خبر وتعليق العنصرية العرقية في أمريكا
الخبر:
نقلت العديد من وسائل الإعلام الاحتجاجات والتداعيات التي تشهدها شوارع أمريكا على إثر مقتل رجل أسود برصاص شرطي أبيض.
التعليق:
في ضوء هذه الأحداث، يجب إلقاء الضوء على النقاط التالية:
أولا: إن جرائم من هذا النوع ليست بالأمر الجديد في أمريكا، حيث يقول تقرير صادر عن وزارة العدل الأمريكية لسنة (2001): أن ضحايا الجريمة العرقية بين السود والبيض قد بلغ (1.3) مليون حالة.
ويشير مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل الأمريكية أنه بين سنتي (1964 – 1994) كان هناك أكثر من (25) مليون جريمة عرقية عنيفة ارتكبت في الولايات المتحدة، وأن أكثر من (45000) شخص قتلوا بسبب جرائم عرقية بالمقارنة مع (58000) أمريكي قتلوا في فيتنام، و (34000) في الحرب الكوريّة.
وأشار التقرير الذي أعدته منظمة (Cleen Woog) إلى أن ثلث الجرائم المذكورة قامت بها منظمات عنصرية أمثال (السكين هيدز) ذوو الرؤوس الحليقة، وبقايا المنظمة العنصرية كلوكوس كلان إلى جانب الحوادث التي يرتكبها رجال الشرطة والأمن ضد الزنوج.
ثانيا: إن أحداثا كهذه تنذر بانهيار أمريكا ورأسماليتها كما كانت عاقبة الروم والفرس.
ثالثا: جعل الإسلام الناس سواسية في ظلّه، لا فرق لعربي على أعجمي، ولا لأسود على أبيض، وجعل الأفضلية هي للتقوى لا لشيء غير ذلك، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَأَبَاكُمْ وَاحِدٌ، وَنَبِيُّكُمْ وَاحِدٌ، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى».
رابعا: يعيش العالم اليوم في حال أشبه بحال الروم والفرس قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث الظلم والفساد والطبقية والانحلال وانعدام القيم. وقد استدار الزمان كهيئته يوم بعث الرسول صلى الله عليه وسلم فها هو العالم يقف على مفترق الطرق مرة ثانية؛ فإما أن يتقدم المسلمون إلى إنقاذ العالم حيث لا يوجد على وجه الأرض اليوم أمة تستطيع إخراج العالم مما هي فيه سوى أمة الإسلام، وإما أن يستمر الحال على ما هو عليه.
فإليكم، أيها المسلمون، هذا العالم الإنساني الفسيح الذي اختاركم الله لقيادته واجتباكم لهدايته، وكانت البعثة المحمدية فاتحة هذا العهد الجديد في تاريخ أمتكم وفي تاريخ العالم جميعاً. فأنقذوا أنفسكم أولا باحتضان هذه الدعوة الإسلامية العالمية من جديد بإيجادها في الواقع، لتتمكنوا بعد ذلك من إنقاذ العالم وإخراجه من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عيسى