خبر وتعليق تقاعس دول الخليج عن استضافة لاجئين سوريين مخجل
الخبر:
نشرت جريدة الدستور السبت، 2014/12/6على موقعها الإلكتروني خبرا قالت فيه: “لندن – قالت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس أن دول الخليج الغنية تقاعست عن استضافة لاجئ واحد من سوريا في تجاهل مخجل بشكل خاص من جانب دول كان واجبا عليها أن تكون في طليعة من يقدمون المأوى للسوريين.
جاء التقرير قبل مؤتمر للمانحين تنظمه الأمم المتحدة من أجل سوريا الأسبوع المقبل في جنيف. وقالت المنظمة إن الدولتين المؤيدتين لسوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهما روسيا والصين تقاعستا أيضا عن قبول لاجئين منذ بداية الأزمة قبل أكثر من ثلاث سنوات. وهناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في خمس دول فقط هي: تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وقال شريف السيد علي رئيس مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة العفو الدولية في بيان يبعث النقص الحاصل في عدد فرص إعادة التوطين التي يوفرها المجتمع الدولي على الصدمة بكل معنى الكلمة. وأضاف من المخزي أن نرى دول الخليج وقد امتنعت تماما عن توفير أي فرص لإعادة توطين اللاجئين إذ ينبغي للروابط اللغوية والدينية أن تضع دول الخليج في مقدمة الدول التي تعرض مأوى آمنا للاجئين الفارين من الاضطهاد وجرائم الحرب في سوريا. وقال السيد علي إذا كان بمقدور بلد صغير كلبنان أن يتعامل باقتصاده الضعيف ومديونيته الكبيرة مع زيادة قوامها ربع سكان البلاد فلا شك حينها أن بوسع بلدان أخرى بذل المزيد من أجل المساعدة”. (رويترز).
التعليق:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ويقول عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾، ويقول تبارك وتعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وعَنْ أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّيْنِ، قُالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».
في وقت كان يجب فيه على حكام دويلات الخليج، الذين يتمسحون بالإسلام، وفي الوقت الذي كان يجب عليهم فيه أن يتخذوا هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة منهجا لهم، أي أن يجعلوا من أحكام الإسلام الذي يدعون التزامهم بها، نبراسا يضيء لهم طريقهم في التعامل مع المسلمين في الشام وثورتهم المباركة، فيمدوا يد العون للمسلمين في الشام، الذين يرزحون تحت وطأة نظام البعث الغاشم، والذين يكتوون بنار مذابحه ومجازره منذ قرابة أربع سنوات، فينصروهم عليه، ويخلصوهم من ظلمه وبطشه، في هذا الوقت وجدناهم تقاعسوا عن نصرتهم ورفع الظلم عنهم، وأكثر من ذلك تواطأوا مع السفاح بشار ضدهم، بل وأكثر من هذه وتلك قدموا المال السياسي القذر لبعض الجماعات المسلحة في الشام، ليزرعوا الفتنة فيما بينهم ويحرفوهم عن وجهتهم، وهي قتال بشار وإسقاط نظامه، إلى الاقتتال فيما بينهم، بل وأكثر من ذلك كله يشاركون أمريكا في حلفها الصليبي على ثورة الشام، ثورة الأمة وأملها في التخلص من ربقة الاستعمار، وسيطرته على بلاد المسلمين وثرواتهم ومقدراتهم، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
ثم ها هم فوق تلك الجرائم والموبقات كلها يمتنعون حتى عن إيواء ولو لاجئ واحد من أهل الشام، فلا هم نصروا، ولا هم آووا، بل تواطأوا وتآمروا وقتلوا، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك