خبر وتعليق أميركا تستخدم إسكرو لخداع الشعب في تنزانيا (مترجم)
الخبر:
ذكرت وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة قررت تعليق توقيعها على اتفاق “مؤسسة تحدّي الألفية (MCC)” مع تنزانيا، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه إجراءات الحكومة التنزانية بشأن فضيحة تاغيتا إسكرو (Tegeta Escrow).
وصرح سفير الولايات المتحدة مارك تشايلدريس بأن مجلس إدارة مؤسسة تحدّي الألفية في واشنطن قرّر تأجيل تسليم مخصصات قدرها 9.78 مليون دولار (16.14 مليار شلن)، في انتظار نتيجة التحقيقات في فضيحة إسكرو، والإصلاحات الأخرى الرامية لترويض الفساد، خصوصاً في قطاع الطاقة.
التعليق:
تحاول أميركا ركوب موجة فضيحة تاغيتا إسكرو التي طالت نحو 3.6 مليار، هذه الفضيحة التي لامست مشاعر الكثيرين ممن يتظاهرون بتمسكهم بالأخلاق الفاضلة، وذلك سعياً منها للظهور بمظهر الواقف على الخط الأول من الجبهة في محاربة الفساد والرشوة. غير أن هذه المحاولة لا تعدو كونها كذبة سمجة في وضح النهار.
إذ إن جميع المشروعات الأميركية القادمة عبر مؤسسة تحدّي الألفية ومثيلاتها ليست سوى استراتيجيات استعمارية جديدة أخذت أميركا تلجأ إليها من أجل حماية مصالحها والمحافظة على نفوذها، لا غير. فهي تسعى من خلال هذه المشروعات إلى تضليل المواطنين وجعلهم يظنون أن أميركا عطوفة عليهم ولا تدّخر جهداً في السهر على ما ينفعهم. بينما هي في الحقيقة دولة تستخدم كل أساليب القوة والبطش لفرض قراراتها السياسية على البلدان النامية بما فيها تنزانيا. فمن الناحية الاقتصادية مثلاً، دأبت شركاتها متعددة الجنسيات، جنباً إلى جنب مع الدول الرأسمالية الأخرى، ولا تزال، على نهب موارد هذه البلدان وخيراتها، تماماً كما تفعل مع البلدان النامية كافة. فلو كانت أميركا مهتمة حقاً وعطوفة بالفعل على الشعوب والناس المستضعفين في العالم، لكانت عمدت أولاً، وقبل كل شيء، إلى التوقف عن فرض أفكار مبدئها القمعية الجائرة عليهم، ولما كانت هي رأس الحربة في تدمير ونهب ثروات البلدان النامية، وذلك بالتعاون مع حكام هذه البلدان والزعماء السياسيين الديمقراطيين الفاسدين فيها.
إن المبدأ الرأسمالي الذي تعتنقه أميركا، وتعمل على نشره وتطبيقه بالقوة في العالم، لا يؤمن إلا بالمنفعة المادية معياراً للأعمال، كل الأعمال وفي جميع المجالات، ولا معيار غيره. ولذلك فإن قولها إنها تعلّق مساعداتها للبلدان النامية كوسيلة لمحاربة الفساد والرشوة في هذه البلدان هي أكذوبة مفضوحة لم تعد تنطلي على أحد، حتى السُذَّج من الناس.
فلقد رأى الجميع في العالم، بالترافق مع الزعم الأميركي الكاذب بعدم التسامح مطلقاً مع الفساد والرشوة، بما في ذلك فضيحة إسكرو، التي تحاول أميركا استخدامها لإظهار نفسها في صورة “النموذج” للأخلاق الفاضلة والتحضُّر، رأوا تقرير مجلس شيوخها بشأن تعذيب وكالة استخباراتها المركزية الفظيع للمسلمين. وذلك بالرغم من أن ما حواه ملخَّص ذلك التقرير، على بشاعته، لا يساوي قطرة من بحر ما تقترفه أميركا من عمليات القتل العنصرية الوحشية الممنهجة، ومنها على سبيل المثال قتل شرطتها أخيراً لإريك غارنر، الذي أشعل مقتله موجة المظاهرات العنيفة داخل الولايات المتحدة نفسها. وهو الأمر الذي يثبت أن أميركا قد فشلت في إظهار نفسها على أنها “مثال”، ولا يمكن أن تكون البتة “نموذجاً”، للأخلاق الفاضلة أو التحضر الإنساني، في ظل ما تمارسه من إفساد وتعذيب ووحشية ونهبٍ للخيرات في البلدان النامية، وفي بلاد المسلمين على نحو خاص.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلّم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا