خبر وتعليق هل أتت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى المنطقة بالازدهار أم بالاستعمار (مترجم)
الخبر:
اجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، في 2 كانون الأول/ديسمبر 2014، في بروكسل حيث اتفقوا على الدور الجديد الذي سيلعبه حلف شمال الأطلسي في السنوات القادمة في أفغانستان. فقد صرح رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي بقوله: “لقد قررنا أن يبدأ دعمنا غير العسكري بدءًا من كانون الثاني/يناير. إنها حقًا لحظة مهمة لكل من أفغانستان وحلف شمال الأطلسي. وسيكون هذا دعمًا غير عسكري. ما يقارب اثني عشر ألف جندي من قوات الناتو سيساعدون قوات الأمن الأفغانية وسوف يلعبون دورًا استشاريًا، وسيقومون أيضًا بتدريب قوات الأمن الأفغانية التي من شأنها الحفاظ على إنجازاتنا في أفغانستان”.
التعليق:
إن وعود قوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الكاذبة بالإضافة إلى الحكومة الأفغانية الخانعة ليست شيئًا جديدًا. إن ما شهدناه على مدى السنوات الـ 13 الماضية هو قتل المسلمين الأبرياء، والرشوة ومداهمة المنازل، والاعتقالات، والتعذيب ونهب الموارد والفساد. وكل هذه الجرائم البشعة تتم بتعاون تام من الحكومة الأفغانية العميلة التي فُرضت على المسلمين في أفغانستان من خلال قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. في الواقع، فإن نمط الجرائم فقط هو الذي سيتغير شكله بعد عام 2015، لأن القوات الأفغانية المأجورة ستقوم الآن بهذه المهمة نيابة عنهم، بينما قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هي من ستحدد الأهداف والخطط الاستراتيجية. وبذلك فإنهم يضربون عصفورين بحجر واحد، لأن المسلمين حينئذ هم وقود الصراع على الجانبين.
لقد صرح العميل حاكم أفغانستان الجديد محمد أشرف غاني، مع الأسف، بقوله “أنا متفائل بأن ضمانات حلف شمال الأطلسي الأخيرة ستجلب السلام والازدهار إلى أفغانستان”. إنه ساذج جدًا إذ إنه حتى لا يعرف ما هو السلام والازدهار ولا يدرك كيف أن شعب أفغانستان المسلم المجاهد سيحقق ذلك. إن أفكاره وتفكيره مختلف تمامًا عن تفكير المسلمين في أفغانستان. إن أشرف غاني هو شخص من صنع العلمانية الغربية ويؤمن بالقيم العلمانية وليس لديه أية مشاعر تجاه الأمة الإسلامية ولا ينظر إلى الإسلام كنظام للحياة. ومن ناحية أخرى، فإن المسلمين في أفغانستان دائمًا ما أثبتوا حبهم للإسلام بانتصارهم على بريطانيا ثلاث مرات، ثم هزيمتهم للاتحاد السوفيتي والآن قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وقيامهم بكل هذا هو بهدف عدم تمكين الكفار من احتلال بلاد المسلمين. إلا أن الهزيمة العسكرية التي منيت بها أمريكا اليوم قد جعلتها تسعى للسيطرة السياسية على البلاد عن طريق استخدام عميلهم أشرف غاني الذي أثبت، خلال 24 ساعة من رئاسته، ولاءه للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال التوقيع على الاتفاقية الأمنية الثنائية واتفاقية وضع القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي التي تضمن وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المدى الطويل وتحمي مصالحهم السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة.
وأضاف أشرف غاني أنه يعتقد أن الاتفاق بين أفغانستان وحلف شمال الأطلسي لن يجلب السلام والازدهار إلى أفغانستان فقط ولكن للمنطقة بأكملها. ونحن نعلم جميعًا أن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي قد جاؤوا إلى أفغانستان فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة الشريرة وليس من أجل توفير الأمن والازدهار لأفغانستان وللمنطقة. إن الأهداف الإقليمية التي تسعى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتحقيقها هي واضحة جدًا، فمنها احتواء روسيا والصين، والوصول إلى آسيا الوسطى والشرق الأوسط والسيطرة على النفط والهيدروكربون في بحر قزوين. وبذلك فهم سيتحكمون في طرق نقل هذه الخامات والموارد، والأهم من ذلك، العمل على إعاقة التوحيد السياسي والجغرافي والاقتصادي للأمة الإسلامية من خلال نظام الإسلام الخلافة على منهاج النبوة.
إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يستغلون الأهمية الجيوسياسية لأفغانستان لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه؛ وبالتالي، فإن أفغانستان ليست هي الهدف بل وسيلة لتحقيق أهداف أخرى في المنطقة. ولهذا السبب لم يتم إطلاق أو التخطيط لأي مشروع ضخم يمكن أن يستفيد منه مسلمو أفغانستان على المدى البعيد، ولكنهم أطلقوا فقط مشاريع معينة قصيرة المدى ذات فوائد مؤقتة ومحددة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تقسيم المسلمين في أفغانستان على أساس الاختلاف العرقي واللغوي والقبلي، وقام المستعمرون أيضًا وبالتعاون مع الحكام العملاء بتغيير القوانين الإسلامية في أفغانستان واستبدلوا بها قوانين غربية ويحاولون تغيير كل ما له صلة بالإسلام كنظام حياة كامل. إن المسلمين في أفغانستان يعرفون الأهداف الخبيثة للكفار وعملائهم ولن يسمحوا لهم أبدا بالنجاح في خططهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول – ولاية أفغانستان