستَحدث لهم من القوانين ما يشاؤون، ولو كره المؤمنون!.

4- أتى الأمر بإعلان البراءة لعدو الأمَّة، في اليوم التالي لتداعي شباب الكنانة للنزول إلى الميادين، وهم حاملي المصاحف؛ إعلانا منهم عن تمسكهم بهويتهم الإسلاميَّة، وتعبيراً عن رفضهم التبعيَّة الغربيَّة، وتعوُّذا من بطش الجيش بهم، وجاء الأمر بالبراءة في هذا الوقت من قبل الدولة، استخفافاً بمشاعر الأمَّة، وإزدراءً لشأنها، وإمعاناً في كسر إرادتها، فكان احتشاد قوى الدولة فيه لمواجهة المتظاهرين، احتشاداً مبالغاً فيه، نمَّ عن حالةٍ شديدةٍ من الذعر تملَّكت كيان الدولة، حينما لمست تفرُّد التوجه الإسلاميِّ في حراك الشباب.

5- إنَّ تداعي شباب الكنانة قبيل وبعد إعلان البراءة، لاقتحام الميادين المدججة بالسلاح وهم يهتفون: “الشعب يريد إعدام الرئيس”، “اعتصام اعتصام.. حتى يسقط النظام”، “قالوا ثورة قالوا تغيير.. شالوا مبارك حطوا مشير”، “شلنا الراس فاضل الديل.. يلا يا شعب شد الحيل”، “ثورة كاملة ثورة تشيل.. كل فاسد كل عميل”… إنَّ هتافهم هذا – والحمد لله – ليدل دلالةً واضحةً على عودة الوعي لشباب الأمَّة، وخروجه من شرنقة الغيبوبة السياسيَّة التي فرضت عليهم. وعلى أنَّ الأمر له ما بعده.

فهذه الهتافات تؤكِّد على تنامي الإحساس بالظلم الواقع عليهم، وتعاظم الشعور بالذنب على السكوت على ظلم الحكام لهم، وازدياد الإدراك لديهم بالقدرة على التحرر والتغيير… فقد رأوا أكذوبة الديمقراطيَّة الغربيَّة تتهاوى أمامهم، وزيف الدولة المدنيَّة وشرعتها الموهومة تذوي دونهم، وخديعة الاستقواء بحبال أمريكا تبلى بالأيدي من حولهم… الأمر الّذي يؤكِّد حقيقةً لا محيد عنها؛ وهي أنَّه لا خلاص لأهل مصر إلا بهدم النظام بكل هياكله الغربيَّة، وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوَّة على أنقاضه، وبذلك تصل الثورة إلى غايتها المنشودة، وتحقق التغيير الحقيقيَّ الَّذي يعود بالخير عليها وعلى العالمين!!.

﴿إنّا لننصرُ رسلنا والّذينَ آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلمان – مصر