خبر وتعليق برنامج تدريب أمريكي للمعارضة السورية
الخبر:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في 2014/11/28م أن الجيش الأميركي سوف يُخضع المتمردين السوريين الذين سوف يكون لهم دور في برنامج التدريب الجديد لتقييمات نفسية وفحوصات شخصية واختبارات تحمُّل، وذلك بموجب خطة فحص تتجاوز الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة عادة للتأكد من الجنود الأجانب، وهو ما يشير إلى المخاطر التي تواجهها إدارة أوباما مع توسيعها للدعم الذي تقدمه للمجموعات المسلحة في سوريا. ويريد المسؤولون الأمريكان التقليل من المخاطر الناتجة عن المقاتلين السوريين الذين سوف يعودون لمواجهة الدولة الإسلامية من أن يستخدموا أسلحتهم ضد الولايات المتحدة وحلفائها… وكذلك يريدون ضمان أن الميليشيات المرتبطة مع الدولة الإسلامية أو المجموعات المتطرفة الأخرى لن تتسرب إلى عمليات التدريب الأمريكية.
يقول مسؤول في القيادة المركزية فضل عدم الكشف عن هويته بأن الخطة الجديدة “خاصة بسوريا”… وذكرت الصحيفة أن برنامج الولايات المتحدة ربما يخرج حوالي 5000 مقاتل في العام, إلا أن الجنرال مارتن ديمبسي قال إن هناك حاجة لعدد أكبر. ويجري الجيش الأمريكي الآن مسحاً لأربعة دول يتوقع أن يجري فيها التدريب هي: السعودية وتركيا وقطر والأردن.
التعليق:
لا شك أن من يريد الاشتراك ببرنامج التدريب هذا من المسلمين سيكون من سَقَطهم وأراذلهم، إذ كيف سيقبل الواحد منهم أن ينضم إلى صف أمريكا التي تتولى كبر الصد عن سبيل الله بمحاربة دينه وإقامة شرعه، والتي تسوم المسلمين سوء العذاب في كل مكان؟! إن أمريكا صاحبة هذا الخبر هي من اخترعت فكرة “الإرهاب” بعد سقوط الشيوعية لتتهم بها الإسلام، ولتتخذ منها عدوها العالمي الأول، ثم لتحاربهم بها وتقضي على أي عمل مخلص يريد النهضة والتخلص من سيطرتها، وهي من خربت على المسلمين حياتهم في كل مكان، وأذاقتهم القتل والتشريد، وحاكت ضدهم المؤامرات، وفتحت باب القتل والإجرام وارتكاب أبشع أنواع المجازر أمام سائر دول العالم لينضموا إلى أشرس حملة عالمية تخوضها ضدهم في دينهم تحت ما يسمى بـ “التحالف الدولي”… إن أمريكا تلعب لعبة الشيطان، بل هي الشيطان نفسه، إذ تزين لهؤلاء السقط من المسلمين أعمالها حين تقول لهم إنها إنما تحارب الإرهاب بينما هي تحارب الإسلام، تحارب عودة الحكم بما أنزل الله، تحارب عودة الجهاد في سبيل الله، تحارب عودة دولة الخلافة الراشدة إلى مسرح الحياة وساحة الصراع الحضاري في العالم، فهل يقبل أحد من المسلمين أن يكون في فسطاط كفرها ونفاقها وهي التي أعلنت عن نفسها أنها عدو مبين لهم؟!
ثم من هي دول الضرار التي اتخذت من نفسها إرصاداً وعوناً لمن حارب الله ورسوله؟! إنها السعودية التي تدَّعي نفاقاً أنها تحكم بالإسلام، وأن حاكمها هو ولي أمر المسلمين، والتي من نقائضها دعمها لبعض الفصائل في الوقت الذي تنضم فيه إلى التحالف الدولي وتموِّله وتشارك معه في قتل أهل سوريا المسلمين، وتسخِّر له إعلامها لمنع عودة الإسلام. إنها تركيا التي يسعى حاكمها لأن يكون سلطان هذا الزمان، والتي يدَّعي الغرب أنها دولة “الإسلام المعتدل” وهي التي تطبَّق فيها كل الموبقات، وتحارب في بلدها عودة الخلافة على منهاج النبوة. إنها قطر تلك الدويلة المشبوهة المشتهرة بالعمالة والخيانة ومد اليد إلى أعداء الأمة، والتي تتخذ من أموالها سبيلاً لشراء الذمم والتآمر على قضايا المسلمين، وهي كالسعودية تدعي أنها تدعم بعض الفصائل في الوقت الذي تنضم فيه إلى التحالف الدولي وتشاركه في عدوانه على المسلمين. إنها الأردن التي حمت دولة يهود منذ نشأتها، وحرست حدودها طوال ستين عاماً، وهي لا تترك فرصة لضرب الإسلام والتآمر على المسلمين والوقوف في صف أعدائهم إلا وسابقت إلى الإعلان عنها والمشاركة فيها أولاً بأول. ثم إن العمالة والخيانة ليست مقصورة على هذه الدول وحكامها فحسب، بل هي تطال جميع حكام المسلمين، من ذكر منهم ومن لم يذكر، وهل يملك العبد إلا إطاعة سيده؟!
إن أمريكا هذه، يجب على المسلمين أن يقفوا في وجه اعتداءاتها عليهم لا أن يكونوا في صفها، وأن يخذِّلوا عن أمتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً لا أن يخذلوها. وأن يدوروا مع الإسلام حيث دار لا أن يدوروا في دائرة السوء أمريكا.
قال تعالى: ﴿والَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِيْنَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ، وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُوْنَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا