خبر وتعليق زيارة بوتين إلى تركيا
الخبر:
نشر موقع خبر التركي خبرا جاء فيه: بعد الاتصالات الرسمية التي أجراها مع أنقرة في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها العام الماضي، وصل رئيس الاتحاد الفيدرالي الروسي في زيارة إلى تركيا. وستوضع على طاولة المباحثات في هذه الزيارة الحرجة قضايا أوكرانيا والقرم. وستحتل الطاقة والتجارة أولويات المباحثات الثنائية. وروسيا التي تبحث عن بديل اقتصادي في أعقاب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية في أعقاب التطورات الجارية في أوكرانيا والقرم؛ تقيم تركيا بديلاً مناسباً. وسيطالب بوتين في هذا الإطار رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين. وسيطالب برفع مستوى التبادل التجاري من 35 مليار دولار حالياً إلى 100 مليار دولار في عام 2020.
التعليق:
جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار الانضمام إلى الاجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي الروسي عالي المستوى (ÜDİK) 1 الذي ينعقد في كانون الأول. وشكلت القضايا الإقليمية والعلاقات الاقتصادية الثنائية أولويات هذه الزيارة التي تشهد اهتماما كبيراً من قبل وسائل الإعلام.
ومهما حاولت وسائل الإعلام أن ترسم من خلال أخبارها أن العلاقات التركية الروسية تنتقل من نصر إلى نصر؛ فإن الأمور ليست كما تبدو. فتركيا تأخذ 58% من غازها الطبيعي، و8% من بترولها، و32% من فحمها الحجري من روسيا. ويستهدف حسب الأخبار رفع سقف التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، حيث يبلغ التبادل التجاري الحالي 32 مليار دولار. تصدر روسيا إلى تركيا ما قيمته 25 مليار دولار، مقابل 7 مليار دولار قيمة ما تصدره تركيا إلى روسيا.
ووعد بوتين تركيا بتخفيض 6% من سعر الغاز، وزيادة 3 مليار متر مكعب من الغاز أمر متوقع أصلاً. وعلى الرغم من التخفيض الحاصل فإن تركيا لا تزال تحصل على الغاز من روسيا بسعر أعلى مما تحصل عليه أية دولة أوروبية. وتخفيض السعر وزيادة 3 مليار متر مكعب تجعل تركيا مرتبطة أكثر بروسيا.
وهنا أمران لا بد من التأكيد عليهما: تركيا ستطلب من روسيا بناء مفاعلها النووي. والمفاعل الذي تبنيه في بلادها بـ 10 مليار دولار ستبنيه في تركيا بـ 20 مليار دولار. وسيكون هذا الأمر مزيداً من الارتباط مع روسيا علاوة على المزيد من ارتباطها في موضوع الغاز مع الزيادة الموعودة بها. أي أن روسيا ترى بأنه “لا بأس بالدجاج من الموضع الذي ينتظر منه الإوز”.
وهذا كله يأتي في أعقاب الاحتلال الروسي للقرم، والعقوبات الأمريكية الأوروبية الاقتصادية المفروضة على روسيا بسببه. علاوة على أن ذلك يأتي في ظروف يعاني منه الاقتصاد الروسي من الاضطراب نتيجة تدهور أسعار النفط.
لقد تم تقييم هذه الاتفاقيات في الإعلام التركي على أنها تقارب روسي من تركيا وعقوبة روسية للأوروبيين. علاوة على أنها تسوق “كنجاح سياسي حقيقي” بلفت الأنظار على أن الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين في قضايا سياسية كثيرة بين البلدين مثل سوريا وغيرها، نعم هذا الاختلاف السياسي بين البلدين لم يشكل عائقا أمام تطوير العلاقات الاقتصادية. لكن هذا غير صحيح بالتأكيد. ففاتورة هذه الاتفاقيات ستظهر في الأيام القادمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز