خبر وتعليق تنظيم الدولة و”المليشيات الطائفية” يسومان أهل السُّنة سوء العذاب
الخبر:
نشرت جريدة العرب في 18 كانون أول/ديسمبر 2014 خبراً تحت عنوان “الميليشيات الطائفية تقوم بعمليات تطهير سكاني للسنة” جاء فيه: أنَّ المدنيين العراقيين يفرون من مناطق ما يُعرف بحزام بغداد بعد اشتداد القتال فيها هربا من عمليات القتل والاضطهاد المستمرة بحقهم، وفي ثناياه ما يلي:
• يتوالى قصف الميليشيات الشيعية وقوات الأمن العراقية التي تخوض حربا مصيرية مع تنظيم الدولة الإسلامية السني المتشدد للأراضي الزراعية في المناطق السنية حول بغداد بالأسلحة الثقيلة. ويصف ضباط عسكريون المناطق المستهدفة في الحزام الريفي بمناطق القتل.
• وأنَّ مناطق القتل تنتشر على امتداد حزام بغداد على مدى 200 كيلومتر. وقال العقيد حيدر محمد حاتم نائب قائد القوات العسكرية المنتشرة حول أبو غريب الواقعة غربي العاصمة مباشرة “في هذه المناطق لا يوجد مدنيون. وكل من يوجد في مناطق القتل هذه نعتبره من الدولة الإسلامية”.
• ومنذ كانون الثاني/يناير هجر نحو (83) ألفا من السكان غالبيتهم العظمى من السنة، وفقا لتقديرات لجنة الإنقاذ الدولية وهي إحدى الجماعات العاملة في مجال الإغاثة. وليست مدن الأنبار وديالى وجرف الصخر في بابل بأحسن حالا… يضاف إليه حرق البساتين والدور بعد تهجير أهلها ونهب الممتلكات.
• وشاهد مراسل لرويترز رجال ميليشيا شيعية وهم يشعلون النار في بيوت خلال الهجوم الذي شنوه في تشرين الأول/أكتوبر، وراح بعض مقاتلي الميليشيا يركلون ثلاثة من المشتبه في انتمائهم للدولة الإسلامية ويضربونهم ثم أعدموهم بإطلاق الرصاص على رؤوسهم.
التعليق:
أولا: إن ما تقدم غيض من فيض مما يصيب أهلنا وترتكبه المليشيات الطائفية المدعومة إيرانياً وأمريكياً حال دفعها لمقاتلي التنظيم، أو “التنظيم” حين تدور الدائرة على عدوهم ويفرضون سيطرتهم، وفي الحالين يكتوي الناس الأبرياء بمظالم قل نظيرها. وكل ذلك يجري على مرأى ومسمع من حكومات عراقية ضالعة في الجرم أو ضعيفة لا سلطان لها على أحد، لا سيما خلال فترتي حكم “المالكي” لا رده الله. وبعد التاسع من حزيران/يونيو يوم سقوط الموصل بيد “التنظيم” باتت المليشيات الطائفية – التي عرفت لاحقا بالحشد الشعبي – هي من يتصدر المعارك بقيادة الإرهابي “قاسم سليماني”.
ثانياً: إن ذلك التنكيل والتشريد يجري بشكل ممنهج وبوتائر متصاعدة تغذيه الأحقاد الطائفية، والعقليات المريضة، فضلا عن المشاريع السياسية التي أتى بها الغزاة منذ بداية الاحتلال في 2003 حيث أُطلِقتْ يد إيران في العراق، وقد تحقق لهم الكثير.. فقد استؤصل العرب السنة من المحافظات الجنوبية – تقريبا – أما بغداد فيكاد الجانب الشرقي منها “الرصافة” يخلو من وجود أهل السنة كمناطق بغداد الجديدة وحيّ الأمين والبلديات والحرية والدولعي والثعالبة والحسينية والشعب وغيرها كثير عدا منطقة “الأعظمية” و”الفضل” وما ذاك إلا لتحقيق هدفين:
أولهما: تمزيق النسيج الاجتماعي لأهل العراق على تنوعهم، بارتكاب تلك الفظائع، وخلق العداوة بين المكونات لحملها على طلب الانفكاك والاستقلال أو ما يعرف بـ”الأقلمة” وصولا إلى تفتيت البلاد وإضعافها خدمة لمصالح الكافرين.
ثانيهما: تحقيق المشروع الصفويّ الفارسيّ بإيجاد ما يعرف بالبدر الشيعي، وصبغ العراق وما يليه من البلدان بصبغة التشيع، وفرض الهيمنة الكاملة عليها، ذلك المشروع الذي عرف بتصدير الثورة (الإسلامية) أيام وصول الخميني لسدة الحكم في إيران خلفا لشرطيّ الخليج الشاه رضا بهلوي.
ونحن تجاه تلك الأحداث الجسام ما لنا إلا التوكل على الله عزَّ وجلَّ ليأخذ بأيدي عباده المخلصين العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة الحقة على منهاج النبوة المباركة لترد الأمور إلى نصابها وتنصف المظلوم من الظالم وتعلي كلمة الحق، وتهين الباطل وتستأصله ليُعبد الله وحده وتسود أحكامه.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق