لا للطائفية.. هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ
إن عقيدة الإسلام تنبثق من القرآن والسنة النبوية الشريفة لا غير، والإسلام دين وحدة لا يعرف التقسيمات القومية ولا الوطنية ولا الطائفية ولا الإقليمية، وعليه فالمسلمون أمة واحدة من دون الناس، فلا تعرف طائفية ما يسمى الشيعة وأهل السنة، فكل من أخذ بالقرآن والسنة النبوية الصحيحة الشريفة هو مسلم بلا خلاف، ومن أنكرهما أو أنكر شيئا منهما فهو كافر بشخصه، ولا علاقة لقومه وأبناء دمه ووطنه أو مذهبه وطائفته، إلا أن يوافقوه ويقروه على كفره، والذي يتولى أمره هي الدولة الإسلامية فتستتيبه، فإن تاب وإلا أقامت عليه الحد، أما أن الدولة هي التي تتولى أمره فذلك راجع إلى أنه لا يجوز لأي شخص كائناً من كان أن يطبق حدا وهو ليس حاكماً أو موكلاً من الحاكم المسلم، فالإمام جعفر الصادق هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقد سُمي باسم “جعفر” تيمناً بجده جعفر الطيار الذي كان من أوائل شهداء الإسلام، فعند أهل السنة والجماعة أن جعفر الصادق كان أستاذا لبعض أئمة المذاهب الإسلامية، ويُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب، ويمقت الذين يتعرضون لأبي بكر ظاهراً وباطناً ويغضب منهم، ومن الأحاديث التي نقلها عنه أهل السنَّة في هذا المجال حديثٌ عن زهير بن معاوية؛ قال فيه: “قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر. فقال جعفرٌ: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم”.
أما إيران فهي دولة مثل بقية دول العالم الإسلامي يحكمها حكام عملاء للغرب، بدساتير وضعية بعيدة كل البعد عن الإسلام، بل إن حكام إيران يظهرون العداء لأمريكا مستغلين مشاعر المسلمين، في حين أنهم عملاء لأمريكا حتى النخاع.
أما الرافضة سواء من أصل فارسي أو عربي، فحدث عنهم ولا حرج سواء بالكفر أو النفاق والفسق، وهم أشبه بالقوميين والوطنيين والبعثيين والناصريين، فعندما حكموا بلاد المسلمين في القرن الماضي، سواء أمثال جمال عبد الناصر أو القذافي أو البعث في سوريا والعراق فقد نكلوا بدعاة الإسلام وسجنوهم وعذبوهم وقتلوهم بدم بارد وبطرق مختلفة، فالقذافي جر وسحل المشايخ والطلاب المسلمين في الجامعات خلف السيارة حتى الموت، وإعدام سيد قطب كان بشكل مشين في مصر أيام عبد الناصر، وما زال الحكام يسجنون ويقتلون دعاة الإسلام، فإلى متى يبقى الكفار يتصارعون على خيراتنا والسيطرة علينا حتى آخر قطرة دم مسلم، وتحت مسمى الاقتتال الطائفي الكاذب والتحالف الصليبي الأمريكي لمحاربة الإرهاب (الإسلام)؟! فاتقوا الله أيها المسلمون وعوا على مخططات الكفار وأفشلوها بوعيكم، فنحن بلا دولة تحمينا ولا راع يرعانا ولا حام يحمينا، ولذا وجب العمل لإيجاد دولة الخلافة وتنصيب خليفة يحكم بشرع الله، لا بدستور علماني.
أما الشيعة (أتباع جعفر الصادق وأمثالهم)،.. فهم كبقية كل المسلمين فيهم السيئ والحسن والملتزم والعاصي والقومي والوطني والعلماني،…
بعد غزو أمريكا لأفغانستان والعراق والخسائر الفادحة التي منيت بها في الأرواح والأموال.. وبعد دخول أمريكا في أزمتها المالية (البورصات) عمدت إلى استغلال جهل بعض المسلمين بإسلامهم وحرارة دم الشباب المجاهدين فزودتهم بالسلاح ودست العملاء بينهم، ليكون قتال المسلمين فيما بينهم وعلى حساب أموال المسلمين وثرواتهم، وتبقى هي تبيعهم السلاح وتتفرج من بعيد، وهنا يستفيد بعض العلمانيين الفسقة وأصحاب المناصب والحكام العملاء وأصحاب رؤوس الأموال ليستغلوا تقاتل المسلمين الشيعة والسنة، ولتبقى أمريكا تحكم المسلمين بقبضة حديدية كأيام مبارك والقذافي وبن علي وغيرهم، وعليه فهم أي الحكام والأمريكان يهددوننا بطريق غير مباشر،.. إما حكام أمثال القذافي وبشار، وإما الحرب والاقتتال الطائفي،.. أما أن يكون للمسلمين دولة واحدة ترعاهم برحمة وعدل وعلى منهاج النبوة ألا وهي دولة الخلافة التي وعدنا بعودتها رسولنا وقائدنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكلا وألف كلا.
إن الفكر الواعي والفهم السليم يجعلنا نرتب أولويات العمل الإسلامي ليكون على منهاج النبوة، لا على منهاج علماء السلاطين والفضائيات التي تبث سموم الفرقة بين المسلمين، وتتجاذبهم بالسباب والقدح والشتم، فحتى أصول الحوار العلمية لا توجد بينهم، ولا أصول العلم والفقه الإسلامي ولا حتى سمات وصفات المسلمين، ألا فلا تكونن الأمة الإسلامية بعامتها وخاصتها وقوداً لإعلام مسيس وقذر وسياسات لا ترحم المسلمين ولا تعرف لهم إلاً وقربى.
﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات “أبو محمد” – الأردن