Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هجوم بيشاور تداعيات الوجود الأمريكي في باكستان


الخبر:

الأربعاء 16 من كانون الأول/ ديسمبر 2014م، قام مسلحون بمهاجمة مدرسة الجيش العامة، وتنقلوا بين الفصول الدراسية، ما أسفر عن مقتل العشرات، حتى تجاوز العدد أكثر من مائة، معظمهم من الأطفال. وبعد هذا الهجوم، أعلنت مجموعة غامضة من طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، ورد قائد الجيش (رحيل شريف) ردا قاسيا بمزيد من الضربات العسكرية في المناطق القبلية في باكستان. وذهب أيضا إلى أفغانستان برفقة رئيس الاستخبارات (رضوان أختار)، للقاء الرئيس الأفغاني أشرف غاني وقائد قوات التحالف في أفغانستان الجنرال جون كامبل، وطلب منهم دعمهم من أجل القضاء على الإرهاب. من جانب آخر فقد أسفر هذا الهجوم أيضا عن إنهاء الاضطرابات السياسية في باكستان التي قادها عمران خان.


التعليق:

هذه الجريمة بشعة لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال الوحشية، مثل قتل الأطفال، هي نتيجة مباشرة للسياسات الخارجية الأمريكية، وتحديدا سياسة الصراع الخفي والعمليات “السوداء” السرية، التي تنتهجها أمريكا، وتمارسها الاستخبارات والجيش الخاص التابع لها في جميع أنحاء العالم، لإيجاد حالة من انعدام الأمن و”الفوضى الخلاقة”، حتى يستخدم النظام وسادتُه بعد ذلك هذه الأفعال الوحشية من أجل تبرير العمليات العسكرية في المناطق القبلية للناس، والتي تحتاج إليها أمريكا لوقف من يقاوم احتلالها لأفغانستان.

إن دماء هؤلاء الأطفال الأبرياء هي في أعناق الخونة في القيادة العسكرية والسياسية لسماحهم للولايات المتحدة بالوجود على أرضنا، وتنظيم مثل هذه الهجمات. فمن جهة يدّعي النظام بأنه يحارب عملاء أمريكا من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في المناطق القبلية، ومن جهة أخرى يسمح بالوجود الأمريكي الضخم على أرضنا، وبارتكاب العمليات الإجرامية. وهذا هو السبب في أنه حتى عندما ألقي القبض على بعض الخونة والجواسيس الأمريكيين، مثل ريموند ديفيس ويوجين جويل كوكس، تم إطلاق سراحهم فورا.

بغض النظر عمن نفذ هذا الهجوم الجبان، فإنه مدفوع من قبل الولايات المتحدة واستخباراتها، وسواء تمت على أيدي عملاء الاستخبارات الأمريكية – والشاهد على ذلك أنه تم إلقاء القبض على عملاء الولايات المتحدة متلبسين في الماضي، إلا أنه تم الافراج عنهم! – أو من قبل بعض المسلمين المخدوعين والراغبين في الانتقام، فإن دماء أطفالنا ليس في عنق هؤلاء الجناة فقط ولكن أيضا في أعناق الخونة في القيادة السياسية والعسكرية الذين أوجدوا هذه الفوضى، فالخونة في نظام رحيل/نواز هم الذين يخدمون مصالح الولايات المتحدة وليس مصالح الأمة وأبنائها.

يجب على مسلمي منطقة القبائل، الذين يقاتلون بإخلاص ضد الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، يجب عليهم استنكار هذه المذابح، وعدم السماح للمغرّر بهم من بينهم ممن يجهلون الإسلام بالتحدث نيابة عنهم، فهؤلاء يمهدون الطريق لتنفيذ خطة أمريكا بعصيانهم لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

لقد أعلن نظام رحيل/نواز عن مزيد من الهجمات والعمليات العسكرية في منطقة القبائل. متناسين أن هذه الهجمات هي التي تسببت بالمشكلة في المقام الأول! والحل ليس بمزيد من العمليات، فمن شأنها جعل الأمور أسوأ مما هي عليه الآن، ولكن الحل يكمن في طرد أمريكا وعملائها من باكستان. والحل الوحيد الذي يخرج باكستان من هذه الفوضى المؤسفة هو بأن يتحرك المخلصون في القوات المسلحة، من الذين بأيديهم القدرة المادية لإبطال الباطل، وإحقاق الحق الذي أمر به الله سبحانه وتعالى، بقطع رأس الأفعى، وتطهير باكستان من جميع مظاهر الوجود الأمريكي، بإغلاق السفارات الأمريكية والقنصليات، فهي حصون وقلاع وليست بنايات دبلوماسية، وطرد الأعداء الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ويسعون في الأرض الفساد، وبطرد الدبلوماسيين الأمريكيين وعلى رأسهم السفراء، وبمنع أي نشاط للعملاء السريين والمخابرات التابعة للولايات المتحدة، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

 

 

كتب لإذاعة المكتب الإعلام المركزي لحزب التحرير
صهيب سلمان، باكستان