Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مسلسل التآمر على القضية الفلسطينية

الخبر:

أقر البرلمان البرتغالي بأغلبية أقرب إلى الإجماع اليوم الجمعة توصية تدعو الحكومة إلى الإسراع بالاعتراف بفلسطين – بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي – دولة مستقلة تتمتع بالسيادة وفقا للمبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي.

وبهذا التصويت يصبح البرلمان البرتغالي خامس هيئة تشريعية أوروبية تعترف رمزيا بفلسطين خلال بضعة أسابيع، إذ سبقه برلمانات بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وايرلندا. الجزيرة نت

وفي تشرين الأول/أكتوبر اعترفت الحكومة السويدية رسميا بدولة فلسطين لتصبح بذلك أول دولة في أوروبا الغربية تعترف بفلسطين والثامنة في الاتحاد الأوروبي، علما بأن الدول الأوروبية السبع الأخرى اعترفت بدولة فلسطين قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وهي الجمهورية التشيكية، المجر، بولندا، بلغاريا، رومانيا، مالطا وقبرص. ميدل إيست أونلاين

 

التعليق:

منذ أن اجتمع ممثلو أمريكا الدبلوماسيين في الشرق الأوسط في استانبول سنة 1950 برئاسة جورج ماغي الوكيل آنذاك في وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط، أماط حزب التحرير اللثام عن المشروع الأمريكي في تصفية القضية الفلسطينية وهو (حل الدولتين). ومما جاء في كتاب قضايا سياسية من منشورات حزب التحرير:

بعد ذلك الاجتماع “قررت أمريكا أن تلقي بثقلها في المنطقة، وتتولى معالجة القضايا الساخنة منفردةً عن بريطانيا وبديلاً منها. ولقد كان من قرارات هذا الاجتماع: (تشجيع هيئة الأمم المتحدة على تنفيذ مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، وتسوية قضية اللاجئين)…

وفي العام 1959م وفي نهاية حكم آيزنهاور تبنت أميركا مشروعها بشيء من التفصيل وبقوة، والذي يمكن تلخيصه في إقامة كيان للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وتدويل القدس وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بإعادة قسم ضئيل منهم إلى فلسطين المحتلة تحت حكم (إسرائيل) وتعويض الأكثرية الساحقة وتوطينهم خارج فلسطين”.

لقد استطاعت أمريكا من خلال عملائها في المنطقة، وحكومات الرويبضات ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية على وجه التحديد نشر فكرة حل الدولتين لقبوله على أساس أنه الحل النهائي.

وقد بنت أمريكا فكرتها هذه بناء على قناعتها بأن دولةً يهوديةً مستقلة أقدر على بقائهم في فلسطين من اندماجهم في دولة علمانية، وتخلى عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رسمياً عن فكرة الدولة العلمانية في المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر في سنة 1988م، وأعلن رسمياً عن قبوله لفكرة الدولتين في جميع المحافل الدولية، منذ ذلك التاريخ.

وأذكِّر في هذا المقام أيضا بما جاء في كتاب مفاهيم سياسية من منشورات حزب التحرير الذي يقول فيه: “وهكذا سقط مشروع الدولة العلمانية عملياً ورسمياً، ولم يتبق إلا المشروع الأميركي، وهو إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب (إسرائيل)، وأصبح هذا المشروع مطلباً دولياً تبنته الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، بالإضافة إلى أميركا، وشُكلت الرباعية الدولية من هذه الأطراف الأربعة لدعم فكرة إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب (إسرائيل)، من خلال عرض رؤية بوش المسماة بخارطة الطريق.”

إن من العجيب أن ينطلي هذا المشروع الأمريكي على جزء ولو ضئيل من أبناء الأمة وبخاصة في فلسطين، بفرحتهم بهذه الاعترافات من دول الغرب المؤتمرة بأمر أمريكا، والتي تعمل على تمرير هذا المشروع على اعتبار أنه الحل النهائي الذي علينا أن نبتهج به، ونحتفل بتسمية رئيس دولة وسفراء وبرفع علم وتلحين نشيد وطني ورموز خادعة كما قال الشاعر:

ألقاب مملكة في غير موضعها، كالهرِّ يحكي انتفاخا صولة الأسد

القضية أيها العقلاء ليست رموزا وألقابا، وإنما هي حق وسيادة، وهذا الحق لا تمنحه أمريكا ولا برلمانات أوروبا لأحد هبة وهدية. هذه السيادة تنتزع انتزاعا ولا يتوسل للوصول لها من أعداء الأمة المتربصين بها. هذا التوسل لا يقبل به صاحب حق، وأسلوب التسول لا يقبله ذو كرامة. فعداء أمريكا لنا ظاهر، وتآمر أوروبا علينا مكشوف، ورعاية هذه الدول الرأسمالية لمصالحها معلوم أنه فوق كل الاعتبارات الإنسانية والشرعية والقانونية وتحافظ عليه على حساب البشر والشجر، والعرض والأرض. فمتى نرعوي ولا نرتمي في أحضان من أذاقونا الويلات منذ أن دخلوا بلادنا مستعمرين؟ ونحن نراهم رأي العين لا يعرفون رحمة ولا شفقة، ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة.

إن حزب التحرير رائد لا يكذب أهله، وقد حذر من هذا المشروع الأمريكي مرارا وتكرارا، ولم يأل جهدا في تذكير الأمة وعلى رأسها الجيوش القابعة على مرمى الحجر من كيان يهود هذا بواجبهم الشرعي في ضرورة حشد الطاقات للقضاء على هذا الكيان، وليس الوقوف حراسا لحمايته كما تفعل دول الطوق.

أتوجه هنا بالتذكير مرة أخرى ولن نكل من التذكير مرات ومرات حتى يتنبه المسلمون إلى تآمر أعدائهم وأذنابهم على مشروعهم العظيم من خلال تقسيم البلاد وتضليل العباد وتركيع الضعفاء وتضليلهم لتأخير إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستعد العدة وتجيش الجيوش لهذا الواجب العظيم.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس