خبر وتعليق العمال المهاجرون يغادرون روسيا بشكل جماعي
الخبر:
نشرت وكالة إنترفاكس الروسية في 19 ديسمبر خبرا جاء فيه: قال رئيس الاتحاد الروسي للمهاجرين محمد أمين “العمال المهاجرون يغادرون روسيا بشكل جماعي بسبب ضعف الروبل، والقانون الذي يلزمهم بإجراء اختبار يدفع فيه لمعرفة اللغة الروسية مبلغ 30 ألف روبل. نعم، المهاجرون يغادرون روسيا. الآن أكثر من 25٪ من المهاجرين يخططون للمغادرة بعد العام الجديد ونقل أنشطتهم إلى بلدان أخرى”.
التعليق:
وفقا للبيانات الرسمية من دائرة الهجرة الاتحادية الروسية لعام 2014، فإن في روسيا حوالي 5 ملايين من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى. منهم 2.5 مليون من أوزبكستان، و1 مليون من طاجيكستان، و600 ألف من قرغيزستان، ومن كازاخستان 600 ألف شخص.
يتم تحويل الروبلات التي حصّلوها بشق الأنفس وبعرق جبينهم إلى دولارات وإرسال التحويلات إلى بلادهم. والمتوسط السنوي لهذه التحويلات هو 20 مليار دولار أمريكى. في العامين الماضيين، كان قد تم تحويل أكثر من ثلثي هذا المبلغ إلى بلدان آسيا الوسطى، منها 6 مليارات دولار أمريكي إلى أوزبكستان وحدها.
إن انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار قد تضاعف تقريبا، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، أدى إلى تدفق العمال المهاجرين من روسيا. ففي كانون الثاني عام 2014 كان سعر صرف الدولار يساوي 32 روبل، واليوم، 22 كانون الأول عام 2014 سعر صرف الدولار يساوي 60 روبل. أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية لا ترتفع في كل يوم فقط، بل في كل ساعة. والأجر المتوسط للعمال كان بداية العام يتراوح بين 15 و25 ألف روبل، أي حوالي 500 دولار ويسمح لهم بإرسال الأموال إلى بلدانهم الأصلية. ولكن اليوم، بسبب انخفاض قيمة الروبل، والأرباح تشكل فقط 250 دولار، لأن العمل لا يكون مربحا للعمال.
أيها المسلمون! إن حكامنا يضطهدوننا متعدين على قوانين الله ويجعلوننا نعيش ظروف حياة لا تطاق، بحيث يجب علينا الذهاب إلى بلاد بعيدة بحثا عن الغذاء.
مؤلفو “مؤشر الأمن الغذائي العالمي” للعام 2014، من قبل المحللين من المجلة البريطانية “الإيكونوميست” ذكروا أنه في أوزبكستان يعيش تحت خط الفقر حوالي 77٪ من السكان. ويقدر البنك الدولي أن مستوى الفقر في طاجيكستان 46.7٪، في حين بلغ معدل الفقر في قرغيزستان 37٪.
إن بلادنا غنية بالموارد الطبيعية، ولكن كل هذه الثروة يسرقها المستعمرون الغربيون. القوى التي تعيق تطوير إنتاج المواد الأولية، التي من شأنها إقامة سوق العمل وتوفير السلع الاستهلاكية للسكان الجوعى. القطن والحبوب والفواكه والخضروات أيضا يتم تصديرها إلى الخارج، وما ينتج عنها من مكاسب يتم وضعه في المصارف الأجنبية في حسابات من هم في السلطة.
أيها المسلمون! إن نظام الكفر الذي نصب المستعمرين الملحدين فوق رؤوسنا، يؤكد أن البحث عن الرزق للبقاء على قيد الحياة أصبح بالنسبة لنا هدفا. ولكن تذكروا أن الرزق هو من عند الله. قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى لنا أن نطلب الرزق بطريقة مقبولة فقط، وأنها ليست سوى وسيلة للحياة، وهدفنا في الحياة هو تحقيق مرضاة الله، وجزاء هذا الرضا هو الجنة.
أيها المسلمون! طلب الرزق في بلدان بعيدة لا يمكن أن يعالج الظروف السيئة عندنا لو بقي فوقنا نظام الكفر والحكام الفاسدون وعملاء المستعمرين. إن مشاكلنا، خصوصا طلب الرزق لا يمكن حلها إلا بإعادة دولة الخلافة الراشدة على أساس الوحي الإلهي في القرآن والسنة. إن تطبيق وتنفيذ أحكام الله هو الذي يوفر لنا الطمأنينة والرفاهية، كما كان في تاريخ الدولة الإسلامية، حيث إن الحاكم لم يكن يجد فقيرا ليعطيه المال من خزينة الدولة. فانضموا إلى حزب التحرير للعمل على إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. والله المستعان!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير