خبر وتعليق التذاكي على الأذكياء ضرب من الغباء
الخبر:
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، بعد ظهر يوم 22 من كانون الأول/ ديسمبر، أن الباجي قائد السبسي (مرشح حزب نداء تونس) أصبح رئيسا للجمهورية. حيث حسم السبسي المنافسة ضد منصف المرزوقي (الرئيس المؤقت، والمنتهية ولايته) بحصوله على نسبة 55.68% من الأصوات، مقابل 44.32% للمرزوقي. وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 60.11% من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم التصويت.
التعليق:
إنه لمن المؤسف والمحير أن يتمخض عن الثورة التونسية – التي بدأت الربيع العربي – ما ثارت عليه وبسببه! فلا يخفى على البعيد قبل القريب أن السبسي هذا من أعمدة النظام الجمهوري العلماني الكافر الأول، الذي أذاق الناس مرارة العيش وذله، فكيف لانتخابات وصفت “بالنزيهة” أن تفرز رموز النظام التي ثار عليها الشعب التونسي؟! الحقيقة هي أن هذه الانتخابات لم تكن نزيهة أصلا، وشهادة المؤسسات المحلية والدولية لها بذلك هي شهادة زور، فهي متآمرة على الثورة التونسية وجميع ثورات الربيع العربي.
إنّ القوى الدولية وأدواتها، من حكام عملاء ومضبوعين بالغرب وإعلام مأجور، تسعى جميعها لإحباط الثورات الإسلامية ومنها العربية، فقد جيّشت الجيوش لإحباط ثورة الشام، وأعادت أعوان مبارك في مصر الكنانة إلى الحكم، وبرأت عميلها المخضرم مبارك، وسلمت اليمن السعيد لأتباع الصفويين (عملاء أمريكا في إيران)، تريد بكل ذلك إرسال رسالة للشعوب، بأن القوى الدولية قوة خارقة، تستطيع التمكين للكفر في بلاد المسلمين من خلال لعبة الديمقراطية والانتخابات “الحرة والنزيهة”، والمفاوضات والعصا الغليظة.
إن أهل تونس المعروفين بالفطنة لا يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه المسرحيات الهزلية، وهم على بينة من أمرهم بأن هذه المومياء (السبسي) ليست ممثلة لإرادتهم وما يطمحون له، وأن محاولات الغرب لإحباط مطالب ثورتهم ستؤول إلى الفشل الذريع.
لقد ثار أهل تونس ضد النظام الجمهوري العلماني الكافر، وطالبوا بالتحرر منه وتحقيق العدل والإنصاف -الذي لن يجدوه إلا في الإسلام -؛ لذلك تحايل الغرب عليهم بحركة خذلتهم. ولكن هذا لا يعني أن الإسلام هو الذي خذلهم، بل مطايا تلك الحركة، وثقة المسلمين بدينهم لا تشوبها مؤامرة رخيصٍ باع دينه بعرض من الدنيا قليل.
إن تذاكي لاعبي الديمقراطية الفاسدة على أهل تونس الأذكياء هو ضرب من الغباء، فهذه الألاعيب لا تزيد الناس إلا وعياً على حقيقة النظام القائم والقائمين عليه وأتباعهم، وتغربل الوسط السياسي والحركي، وتدفعهم إلى بلورة مطالبهم التي توصلهم إلى النهضة الحقيقية على أساس الإسلام، الذي يحكمون به في ظل دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة. لذلك يجب على أهل تونس الخروج إلى الشوارع هاتفين من جديد: “الشعب يريد خلافة من جديد”، فهذا هو الهتاف الذي كان يتوجب عليهم الهتاف به منذ أن أحرق البوعزيزي نفسه، ويجب عليهم مطالبة الجيش التونسي بالإطاحة برويبضات النظام، وتسليم السلطة لمن عنده مشروع كامل ومتكامل لدولة الحق والعدل، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي بشّر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو