خبر وتعليق وقال فرعون ذروني أقتل موسى
الخبر:
طلب الباجه السبسي رئيس تونس الجديد من الشعب التونسي تفويضا لمكافحة الإرهاب.
التعليق:
إن مما يعرفه الصغير والكبير أن معنى الحرب على الإرهاب هو الحرب على الإسلام وعلى دعاة عودة الإسلام إلى الحياة، والحرب على كل من يدعو لإقامة خلافة إسلامية على منهاج النبوة.
وإننا نقول: ليس غريبا على الباجه السبسي أن يطلب مثل هذا التفويض من الشعب التونسي، فهو يسير على خُطا من سبقوه من الحكام الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم؛ فقد سبقه في مصر عبد الفتاح السيسي منذ عام تقريبا بذات التصريح حرفيا، ورأينا كيف كانت وحشيته في التعامل مع الإسلاميين عامة ومع الإخوان خاصة، وكيف برأ مبارك من التهم الموجهة إليه؛ وألقى بالإسلاميين في السجون وحكم عليهم إما بالإعدام وإما بالسجن المؤبد وإما بأحكام عالية مع الأشغال الشاقة.
نعم ليس غريبا على السبسي ولا على السيسي وكل حكام المسلمين مثل هذه التصاريح ومثل هذه الأفعال وهم صنيعة الغرب الكافر وهم أذناب الدول الصليبية وأدواتها التي تحارب الإسلام ليل نهار وتعلن الحرب على الله ورسوله جهارا نهارا.
ولو رجعنا إلى التاريخ لما وجدنا لهؤلاء شبها إلا فرعون؛ فما أشبه السيسي والباجه السبسي بفرعون حين قال لقومه: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ [غافر: 26]؛ ذلك أن فرعون فيما مضى طلب من الشعب تفويضا رسميا للقضاء على موسى فقال ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى﴾.
نعم ليس غريبا كل ما مضى؛ ولكن الغريب حقا هو أن يسمع الشعب التونسي المسلم أحفاد عقبة بن نافع؛ وأبناء مسجد الزيتونة هذا الكلام ولا يتحرك من جديد ولا يقوم بثورة ثانية لقلع نظام بورقيبه الذي ورثه منه زين العابدين والمرزوقي والباجه السبسي؛
والغريب أيضا أن تصفق لكلام الباجه السبسي بعض الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية وكان نظام بورقيبه يسومهم سوء العذاب؛ ثم لا تقوم هذه الأحزاب بالثورة على الباجه السبسي ولا تقوم بقلعه من جذوره وتقيم بدلا عنه نظام الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.
لذلك نقول لهؤلاء الإسلاميين الذين يصفقون للباجه السبسي إنكم لم تقفوا موقف مؤمن آل فرعون حين قال: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [غافر: 28]، وإنما بكل أسف وقفتم موقف الملأ من فرعون حين اصطفوا إلى جانب فرعون والباطل ولم يقفوا إلى جانب موسى والحق ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ [الأعراف: 127]
ونقول لهم أخيرا تذكروا مصير فرعون وقومه وتذكروا قوله تعالى: ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ [الأعراف: 136-137]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عبيدة