خبر وتعليق كيف لمسلم يقود طائرة حربية أن يطيع الأوامر بقتل مسلم معصوم الدم
الخبر:
“أكدت القوات المسلحة الأردنية في بيان لها سقوط طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي في مدينة الرقة شمال سوريا، كانت تشارك في عمليات التحالف، واحتجاز عناصر من تنظيم “داعش” المتطرف الطيار الأردني رهينة، هو معاذ صافي يوسف الكساسبة، ملازم أول عمره 26 عاماً، التحق بالقوات المسلحة كطيار حربي منذ ست سنوات. وتحدث والد الطيار عن ابنه بخوف عميق على مصيره وحياته، وقال إنه كان في المنزل، الأحد الماضي، قبل أن يغادر لأداء الواجب، وإن عائلته تعلم أن ابنها الطيار يقوم بواجبه بالمشاركة في العمليات الحربية ضد داعش”.
التعليق:
بعد أن أعيتها ثورة الشام، شنت أمريكا حربها الصليبية المجرمة على بلاد المسلمين وجرّت دول العالم لمشاركتها الوزر، فابتدعت أسباباً واهية لإنشاء تحالف مجرم ها هو يفتك بالمسلمين الآمنين في سوريا والعراق. لم يحرك هذه الدول المجرمة التي تشارك أمريكا في حربها على المسلمين، عدوانُ يهود المجرم على أهلنا الأبطال في غزة، ولا قتلُ النظام الأمريكي في دمشق لمئات الألوف مستخدما كل ما بين يديه من أسلحة، بل تحركوا بحجة أفراد قلائل قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية، وقد قتل هذا التنظيم قبلهم الكثير ولكنهم لم يأبهوا بدمائنا، ونحن نعلم أنها حجج واهية أرادوا من خلالها تثبيت عملائهم في المنطقة، نظام بشار وإيران وحزبها في لبنان، وها هم يتشاركون مع طاغوت الشام في الأهداف ويتصنعون أن لكل وجهته وأهدافه، ألا ساء ما يفعلون.
بكل وقاحة ونذالة تعلن حثالة من منظومة حكام الضرار الذين ابتليت بهم الأمة الإسلامية، من الأردن وقطر والإمارات والسعودية، مشاركة التحالف الإجرامي هذا بقتل المسلمين وتدمير بيوتهم على رؤوسهم في سوريا والعراق، يقومون بذلك من خلال أوامر يعطونها لأبنائكم أيها المسلمون! يأمرونهم بقصف بلادنا وقتل أبنائنا وتدمير ممتلكاتنا، نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام، نحن أهلكم يا مقاتلون، يا ضباط جيوش الأردن وقطر والإمارات والسعودية، تقصفون أهلكم لأن أمريكا تأمركم! فبالله عليكم أيها الآباء وأيتها الأمهات، بأي وجه ستقابلون ربكم حين يأتيكم الضحايا يشكونكم لله يوم القيامة يوم لا ينفعكم مال ولا بنون، ولا عبد الله ولا ثاني ولا مكتوم ولا نهيان؟ ثم هل نسيتم أو تناسيتم أن من يُقتل على يد أبنائكم هو أيضاً له أب وأم وأخ؟ ويصوم ويصلي مثلكم تماماً، إلا أنه مات مظلوماً على يد الظالم الذي هو ابنكم أو ابنتكم؟ إننا نحذر المسلمين مما أراد الحكام أن يوقعوهم فيه من شراك، فهم يريدون بث الكراهية بين فئات الأمة الإسلامية حتى تقتتل فيما بينها فيسعدوا بذلك ويأمنوا أن الأمة لن تقوم لها قائمة، بل سيجرونكم لأكثر من هذا بعد أن نجحتم في اختبارهم! سيدفعونكم في حروب محلية بين دويلاتهم المسخ كي ينهكوكم فلا تغيروا عليهم، فهل أنتم لما أرادوا فاعلون؟
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»، فكيف بمن حلق بطائرته المدججة بالأسلحة الفتاكة وانقض على المسلمين يمعن فيهم قتلاً وتدميرا؟ وهذا ابن آدم بسط يده لقتل أخيه فباء بإثمه وبشره تعالى بأنه من أصحاب النار: ﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، فكيف تطوع لكم أنفسكم إرسال ذراريكم إلى النار يا مسلمون!!؟
ألا هل بلغنا اللهم فاشهد
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير