خبر وتعليق وهل بريطانيا تريد خيرا بتونس؟!
الخبر:
انتظم مساء يوم الخميس 2014/12/18 بمقر إقامة السفير البريطاني بضاحية المرسى بتونس، حفل افتتاح المرحلة الثانية من مشروع “حوار النساء التونسيات من أجل إيجاد أرضية مشتركة” بحضور عدد من نائبات مجلس نواب الشعب وممثلات عن المجتمع المدني.
ويهدف هذا المشروع الذي انطلق منذ مارس 2013 إلى جمع نساء ناشطات في منظمة وجمعية نسائية تختلف رؤاها وتوجهاتها الفكرية والأيديولوجية على طاولة الحوار من أجل تعزيز ثقافة الحوار البناء والتركيز على المصالح المشتركة في مجال حقوق الإنسان.
وكان سفير المملكة المتحدة “هامش كاول” قد هنأ التونسيين باختيار الصحيفة الأسبوعية البريطانية “ذي إيكونوميست” تونس أحسن بلد لسنة 2014، قائلا أنه لقب تستحقه، وذكّر بدعم المملكة المتحدة لتونس منذ ثورة 2011 وخلال انتقالها الديمقراطي، معربا عن سعادته بالتقدم الحاصل في تونس كنموذج للحرية والديمقراطية في المنطقة، كما تحدث في إطار مشروع حوار التونسيات عن دعم بلاده لحضور ومشاركة المرأة في الحياة السياسية عبر مشروع البحث من أجل أرضية مشتركة وهو مشروع جمع عددا من النساء من حساسيات وأيديولوجيات مختلفة يجمعهن هدف واحد ألا وهو تعزيز حقوق المرأة في تونس حسب قوله. وأشار إلى أن السفارة البريطانية ستواصل دعمها لهذا المشروع في مرحلته الثانية.
التعليق:
يأتي هذا اللقاء في إطار مجموعة الأعمال السياسية الاستعمارية التي تشرف عليها بريطانيا في بلد عقبة بن نافع – وما أكثرها -. عمل ما زال يظنه بعض الغافلين أنه نصح وإشراف على مستقبل أفضل لأهل البلد ولكنه في حقيقته وصاية أجنبية ومحاولة لتوجيه تونس من أجل تحقيق مصالحها (بريطانيا) والحفاظ عليها.
هل بريطانيا التي تقاتل حتى آخر جندي فرنسي لدهائها ومكرها، والتي أسقطت دولة الخلافة، تريد خيرا بتونس؟!
إن تأكيد سفير بريطانيا على دعم المسار الذي عليه الآن تونس ليبين لنا بوضوح التوجه الفاشل الذي تقوده الحكومة ومن يتزعم الوسط السياسي، إذ يضمن هذا المسار تثبيت مصالح الغرب من جهة وانتزاع لحقوق أهل البلد من جهة أخرى، وما العقود التي تم إبرامها أو تجديدها في مجال الطاقة إلا دليل آخر على الارتهان المغزي والمكشوف للغرب.
أما فيما يتعلق بالمرأة، فإن بريطانيا تدرك تماما دور المرأة في المجتمع، خاصة إن رُسم دورها على أساس الإسلام، فهي شقيقة الرجال في العمل السياسي والمحاسبة وهي التي تبني الأجيال. لهذا فإن بريطانيا تعمل جاهدة من أجل تغريب المرأة وإيهامها بأن حقوقها لن تكسب إلا في ظل ديمقراطية كالحة دمرت شعوبا وسفكت دماء النساء في أفغانستان والعراق والشام وغيرها بتعلة إرساء الديمقراطية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة الماجري – تونس