Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أرقام سفسافية

 

الخبر:‏

‏1- دبي – بترا – كشفت مطارات دبي عن أطول مجسم لبرج خليفة مصنوع من الشوكولاتة، معلنة ‏دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية‎.‎

وبني المجسم الذي وصل وزنه إلى 4,2 طن باستخدام الشوكولاتة البلجيكية خلال عمل استغرق ‏‏1050 ساعة. جريدة الرأي

‏2- دبي- د ب أ – أعلنت “دار مجوهرات” عزمها عرض أغلى حذاء في العالم بدبي خلال “أسبوع ‏دبي الدولي للمجوهرات” وهو حذاء نسائي مرصع بمجموعة من الألماس تزن 1527 قيراطاً‎.‎‏ وكشفوا ‏أنهم سيعرضونه للبيع بمبلغ 3,1 ملايين دولار. جريدة الرأي

‏3- وفي نفس السياق نقرأ أرقاما قياسية أخرى من مثل: ‏

‏- الإمارات تقتحم غينيس بأكبر علم مصنوع من كرات القدم

‏- دبي تدشن أكبر صالة عرض عطور في العالم بتكلفة 30 مليون درهم

‏- سجلت دبي أمس الجمعة رقماً قياسياً عالمياً جديداً في موسوعة «غينيس» من خلال «موكب دبي ‏الاستعراضي» وذلك من خلال مشاركة أكبر عدد من العلامات التجارية للسيارات في موكب واحد.‏

جدير بالذكر، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك عدداً هائلاً من الأرقام القياسية ضمن موسوعة ‏غينيس مقارنة بأي بلد في العالم، إذ يضم سجل الدولة أكثر من 150 رقماً قياسياً عالمياً، ما دفع ‏الموسوعة إلى افتتاح مكتبٍ لها في دبي، كي تسهل على الناس والشركات في المنطقة تسجيل الأرقام ‏القياسية التي تحدث. الاقتصادي

 

التعليق:‏

لا أتوقع أن نسمع يوما من هذه الدويلات عن تسجيل رقم قياسي في أمر مفيد للأمة يدل على نهضة ‏علمية أو أدبية وذلك لسبب بسيط وهو غياب النهضة الفكرية التي ترتقي بالإنسان عن سفاسف الأمور ‏هذه.‏

الأمة تذبح من المحيط إلى المحيط، ومليار ويزيد يعيشون فقرا مدقعا لم يشهد له التاريخ مثيلا، ‏وظلما لم تشهده البشرية حتى في عهد النمرود وفرعون، وفي الوقت ذاته نرى هؤلاء الباذخين المتبطرين ‏اللاهين الفاسدين المفسدين المتكبرين المتغطرسين النهابين لأموال الأمة ينفقون في باطل وعدوان ‏مليارات اكتسبوها في غير وجه حق.‏

وليس بعيدا عنهم ما يحصل من جوع وقتل وتدمير في بقاع الأرض الإسلامية، وظلم وهوان على ‏أبناء الأمة الإسلامية، وهم لاهون بهذه الإنجازات السخيفة التي يهزأ منها العالم، وهم يظنون أنهم يحققون ‏عظائم أمور يسجلها لهم التاريخ، وغفلوا أو تغافلوا أن هذه الأرقام دنيئة والتاريخ الذي سجلها يسطر ‏أسماءهم في الحضيض من الأمم، ويكرس مكانتهم ذيلا في الأمم بعد أن كانوا رأس العالم وحكام الأمم.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها»، وسفاسف ‏الأمور هو الشيء الحقير أو الدنيء أو ما ليس له أهمية.‏

يقول رب العزة والكبرياء سبحانه وتعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ ‏تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 85]‏

خلاصنا من هذا الذل والهوان، وهذا الهزل والانحطاط لا يكون إلا بارتقاء الفكرة، وامتداد النظرة، ‏وعلو الهمة، والعمل الدؤوب لتحقيق النصر والتمكين بإعلاء كلمة الحق والدين، وبيعة خليفة راشد على ‏منهاج النبوة.‏

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس